نبع السلام.. سخونة الجبهات تلقي بظلالها على المواقف السياسية
بدأ اليوم التاسع من عملية نبع السلام في أجواء سيطرت عليها تصريحات تركية شديدة اللهجة إزاء منتقدي العملية، ولا تقلّ سخونةً عن حرارة محاور الجبهات وردت على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو والمتحدث الرئاسي إبراهيم قالن، مع بدء توتر واضح في العلاقة مع الولايات المتحدة التي أرسلت الى أنقرة وفداً برئاسة نائب الرئيس مايك بينس ومايك بومبيو للقاء الرئيس أردوغان.
وعشية وصول الوفد الأمريكي إلى تركيا أكد الرئيس التركي أنه إذا كان لا يتفهّم موقف تركيا فإنه لا داعي لأن يطرح لنا موضوع وقف العملية لأنه سيبذل جهد من دون طائل وقال الرئيس التركي: إن عملية “نبع السلام” ستنتهي عندما تكمل تركيا إقامة المنطقة الآمنة من منبج إلى الحدود مع العراق، مشدداً على أنه لا يمكن لأي قوة وقف هذه العملية قبل تحقيق أهدافها، كاشفاً عن اتصالات من عدد من قادة الدول تدعوه إلى وقف العملية العسكرية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: إن بلاده ستردّ على العقوبات الأمريكية التي فرضتها واشنطن بسبب عملية “نبع السلام”.
واعتبر المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم قالن، أن “الذين يحاولون تشويه العملية غاضبون ومحبطون لأن بيادقهم في سوريا فقدت مواقعها”، مشدداً على أن التهديدات بفرض العقوبات والإدانات لن تثني تركيا عن قضيتها المحقّة.
ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إن الوفد الذي أرسله إلى أنقرة برئاسة نائبه مايك بنس سيعمل للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار ومواصلة المفاوضات للتوصل إلى تسوية، مهدّداً باتخاذ خطوات مدمّرة للاقتصاد التركي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، لكنه في الوقت نفسه أرسل إشارات إيجابيةً بالنسبة لتركيا بأن حزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابياً لا يقل خطراً من داعش.
وأضاف ترامب، أنه لم يفاجأ بالعملية التركية، وفي الوقت نفسه لم يعط الضوء الأخضر لتركيا للقيام بها. وأعرب عن تفاؤله بأن ينجح الوفد الأمريكي في التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار ومواصلة المفاوضات للتوصل إلى تسوية. وهدد باتخاذ خطوات مدمرة للاقتصاد التركي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وأضاف أن ما يجري في سوريا هو خلاف حدودي بين تركيا والنظام، وأن الولايات المتحدة لا شأن لها بهذا الأمر، وإذا أرادت روسيا أن تتدخل لحماية الأكراد فهو أمر جيد، مشدداً على أنه قطع وعداً بإعادة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم، وهو يعمل بهذا الاتجاه حالياً، وقال: إن الأكراد ليسوا ملائكة وإنهم قاتلوا بعد أن تلقوا أموالاً طائلة، مشيراً إلى أن تنظيم حزب العمال الكردستاني أكثر خطراً من داعش.
أنقرة ـ واشطن ـ الحدود السورية التركية / راديو الكل
