تركيا تعلن بدء العمل على اسكان مليون سوري في رأس العين وتل أبيض

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بدء العمل على إسكان مليون شخص في مدينتي تل أبيض ورأس العين شمال سورية، وتقديم الدعم لإنشاء مناطق سكنية جديدة في هاتين المدينتين، مشيراً إلى أنّ بلاده لا تستطيع بمفردها تحمل عبء تسعة ملايين شخص بين لاجئين، وعلى الحدود السورية التركية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الرئيس التركي قوله في كلمة أمام وزراء الشؤون الاجتماعية بمنظمة التعاون الإسلامي، في إسطنبول إنّه سيتم تقديم الدعم لإنشاء مناطق سكنية جديدة في الشمال السوري، مضيفاً “بدأنا العمل على إسكان مليون شخص في مدينتي تل أبيض ورأس العين”.

واستدرك أردوغان أنّه لن يستطيع طرف بمفرده تحمل أعباء السوريين الموجودين على الأراضي التركية والمقيمين بالقرب من الحدود التركية البالغ إجمالي عددهم 9 ملايين، مشيراً إلى أنّ الاتحاد الأوروبي لم يقدم للاجئين السوريين سوى 3 مليار يورو، بينما تجاوز ما أنفقته تركيا عليهم 40 مليار دولار.

وسعت تركيا لدى الإتحاد الأوروبي إلى تأمين دعم لإقامة بنى تحتية وأبنية سكنية في منطقة نبع السلام الممتدة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض بعمق ثلاثين كيلو متراً داخل الأراضي السورية، إلا أنّ مساعيها لم تؤد حتى الآن إلى نتائج، ولا سيما بعد غياب الحديث عن المنطقة الآمنة في قمة لندن الرباعية التي عقدت مؤخراً بين قادة كل من تركيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا والتي قالت تركيا إنها ستبحث خلالها توفير دعمٍ للمنطقة الآمنة.

وأعلن الرئيس أردوغان بعد قمة لندن الأولى عن قمة ثانية مماثلة ستعقد في شباط القادم في إسطنبول لمواصلة بحث المواضيع المتعلقة بالشأن السوري.

وكان الرئيس أردوغان حذر في أكتوبر الماضي، من فتح الأبواب أمام اللاجئين باتجاه أوروبا إذا لم يتم دعم مشاريع تركيا في المنطقة الآمنة بسوريا.

وفيما قالت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة أنّه ستشكل فريق عمل لدراسة المشاريع التي تهدف إلى نقل قسم من اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا إلى “المنطقة الآمنة”، قال أردوغان إنّه عرض مشاريع المنطقة الآمنة على أمير قطر خلال لقائه مؤخراً وأنّه أبدى استعداده لدعمها.

وأقامت تركيا والجيش الوطني منطقة آمنة بين تل أبيض ورأس العين بعد عملية نبع السلام التي انطلقت في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بهدف اسكان لاجئين سوريين فيها، وإنهاء التهديد الذي تشكله الوحدات الكردية على الأمن القومي التركي، وتوقفت العملية في 17 من الشهر نفسه بعد اتفاقين أبرمتهما تركيا مع كل من روسيا والولايات المتحدة.

وتقول تركيا إنّها بصدد إعادة لاجئين إلى المنطقة الآمنة التي تقيمها داخل الأراضي السورية، وتناشد المجتمع الدولي للمساعدة من أجل إقامة بنى تحتية، وذلك بعد إعادة بشكل طوعي أكثر من ثلاثمائة ألف إلى مدنهم وقراهم في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، في حين تجري عملية إدماج لعدد من السوريين في المجتمع التركي ومنح الجنسية لذوي الكفاءات.

وبحسب وزارة الداخلية التركية فإنّ عدد اللاجئين السوريين المسجلين على الأراضي التركية يبلغ نحو 3 ملايين و 610 آلاف، يقيمون في ولايات مختلفة، من أبرزها: إسطنبول وغازي عينتاب وأورفا وهاتاي، بينما نزح إلى الشمال السوري وبالقرب من الحدود التركية نحو أربعة ملايين من مناطق مختلفة من البلاد، إضافة إلى سكان تلك المناطق.

اسطنبول ـ راديو الكل  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى