ترامب يطرح إدارة نفط شرق الفرات أمريكياً

أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصوراً لما ستكون عليه أوضاع شرق الفرات, لكن ليس من البوابة السياسية إنما من نافذة اقتصادية منطلقها ادارة شركات أمريكية لحقول النفط , ارفق ذلك بالدفع بتعزيزات عسكرية إلى منطقة النفط بحسب التسمية الأمريكية . مبررا ذلك بالخشية من عودة تنظيم داعش للسيطرة على تلك المنطقة .

ورحبت شركة اسبكت النفطية الأمريكية بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد بأن تدير شركات أمريكية حقول النفط شرق الفرات ووصفتها  بأنها ستكون عاملا مؤثرا على مستقبل سوريا . وبينما لم يصدر موقف من النظام اتهمت روسيا الولايات المتحدة بسرقة النفط السوري . ولا سيما بعد التعزيزات العسكرية التي دفعتها واشنطن الى “منطقة النفط ” .

ووصف أليكس كرانبرغ رئيس شركة “أسبكت” القابضة للطاقة ، التي اكتشفت النفط في إقليم كردستان العراق سيطرة الولايات المتحدة على حقول النفط السورية بأنه سيكون عاملا مؤثرا على مستقبل سوريا نظرا لما توفره من عملة صعبة بحسب ما أوردته رويترز .

وقال كرانبرغ إن اقتراح ترامب .. ليس في أن النفط نفسه يهم الولايات المتحدة كثيرا، ولكن سوء استخدامه قد يمول مشاكل مستقبلية لنا إذا وقع في الأيدي الخطأ والولايات المتحدة تشعر بالقلق على مصير حقول النفط السورية… 

وكان ترامب أعلن في مؤتمر صحفي بشأن عملية القوات الأمريكية التي أدت إلى مقتل زعيم “داعش”  ابو بكر البغدادي : “ما أعتزم القيام به ربما يكون عقد صفقة مع شركة “إكسون موبيل” أو إحدى كبريات شركاتنا للذهاب إلى هناك والقيام بذلك بشكل صحيح… وتوزيع الثروة”.

وامتنعت شركتا “إكسون موبيل” و”شيفرون” ، أكبر شركتين نفطيتين تعملان في الشرق الأوسط عن التعليق على تصريحات ترامب .

وتنتج سوريا نحو 380 ألف برميل من النفط يوميا، وقدرت ورقة عمل صدرت عن صندوق النقد الدولي في 2016 بأن إنتاجها جراء الحرب ونهب نفطها، تراجع إلى 40 ألف برميل يوميا.

وووصف بروس ريدل مستشار الأمن القومي السابق والباحث في معهد بروكينغز اقتراح ترامب بأنها غير قانونية ومريبة وترسل كذلك رسالة إلى المنطقة بأسرها والعالم بأن أمريكا تريد سرقة النفط”.

وعلق جيف كولغان أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية بجامعة براون قائلا: “فكرة أن الولايات المتحدة إن الفكرة غير أخلاقية وربما غير قانونية”، والشركات الأمريكية ستواجه “مجموعة من التحديات العملية” في سوريا.

وعززت الولايات المتحدة قبل أيام وجودها العسكري في ” منطقة النفط ” بحسب التسمية الأمريكية وارسلت قافلة تعزيزات عسكرية مؤلفة من  30 مركبة مدرعة على الأقل بينها ناقلات جنود، ودبابات.

وتملك الولايات المتحدة الأمريكية قواعد عسكرية في العديد من النقاط بدير الزور، وأكبرها في منطقة حقل “العمر” النفطي.

وقالت الولايات المتحدة إنها ستحصن وجودها شمال شرقي سوريا بعناصر عسكرية إضافية للحيلولة دون وقوع حقول النفط بيد تنظيم داعش وغيره من الجهات التي تتسبب في زعزعة الاستقرار  

ومن جانبها اتهمت روسيا قوات أمريكية وعناصر يتبعون لشركات أمنية أمريكية خاصة بحراسة صهاريج تنقل النفط من شرق الفرات إلى خارج سوريا لتكريرها, وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في المنطقة بالتشارك مع قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.

ولم يصدر عن النظام ردود فعل على تصريحات ترامب بخصوص ادارة الولايات المتحدة لحقول النفط شرق الفرات إلا أن استاذ الاقتصاد في جامعة دمشق زياد عربش أشار إلى أن واشنطن متمسكة بالسيطرة على مناطق معينة في سوريا، لضمان استمرار سرقة نفطها والتحكم بالممرات البرية في شرق سوريا.

واشنطن ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى