الولايات المتحدة تنهي الجدل حول وجودها العسكري في سوريا

بإعلان وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر أن بلاده أكملت إعادة نشر قواتها في سوريا مبقية على 600 عسكري في سوريا يبدو أن فترة الغموض والاضطراب بشأن الوجود الأمريكية قد انتهت واستقرت على نشر هذا العدد من القوات بشكل دائم ولا سيما أن الوزير اسبر أكد ان بلاده تحتفظ لنفسها بامكانية زيادة أو تقليص تواجدها في سوريا عند الضرورة .

حسمت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي مسألة الوجود الأمريكي في سوريا بعد سلسلة من التصريحات الأمريكية حول الوجود العسكري في سوريا بدأت من خلال مواقف أعلنها الرئيس ترامب قبل نحو في كانون الأول من العام الماضي حول اعتزامه الانسحاب فورا من سوريا التي وصفها بأنها الرمال والدماء , وتبعها بتصريحات متباينة , في حين تباينت المواقف والتحليلات حول أبعاد ومستقبل الوجود الأمريكي ففي حين تحدث محللون بأن التحركات الأمريكية الأخيرة التي ترافقت مع تحركات روسية مماثلة جاءت في اطار تقاسم النفوذ في سوريا أشار آخرون الى ان العامل الأكثر تأثيرا بالوجود الأمريكي هو العامل الاقتصادي .  

ورأى المحلل  السياسي حسن النيفي ان الولايات المتحدة تريد ان تحتفظ بوجود رمزي في سوريا من اجل ان يكون لها دور في الحل السياسي وايضا ان لا يكون للروس نفوذ  اكبر في سوريا ولكن يبقى العامل الاقتصادي لوجودها هو الأساس

وقال حسن النيفي إن التفاهمات بين الولايات المتحدة وروسيا هي مرحلية تخضع للمستجدات الراهنة , ولا يوجد تفاهم استراتيجي

وفيما يتعلق بموقف النظام المعلن فإنه يؤكد أن الوجود الأمريكي غير شرعي وأنه سيؤدي الى ظهور مقاومة ضده شرق الفرات .

ورأى الكاتب والصحفي طارق نعمان أن نظام الأسد هو موجود لأنه لا يزال يتحكم في منطقة سياسية ولا يمكن الاعتراف بأن له الحق في التصرف في هذه المنطقة وان الولايات المتحدة لا تحتاج كثيرا الى مناطق نفوذ تدخل في اطار الاستراتيجية الدولية في وقت تسيطر فيه على سوريا منذ زمن بعيد من خلال اسرائيل ..وان روسيا تطلق انتقادات للوجود الأمريكي بهدف تخويف الداخل السوري حتى يتقبل وجودها ..

وكان الكاتب والصحفي التركي هشام جوناي اكد في وقت سابق أنّ مايجري الآن بين الولايات المتحدة وروسيا هو ترسيم لمستقبل سوريا على أساس بقاء النظام ضمن شروط ضمان مصالح روسيا وكيان كردي ضمن شروط تنفيذ مصالح الولايات المتحدة.

ورأى المحلل السياسي سامر إلياس أنّ الولايات المتحدة وروسيا تتقاسمان النفوذ في سوريا وأنّ هناك تنسيقاً عالياً بين الجانبين .

وانتشرت القوات الأمريكية حول حقول النفط بعد انسحابها من مناطق شمال سوريا وتسليم بعضها للقوات الروسية , حيث شهدت الأسابيع القليلة الماضية تحركات عسكرية أمريكية وروسية، تركزت حول حقول النفط وسدي تشرين والفرات، في إطار إعادة رسم مناطق النفوذ شرق الفرات، في حين برر الجانبان وجودهما العسكري بالحيلولة دون عودة تنظيم داعش للظهور في تلك المناطق مجدداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى