ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

بشار الأسد أراد أنّ يتجاوز ما فعله حافظ الأسد من بطش بالسوريين، ومارس الإبادة أحياناً من أجل الإبادة، وكان مفهوماً أنّه يريد إثبات كفاءته لجمهور مؤيديه، بل يريد القول أنّه يبرّ أباه على هذا الصعيد كما يقول عمر قدور في موقع “المدن” وفي صحيفة “يديعوت أحرونوت” كتب  أليكس فيشمان أنّ الغارات الإسرائيلية هي رسالة تهدف لإفهام بشار الأسد أنّ “استقرار حكمه مرتبط بإسرائيل”، وفي “القدس العربي” كتب عبد الباسط سيدا مقالاً تحت عنوان “الواقع السوري في عالم أوهام بشار الأسد”.

وفي صحيفة “يديعوت أحرونوت” كتب  أليكس فيشمان أنّ الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، هي رسالة تهدف لإفهام بشار الأسد أنّ “استقرار حكمه مرتبط بإسرائيل”.

ووفقًا لـ”فيشمان”، فإن الغارات الأخيرة التي شنتها إسرائيل منذ 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والتي بدأت بمحاولة اغتيال نائب أمين عام حركة “الجهاد الإسلامي”، أكرم العجوري، في دمشق، تلتها غارة استهدفت مواقع عند الحدود السورية العراقية في 18 من الشهر الحالي، ومن ثم مهاجمة موقع في مطار دمشق في اليوم التالي، والهجوم الواسع بالصواريخ الموجهة، “رسالة من إسرائيل بالتوضيح لبشار الأسد، بأنّ استقرار حكمه مرتبط بإسرائيل أيضًا، وإذا لم يكن قادرًا على إخراج الإيرانيين من سوريا، فليمارس ضغطًا على روسيا كي تقوم بذلك.

وفي “المدن” كتب عمر قدور تحت عنوان “بشار مسترجعاً أباه”، منذ عدة أيام تواردت أخبار من قبيل تعليق صورة بشار الأسد على واجهة القصر العدلي في حماة مرفقة بلقب “القاضي الأول”. ومثل هذه الألقاب كانت أُسبغت بسخاء على حافظ الأسد، فهو المحامي الأول والمعلم الأول والفلاح الأول،هو الأول على الإطلاق وفي جميع الميادين.

وأضاف قدور، “تلك الكاريزما التي صُنعت له لم تفقد مفعولها حتى الآن، أو هذا ما يطفو على السطح، فالعقد الضمني والعلني بين بشار ومؤيديه يستند إلى الأسدية التي أرساها الأب ما لم يثبت هو تفوقاً يتقدّم بتلك الأسدية”.

كان المطلوب من بشار، بخلاف الصورة التي حاول ترويجها عن نفسه من قبل، أن يبطش بمعارضيه على منوال الأب، الحق أنّه فعل ذلك وأكثر، وأثبت في العديد من المناسبات “وقد تعمد ذلك” وحشية منقطعة النظير، ومارس الإبادة أحياناً من أجل الإبادة، وخرج مرات ليعلن مسؤوليته الكاملة، وكان مفهوماً أنّه يريد إثبات كفاءته لجمهور مؤيديه، بل يريد القول أنّه يبرّ أباه على هذا الصعيد.

وفي “القدس العربي” كتب عبد الباسط سيدا تحت عنوان “الواقع السوري في عالم أوهام بشار الأسد”، تناول بشار الأسد في مقابلته الأخيرة مع قناة “روسيا 24” ووكالة “سبوتينك” جملة من الموضوعات بأسلوبه الإنشائي الديماغوجي المعهود، وهي مقابلة أخرى تأتي في سياق إثبات الوجود والقدرة على الفعل، وذلك في وقت بات فيه القريب والبعيد على قناعة بأنّ القرار السوري أصبح خارج أيدي السوريين سواء في النظام أم في المعارضة الرسمية، فالدول هي التي تقرر، وهي التي تتوافق، وتعلن الاتفاقيات بعيداً عن معرفة وإرادة السوريين، كل السوريين من دون أي استثناء.

ولكن الأسد يبدو أنهّ لا يعيش الواقع كما هو، بل يصوره كما يحلو له أن يكون؛ أو ربما بتعبير أدق، كما ينسجم مع تمنياته ورغباته، فهو ما زال يجتهد في إعطاء انطباع خادع مضلل، مفاده أنّ نظامه هو الذي يقرر في نهاية المطاف؛ وبأنّه يمتلك استراتيجية متكاملة لمعالجة مختلف الملفات، من إعادة الإعمار إلى مكافحة الفساد، وموضوع تراجع قيمة الليرة السورية، إلى الوحدة الوطنية، وصولاً إلى التلويح بخيار المقاومة لإخراج الأمريكان من البلد، وكذلك الأتراك، وذلك اعتماداً على الدعمين الروسي والإيراني، وربما الصيني؛ واقتداء بما فعله مع النظام الإيراني في العراق.

عواصم ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى