ارتفاع الأسعار يمتص زيادة الرواتب قبل استلامها

وصل سعر صرف الليرة السورية اليوم الى 850 مقابل الدولار , مع توقعات باستمرارها انخفاضها , في وقت تزداد الأوضاع المعيشية للأهالي صعوبة , بينما يعزو خبراء استمرار تدهور الليرة إلى انهيار الاقتصاد بسبب سوء ادارته واستجرار النخبة المحيطة بالنطام , موارد البلاد , إضافة إلى التطورات  السياسية والأمنية , وإمساك روسيا وإيران بالموارد الاستراتيجية للبلاد كثمن عن حمايتهما النظام من السقوط , وسيطرة الولايات المتحدة على حقول النفط شرق الفرات , اضافة إلى الأوضاع في كل من لبنان وإيران والعراق .

ويبدأ الموظفون والعمال استلام رواتبهم الشهر الحالي، التي تحمل زيادة أقرها النظام يوم الخميس قبل الماضي بنسبة تقارب الثلاثين بالمئة بعد حسم الضرائب منها في حين انخفض سعر صرف الليرة منذ تاريخ إعلان الزيادة وحتى الآن نحو 36  بالمئة “من 624  إلى 850” ليرة للدولار، بينما ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بنحو ثلاثين بالمئة.

ولم يتدخل المصرف المركزي رغم استمرار تراجع الليرة السورية، في حين أنّ النظام يمول زيادة الرواتب من خلال طباعته العملة، بدون أن يكون هناك إنتاج أو رصيد، في حين تحدثت مصادر صحفية بأنّ النظام قد يلجأ إلى تعويم العملة، ولكن بنظر متخصصين فإنّ هذا الأمر يجب أن يكون في إطار وجود موارد لكي يستقر سعر صرف الليرة حول معدل معين ولا تواصل انهيارها.

وارتفعت نسب التضخم وازدادت الأسعار وهي الحالة التي تم تفسيرها بمحاولات التجار رفع الأسعار بعد الزيادة الأخيرة على الرواتب والأجور، حيث قام النظام بحملة غير مسبوقة استهدفت الباعة وتجار التجزئة بالدرجة الأولى دون أن تتوجه إلى تجار الجملة أو المستوردين الكبار.

وأصابت حالة من الشلل بعض الأسواق في دمشق وريفها ومناطق أخرى، بعد إغلاق الكثير من الباعة محالهم كي يتفادوا العقوبات، وهو ما واجهته وزارة التجارة الداخلية التابعة للنظام، بتسجيل غرامات على المحال التي أغلقت.

وكان الدكتور عارف دليلة أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق سابقاً أكد لراديو الكل أنّ الغلاء سيكون نتيجة طبيعية وفورية لزيادة الرواتب لأنّ الكتلة النقدية التي تضخ بالسوق ستكون أكبر بكثير من المقابل لها من السلع والخدمات ما يعني حدوث زيادة بالأسعار ليعود التوازن بين الكتلتين.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا في تقريرٍ أنَّ 83% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، كما أنّ 33% من السكان في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى