روسيا تسخن أجواء إدلب سياسياً وعسكرياً

كثفت موسكو اتصالاتها مع الجانب التركي غداة انتهاء الجولة الرابعة عشرة من مفاوضات أستانة، في وقت بدا فيها تركيز عدد من المسؤولين الروس على الحديث عن حشود لفصائل معارضة وهيئة تحرير الشام ونقل أسلحة في إدلب ومحيط مدينة حلب، واستخدام طائرات مسيرة، محذرين مجدداً من التحضير لاستفزاز باستخدام أسلحة كيماوية مشيرة إلى ما أسمته بتعاون بين الهيئة ومنظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” بهذا الخصوص.

قالت الخارجية الروسية إنّ اتصالاً هاتفياً جرى بين وزيري خارجية روسيا وتركيا سيرغي لافروف ومولود تشاووش أوغلو، بعد أربع وعشرين ساعة على اتصال بين رئيسي البلدين فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان وتم فيه الاتفاق على “تفعيل الجهود المنسقة لمكافحة التهديد الإرهابي بما في ذلك في محافظة إدلب وشمال شرق سوريا وضرورة التطبيق الكامل للاتفاقات الروسية التركية بشأن العمل المشترك في هاتين المنطقتين”.

وتأتي الاتصالات الروسية بالجانب التركي متزامنة مع تصعيد موسكو لهجتها التحذيرية مؤكدة أنّه لن يكون مقبولاً الوقوف من دون رد فعل فيما تعمل هيئة تحرير الشام على توسيع مناطق نفوذها وتواصل تهديد المناطق المجاورة، بحسب تعبير المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف.

وبالتزامن أيضاً أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ وسائل استطلاعها رصدت قيام المسلحين في إدلب بعملية واسعة لحشد قواتهم وأسلحتهم الثقيلة في محيط مدينة حلب، وحذرت مجدداً من التحضير لاستفزاز باستخدام أسلحة كيماوية.

وقال مدير مركز حميميم الروسي التابع لوزارة الدفاع يوري بورينكوف إنّ قادة هيئة تحرير الشام الإرهابي يخططون بالتعاون مع تنظيم الخوذ البيضاء لتنفيذ عملية مفبركة لاستخدام مواد سامة وتدمير بعض مواقع البنى التحتية في بلدات واقعة جنوب منطقة إدلب لخفض التصعيد.

وأوضح أنّ هدف هذه الاستفزازات يكمن في إعداد صور ومقاطع فيديو، ليتم تداولها على مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام في الشرق الأوسط والغرب مع نشر تقارير تتضمن اتهامات إلى النظام باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين.

وبالتزامن مع هذه التصريحات انتقدت الخارجية الروسية افتراضات تتناقلها وسائل إعلام غربية حول ضلوع روسيا في مقتل أحد أبرز داعمي منظمة “الخوذ البيضاء” جيمس لو ميسورييه، ووصفتها بأنّها طلب سياسي جديد لمن يواصل تعاونه مع الإرهابيين.

وعُثر على جثة لو ميسورييه في اسطنبول في الحادي عشر من نوفمبر الماضي، فيما قالت الشرطة إنّ المعلومات الأولى أشارت إلى أنّه انتحر.

وأضاف أنّه تم في محافظات اللاذقية وحماة وإدلب وحلب، في الفترة ذاتها، رصد أكثر من أربعِمئةِ خرق لنظام وقف الأعمال القتالية من قبل مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي والجيش الوطني السوري. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنّ عناصر التشكيلات المسلحة غير الشرعية يستخدمون بنشاط طائرات مسيرة تتمتع بقدرات ضاربة.

ودعت وزارة الدفاع الروسية من أسمتهم بقادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية إلى التخلي عن الاستفزازات باستخدام السلاح وسلك الطريق نحو التسوية السلمية للأوضاع في مناطق سيطرتهم. 

راديو الكل ـ تقرير 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى