محللون: تصعيد اللهجة الروسية في إدلب قد تهيئ لعمل عسكري

أجواء من الترقب والحذر تسيطر على منطقة خفض التصعيد الرابعة، بعيد انتهاء الجولة الرابعة عشرة من مفاوضات أستانة، يضاعف من حدتها تلبد الأوضاع، بسبب إطلاق روسيا سلسلة من التصريحات التي تتهم الفصائل وهيئة تحرير الشام بقيامها بحشود عسكرية، واتهام الخوذ البيضاء بالتحضير لاستفزاز كيميائي ما قد يفسر لدى محللين على أنّه ربما يكون في إطار ضغوط، أو تحضير لعلمل عسكري.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ وسائل استطلاعها رصدت قيام المسلحين في إدلب بعملية واسعة لحشد قواتهم وأسلحتهم الثقيلة في محيط مدينة حلب، وحذرت مجدداً من التحضير لاستفزاز باستخدام أسلحة كيماوية، واتهمت روسيا فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام بنقل أسلحة ومدرعات إلى محيط حلب وإدلب واستخدام طائرات مسيرة.

ورأى الأكاديمي والباحث السياسي ياسر نجار أنّ التصريحات الروسية تحمل رسائل إلى كل من تركيا بأنّ مناطق الطريق الدولي شمال سوريا وخريطة النفوذ لم تكتمل بعد، وإلى أوروبا بأنّها في حال فتحت أي معركة في إدلب سيكون هناك موجة هجرة عليها.

 وقال ياسر نجار إنّ روسيا ستبقي على سياسة العصا والجزرة وهي لديها عمليات عسكرية وإمكانيات قصف المدنيين وتدمير المستشفيات وبنفس الوقت فإنّها تقول إنّ لديها اتفاقيات مع تركيا من شأنها أن تمنح إدلب الأمان والاستقرار

ورأى ياسر نجار إنّ تركيا لن تسمح بأي عمل عسكري في إدلب، وروسيا لن تستطيع خسارة تركيا والقيام بعمل عسكري

ومن جانبه رأى المحلل الاستراتيجي اللواء محمود علي أنّ هدف التصريحات الروسية، ربما يكون وراءها التحضير لعمل عسكري وقد يكون هدفها أيضاً ضغوطاً على تركيا من أجل الحصول على تفاهمات شاملة ولا سيما في شرق الفرات

وقال اللواء محمود علي إنّ المشكلة في موضوع هيئة تحرير الشام هي مع قياداتها الغريبة

ورأى أحمد الأحمد المتحدث باسم مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية CVDCS – أن التصريحات الروسية يمكن تفسيرها في سياقين الأول أنّهم سيستخدمون السلاح الكيميائي في حال وقوع عمل عسكري والسياق الآخر هو بعث رسالة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتشكيك بتحقيق فريق تقصي الحقائق

وقال أحمد الأحمد إنّ هناك فريقاً جنائياً في الداخل السوري يعمل في حال حدوث هجوم كيميائي وهو الوحيد المخول بتحديد المسؤولية وإجراء تحقيقات وهو استمرار لآلية التحقيق الدولي التي أدانت النظام في تنفيذ هجمات

وكانت الخارجية الروسية أعلنت أنّ اتصالاً هاتفياً جرى بين وزيري خارجية روسيا وتركيا سيرغي لافروف ومولود تشاووش أوغلو، بعد أربع وعشرين ساعة على اتصال بين رئيسي البلدين فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان وتم فيه الاتفاق على “تفعيل الجهود المنسقة لمكافحة التهديد الإرهابي بما في ذلك في محافظة إدلب وشمال شرق سوريا وضرورة التطبيق الكامل للاتفاقات الروسية التركية بشأن العمل المشترك في هاتين المنطقتين”.

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى