قناة روسيا تنشر مقالاً لكاتب مقرب من الكرملين يدعو بشار الأسد لتنفيذ طلبات

أعاد موقع “روسيا اليوم” نشر مقال للكاتب رامي الشاعر المقرب من الكرملين، كتبه في صحيفة “زافترا” وتضمن رسائل “روسية” ضمنية للنظام على غرار مقاله السابق الذي انتقد فيه بشار الأسد بعد أن هاجم تركيا والاتفاق الروسي التركي، وعاد بعدها رأس النظام وقيم بشكل إيجابي الاتفاق.

ودعا رامي الشاعر في مقاله، الذي أورده تحت عنوان “سوريا حبلى بالبدائل وليست عاقراً بالتوريث”، بشار الأسد إلى توفير الظروف لتبني الدستور الجديد، وتأكيد استعداده لتقبل إرادة السوريين في الانتخابات المرتقبة، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254

وقال الشاعر إنّه إذا استدعى الأمر سيكون بشار الأسد ملزماً بالاعتراف بصوابية المرحلة الانتقالية في سوريا، بل وبحكومة انتقالية وإنّ  صناديق الاقتراع، هي التي ستقرر بنهاية المطاف، وبغض النظر عن نتائجها، فهذا ليس سبباً كافياً لاعتزال السياسة، إذ بمقدوره أن يثبت في مناسبات أخرى قدراته كسياسي وقائد، خاصة وأنّ عمره يسمح له بذلك.

وأضاف من الصحيح القول إنّه يتوقف على التطورات القادمة، ما إذا كان بشار الأسد سيدخل التاريخ كقائد من نمط جديد قادر على تغيير وجه سوريا وعقلها ووجهتها، أم لا…

وأضاف أنّ الهدف الأساس أمام السياسي يتمثل ليس في السعي وراء نجاحه الشخصي ورفاهه، بل في العمل على خدمة شعبه والسير به إلى حياة أفضل، وإذا تراجع هذا الهدف عن سلّم الأوليات أو حتى اندثر، حينها يتحول السياسي إلى عالة على شعبه، بل وقد يجلب المآسي له، وللأسف، لا يدرك بعض السياسيين السوريين هذه البديهة.

حول مداواة الجراح التي أنهكت البلاد، وكذلك عودتها الى درب السلم وبناء ما تهدّم، وأنبّه هنا إلى أنّ هذه المهمة مستحيلة التحقيق في حال لم تتشارك فيها كافة القوى السياسية والشعب السوري بأسره.

وركز رامي الشاعر على ضرورة الالتزام بالقرار 2254 وانتقد ضمناً بشار الأسد أثناء حديثه عن انتهاء مسار جنيف وأنّ النجاح معقود على سوتشي، وعبر الكاتب عن أمله في أن لا يكون بشار قصد بحديثه التخلي عن القرار الأممي 2254 الذي على أساسه أطلق مسار جنيف الرامي إلى إحلال السلام وإجراء انتخابات حرة مضيفاً أنّ سوتشي وأستانة والتفاهمات بين تركيا وروسيا وإيران هي استكمال طبيعي لجنيف، ومن دون الاعتماد على القرار الأممي يصعب الاعتماد على مجلس الأمن في إيجاد تسوية شاملة ويضر بالمساعدة في إعادة الإعمار.

وقال الكاتب، ومن أجل أن يتحول إنجاز هذه المهمة التاريخية إلى واقع عملي، توجد جملة شروط ضرورية، أهمها على الإطلاق يتمثل في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي كانت روسيا أحد واضعيه.

وأضاف رامي الشاعر، إنّه مقتنع بأنّ النظام ارتكب خلال السنوات السابقة  جملة أخطاء كبيرة، جرى استغلالها سواء من قبل الخصوم الداخليين، أو من الأعداء خارج الحدود أو حتى ما وراء المحيط.

وأضاف إنّ مسؤولية تشريع الأبواب للحرب الأهلية،  يتقاسمها القادة المتشددون في المعارضة، كما السلطات الرسمية التي لم تفلح أو لم ترغب في توظيف كافة السبل الممكنة لتفادي الانزلاق إلى أتون الدم، وأنّ ذلك بمثابة خطيئة كبرى وجريمة بحق مجمل الشعب.

وقال إنّ هناك عناصر استفزازية ساعدت في تأجيج الحريق في سوريا ، على سبيل المثال، تحكمت بإدارة سوريا على مدار نصف قرن مجموعة أشخاص استندت إلى قاعدة اجتماعية ضيقة وزد على ذلك أنّ تلك المجموعة يقف على رأسها سلالة، فالرئيس بشار الأسد أصبح وريث والده في الحكم.

وقال إنّ السلالة ممكن أن تكون مفيدة في مهن معينة، كالموسيقى أو الدبلوماسية وما شابه، لكن مسألة توريث بشار الأسد أعطت المعارضة الحجة للحديث عن”لا قانونية تبادل السلطة” في الدولة، يضاف إلى ذلك أنّ الروابط العشائرية والطائفية كانت طافية على السطح في تركيب أجهزة الدولة، وثمة شواهد عديدة على المحاباة واستئثار الأقارب بمواقع السطة.

موسكو ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى