لبنان ينتفض ضد الأكثرية الحكومية ممثلة بميلشيا حزب الله

تتواصل مظاهرات اللبنانيين لليوم الرابع في مختلف المناطق ومن بينها الجنوب اللبناني، ورفع المتظاهرون خلالها شعارات تؤكد أن تحركهم هو ثورة ليست ضد الطبقة السياسية فحسب بل هي ضد الأكثرية في الحكومة التي يهيمن عليها تحالف ميلشيا حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل، كما تؤكد أنها امتداد لثورة الأرز عام 2004 التي أخرجت جيش النظام من لبنان .

وتركزت مطالب المتظاهرين الذين قُدِّر عددهم أمس بنحو مليون ونصف المليون؛ أي: نصف عدد اللبنانيين بحسب ما ذكرته رويترز.. تركزت على سوء الأوضاع المعيشية وتنديداً بفساد السلطة اللبنانية الممثلة بالحكومة ومنعت على مدى ثلاث سنوات إصلاحات قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري بالأقلية فيها، كما أعلن في أول خطاب له منذ بدء الاحتجاجات قبل ثلاثة أيام، وسط إصرار المتظاهرين على استمرار احتجاجاتهم حتى إسقاط النظام.

وبينما تصاعدت الاحتجاجات رافعة شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” الممثل بالحكومة.. هدد الأمين العام لهذه الميلشيا حسن نصر الله، بالتحرك في الشارع منعاً لإسقاط الحكومة، محملاً مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية لتركيبة النظام القائمة منذ 20 سنة، رافضاً تحميل المسؤولية لميلشياته وحلفائه في الحكومة فقط بل إلى المشاركين الآخرين فيه، مشيراً إلى أن المظاهرات لم تعد مطلبية بل سياسية.

كذلك ظهر جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر حليف ميلشيا حزب الله مهدداً اللبنانيين “أنا أو الفوضى”، قائلاً: “إن الخيار الآخر الذي لا نتمنى أن يحصل هو الفوضى في الشارع، وصولاً إلى الفتنة عبر طابور خامس بين الناس”.

على الفور رد الحزب التقدمي الاشتراكي معتبراً أن كلام باسيل “سخيف، ولا يستحق التعليق، وهو يمثّل حالة إنكار للوضع الحقيقي وكلامه إفلاس”، معلناً رفضه السماح لباسيل “أن يكرر تجربة حرب الإلغاء مجدداً في السياسة”. في حين رد حزب القوات اللبنانية أن الأكثرية الوزارية  ميؤوس  منها، وأن باسيل يريد إحراق البلد في سبيل مصلحته، ولا يعنيه مصالح الناس، وكل النقاط التي تقدم بها غايتها تمرير كل ما يريده باسيل من مشاريع وفق ما تتطلب مصلحته. أما الكتائب اللبنانية، فشددت على وجوب “إسقاط هذه الحكومة وإسقاط التسوية”، وقال أمين الجميل رئيس الحزب: “إن ميلشيا حزب الله تتحمل المسؤولية بسبب سيطرتها على قرار الحرب والسلم في البلاد”.

وأظهرت مقاطع فيديو تظهر عناصر من ميلشيا حركة أمل يعتدون على المتظاهرين، في حين كان لافتاً ولأول مرة انتشار المظاهرات في مناطق موالية لميلشيا حزب الله، إذ برزت أصوات بإسقاط رموز العهد  بمن فيهم وزراء ونواب حزب الله، لكن من دون التطرق إلى حسن نصر الله.

وتحولت شعارات المتظاهرين من مطالب معيشية إلى سياسية وهو ما تخشاه ميلشيا حزب الله، وكان لافتاً تزايد عدد المتظاهرين في جميع المناطق بشكل كبير بعد انتهاء حسن نصر الله من خطابه، ولا سيما أنه دافع عن العهد ورئيس الجمهورية مهدداً بملاحقة أي وزير يستقيل من الحكومة، في حين تحدث الرئيس ميشيل عون في تغريدة على تويتر عن حل مطمئن.

ويؤكد المتظاهرون -بحسب الشعارات التي رفعوها واللقاءات التي أوردتها محطات التلفزة- أنهم متوحدون تحت هدف إسقاط الطبقة السياسية كاملة التي أوصلت لبنان إلى وضع خطير. كما أنهم غير مقتنعين بأية إجراءات تتخذها الحكومة التي يرون أنها برموزها عاجزة عن التغيير طالما بقي النظام الطائفي في لبنان.

وهتف عدد من المتظاهرين للشعب السوري ونددوا بالنظام، بينما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً لشاب لبناني يقود المظاهرات في منطقة “زحلة” اللبنانية على الألحان والطريقة نفسها لبلبل الثورة السورية الملقب بـ القاشوش.

بيروت ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى