تعقد الأوضاع في سراقب عقدة الطرق الدولية، وتوقعات بتفاهمات جديدة

تعقدت الأوضاع حول سراقب ، عقدة الطرق الدولية ، وحاصرها النظام شمالا وجنوبا وشرقا ، بعد أن أقام الجيش التركي نقاطا عسكرية في محيطها من الجهة الغربية ، وبعد أن أنذرت قوات النظام بسحب قواتها الى مابعد النقاط التركية أو الحدود التي أقرتها استانة وسوتشي ، في حين حثت تركيا روسيا على وقفَ هجماتِ النظام في إدلب على الفور ، مشيرة على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش اوغلو إلى أنها تنتظر لقاء وفد روسي ، ربما يعقبه لقاء بين الرئيسين رجب طيب اردوغان ، وفلاديمير بوتين . 

لا استقراءات لما ستؤول اليه أوضاع النازحين والأهالي في ادلب ، التي تكتفي الأمم المتحدة بتوثيق اعدادهم ،  في ظل تدحرج احتقان سياسي بين القوى غير السورية الفاعلة على الأرض السورية ، يراه بعض المحللين أنه فقاعات اعلامية ، لا تعكس حقيقة التفاهمات والاتفاقات الدولية ، التي يتم ترسيم عناوينها ، في محاذاة الطرق الدولية ، التي تختزل مصالح اقتصادية وسياسية ، تحت ضجيج القصف والغارات ، كما في ظل تراشق في التصريحات ، أو في اقصى ما يمكن أن يكون مداه ، بعض الخلافات حول لغة ترجمة تلك الاتفاقات ، على الارض ، وهي متحولات ، تبقى الثوابت وجوهر القضية ، أن وقود ما يجري هو الأهالي .

وتوقع المحلل السياسي حسن النيفي حصول تفاهمات جديدة لكنه أشار إلى أن ما احتله الروس والنظام لن يعود .. وأي تفاهم واتفاق جديد لن يكون في مصلحة السوريين والأمل معقود على القوى الثورية ..

وفي الأجواء الدولية ، دعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي ، لمناقشة التطوراتِ الأخيرة في ادلب ، على أن يَعرض خلالَه المبعوث الأممي الى سوريا غير بيدرسون الوضعَ في منطقة إدلب ، في خطوة ربما تعكس تسجيل حضور دولي ، بعد قلق وتخوف وادانة امريكية وبريطانية لاستمرار العمليات العسكرية ، التي ترعاها روسيا وتنخرط في عناوينها ، وتفاصيلها ، وهي الدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن المنوطة به مهمة حفظ الأمن والسلام الدوليين . 

وقال الكاتب والمحلل السياسي صبحي دسوقي انه دون تدخل الولايات المتحدة الى جانب تركيا سيكون موقفها ضعيفا وتكون عرضة للأخطار ويهدد امنها القومي ، وفيما يتعلق بمجلس الأمن فقد تحول الى مايشبه الناشطين السياسيين يجتمع ويصدر بيانات ادانة أو شجب ..

وغير قريب من خماسي مجلس الأمن الدولي ، كما يبدو ، لا تزال خطى مئات الاف النازحين السوريين ، ترسم فيتو على صمت المجتمع الدولي ، وهو الحق الذي يقوى على امتلاكه المشردون حتى الآن ، لكن دون أن يكون تحت الفصل السابع الذي يتمتع به مجلس الأمن لفرض قراراته بالقوة ، انما تحت عدة فصول انسانية ، من ابرزها حق الانسان في البقاء على قيد الحياة ، بعيدا عن حمم طائرات أحد اعضاء مجلس الأمن ، وفصل شتاء قاس ، يظهر قادرا على تبريد اجساد أطفال ، حتى المرض والموت ، ولا يستطع تبريد حرارة الحقد الذي يصب حممه على الأهالي .

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى