نبع السلام في يومها الثامن

مع دخول عملية نبع السلام وسيطرة الجيشين التركي والوطني السوري على محاور تل أبيض رأس العين، وانسحاب الوحدات الكردية وتسليمها مناطق لقوات النظام.. تكثّفت التحركات الدبلوماسية إقليمياً ودولياً باتجهات متعددة، لكنها في المجمل  والمعلن تصبّ جميعها باتجاه وقف إطلاق النار في وقت أكدت تركيا تصميمها على السير بعملية نبع السلام حتى تحقّق أهدافها في اقامة المنطقة الآمنة من منبج إلى الحدود السورية العراقية. 

وميدانياً تصدّرت الأوضاع المحيطة بمدينة منبج ملفّ التطورات، فبينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة النظام على المدينة.. نفى الجيش الوطني صحة هذه الأنباء، وأكد أنه ماض في العمل على دخولها مع ورود أنباء عن قصف الطيران الحربي التركي مقراً  لـ “قوات سوريا الديمقراطية” -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- في قرية عون الدادات شماليّ مدينة منبج، في حين انسحب رتل لقوات النظام مؤلّف من سبع سيارات ودبابة من قرية الهوشرية شماليّ منبج نحو منطقة العريمة.

وقتل جنديّ تركي وأصيب ثمانية آخرون في قصف من قوات النظام قرب مدينة منبج، بدورها ردّت القوات التركية وقالت بحسب ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن النظام دفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك، في حين أعلنت وزارة الدفاع التركية، “تحييد” 611 من عناصر الوحدات الكردية منذ بدء عملية “نبع السلام” بشمالي سوريا حتى الآن.

وفي رأس العين، لا تزال أعمال تمشيط المدينة جاريةً من جانب الجيش الوطني بعد السيطرة على معظم أجزائها، في حين حلّقت طائرات عسكرية أمريكية فوق مجموعة من الجيش الوطني اقتربت من جنود أمريكيين في سوريا بحسب ما أعلنه مسؤول أمريكي لرويترز الذي أضاف أن التحليق هو استعراض قوة لتفريق المجموعة لكنه لم يحدّد مكان هذا الحادث.

وسياسيا ذكر تلفزيون إن.تي.في، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب أن تركيا لن تعلن مطلقاً وقف إطلاق النار في شمالي سوريا، وأنه ليس قلقاً من العقوبات الأمريكية على أنقرة بسبب الهجوم.

وقال التلفزيون: إن أردوغان أبلغ الصحفيين أن المحادثات مع واشنطن وموسكو بشان مدينتي كوباني ومنبج في سوريا مستمرة، مضيفاً أنه “ليس سلبياً” أن تدخل قوات النظام منبج ما دام المسلحون الأكراد قد خرجوا من المنطقة.

وقال أيضا: إنه أبلغ ترامب أن تركيا “لن تتفاوض مع منظمة إرهابية” رداً على عرض الرئيس الأمريكي الوساطة.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن نائبه مايك بينس ووزير خارجيته مايك بومبيو سيتوجهان اليوم إلى تركيا للتفاوض مع رئيسها رجب طيب أردوغان حول الوضع في شمال شرقي سوريا.

وقال ترامب للصحفيين أمس الثلاثاء: إن بينس يستعدّ للقيام بـ”رحلة مهمة” إلى تركيا غداً الأربعاء ضمن وفد أمريكي يرأسه هو (بينس) وبومبيو.

وتعهد ترامب بأن يكون موقفه تجاه تركيا وغيرها صارماً، مضيفاً: إنهم يدافعون عن أنفسهم، وعليهم أن يدافعوا الآن عن السلم والأمن، سيطلب الوفد وقف إطلاق النار، وسنراقب الوضع”.

وذكر ترامب، أنّ إدارته قد أعلنت فرض عقوبات “قاسية” على تركيا بسبب عمليتها في سوريا، مضيفاً: “لكن لدينا الكثير في الاحتياط إذا فشلت (العقوبات)”.

في حين أوضح البيت الأبيض في بيان له، أن بينس سيؤكد مجدّداً للجانب التركي “التزام الرئيس ترامب بإبقاء نظام العقوبات الاقتصادية ضد تركيا إلى حين التوصل إلى حل”.

ومن جانب آخر، أعلن الكرملين في وقت متأخر يوم الثلاثاء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفياً مع الرئيس أردوغان الحاجة إلى تجنّب حدوث مواجهات بين الجيش التركي وقوات النظام.

في غضون ذلك، بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الوضع في سوريا خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي مارك إسبر.

ولم تعط وزارة الدفاع الروسية التي أوردت النبأ تفاصيل أكثر، في حين أشارت أن شويغو أجرى اتصالا مماثلا بنظيره التركي خلوصي أكار كذلك أجرى رئيس هيئة الأركان الروسي فاليري غيراسيموف اتصالين هاتفيّين بنظيريه الأمريكي مارك ميلي والتركي يشار غولر ، وفيما لم يتم الكشف عن تفاصيل المباحثات بين غيراسيموف ونظيره الأمريكي.. قالت أنقرة: إن الاتصال بين غيراسيموف وغولر تمحور حول الأوضاع الأمنية في سوريا.

في غضون ذلك، رجّحت مصادر دبلوماسية أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا لبحث آخر التطورات في سوريا بناءً على طلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى