تفاصيل الاتفاق “التركي – الروسي” حول شمال سوريا

توصلت تركيا وروسيا، مساء الثلاثاء، إلى اتفاق يقضي بخروج الوحدات الكردية وأسلحتهم حتى عمق 30 كيلومتراً من الحدود “السورية – التركية”، ومغادرة مدينتي منبج وتل رفعت بريف حلب، وذلك خلال نحو 6 أيام، على أن يتم بعد ذلك تسيير دوريات “تركية – روسية” مشتركة في المنطقة.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن: “تنظيم “ي ب ك” الإرهابي في سوريا سينسحب بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم خلال مدة 150 ساعة تبدأ في الساعة 12 من ظهر اليوم الأربعاء”.

وأضاف أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، عقب لقائهما في مدينة سوتشي الروسية، الثلاثاء، أنه ناقش مع بوتين التطورات الأخيرة حول عملية “نبع السلام” وقدم معلومات شاملة عنها.

وأكد أردوغان، أنه “سيتم إخراج كافة إرهابيي التنظيم مع أسلحتهم من مدينتي منبج وتل رفعت، وأوضح أنه في نهاية المُهلة المحددة، ستبدأ دوريات “تركية – روسية”، شرق وغرب حدود منطقة عملية “نبع السلام”، وبعمق 10 كم”.

وأردف: “لقد أبرمنا تفاهماً تاريخياً مع السيد بوتين بخصوص مكافحة الإرهاب وضمان وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية وعودة اللاجئين”.

من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده تتفهم الهواجس الأمنية لتركيا، واتخاذها خطوات باتجاه حماية أمنها القومي.

وأضاف بوتين، أن “القرار الذي اتُخذ بعد عمل طويل مع الرئيس أردوغان سيحل المشكلة على الحدود السورية مع تركيا”.

وتضمن نص الإعلان “التركي – الروسي” المشترك الذي أعقب عقب قمة “أردوغان – بوتين”، التي استمرت أكثر من 6 ساعات- 10 نقاط، من أبرزها: الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة عملية نبع السلام الحالية التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم، ودخول الشرطة العسكرية الروسية و “حرس الحدود السوري” إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة “نبع السلام” لإخراج عناصر “ي ب ك” وأسلحتهم، اعتباراً من ظهر اليوم الأربعاء ولمدة 150 ساعة، ليبدأ بعدها تسيير دوريات “تركية – روسية” مشتركة غرب وشرق منطقة “نبع السلام” بعمق 10 كم، باستثناء مدينة القامشلي.

بموازاة ذلك، قالت وزارة الدفاع التركية، فجر الأربعاء، إنه لم تعد هناك ضرورة لشن عملية عسكرية جديدة في هذه المرحلة غير “نبع السلام”، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا بشأن سوريا.

وأضافت “الدفاع التركية” في بيان، أن “الولايات المتحدة أعلنت في نهاية مدة 120 ساعة أن عملية انسحاب تنظيم “ي ب ك” من المنطقة قد اكتملت”، وتابعت الوزارة أنه “اعتباراً من اليوم ستبدأ الجهود المشتركة مع روسيا في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة سوتشي”.

من جانبه، رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاتفاق الذي توصلت إليه تركيا وروسيا، أمس، حول شمالي سوريا، وكتب على تويتر، مساء أمس: “يبدو أن هناك أخباراً سارة بخصوص تركيا وسوريا والشرق الأوسط. وهناك المزيد من المعلومات ستأتي”.

ورأى الكاتب والصحفي طارق نعمان، في مداخلة مع راديو الكل، أن الاتفاق “التركي – الروسي” “إيجابي”، إذ سيسمح للجيش الوطني الدخول إلى مناطق جديدة، مضيفاً أن هذا يعني استمرار تجميد ملف محافظة إدلب حالياً.

ويأتي الاتفاق “التركي – الروسي” بعد اتفاق “تركي – أمريكي” الخميس الماضي، انتهى مساء أمس الثلاثاء نص على تعليق عملية “نبع السلام” خمسة أيام لانسحاب الوحدات الكردية من “المنطقة الآمنة” المزمع إنشاؤها شمال شرقيّ سوريا، على أن تكون تلك المنطقة تحت سيطرة الجيش التركي.

وفي 9 تشرين أول الحالي، أطلق الجيشان التركي والوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

راديو الكل – وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى