ما حقيقة الموقف الأمريكي من ملف إدلب؟

أرسلت الولايات المتحدة إشارات متباينة إزاء تطور الأوضاع في إدلب، ولا سيما بعد التصريحات التي أدلى بها مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين وقال فيها إنّه لا علاقة لبلاده بالنزاع في إدلب، بعد أن أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو وقوف بلاده إلى جانب تركيا وأرسل المبعوث الخاص إلى سوريا جيمس جيفري الذي تعهد بدوره بتقديم أكبر دعم ممكن لتركيا.

أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين، أن لا رغبة لبلاده في إرسال قوات للتدخل في نزاع ليس لها علاقة به، وأنّها لا تنوي لعب دور “شرطي العالم” وإجراء أي تدخل عسكري، وأنّه “لا توجد عصا سحرية” تستطيع وقف العنف في إدلب

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين، خلال “الندوة الأطلسية” في واشنطن، ردا على سؤال حول إدلب: “فيما يخص المقترح الذي يقول إنّ على الولايات المتحدة القيام بشيء.. فلا أرى حاجة حقيقية لذلك”.

وأضاف أوبرايان “لا أعتقد أنّنا سننفذ تدخلاً عسكرياً في إدلب في محاولة لمعالجة هذا الوضع السيء”.

وتساءل “هل من المفترض أن ننزل بالمظلة إلى هناك كشرطي للعالم لنصب إشارة قف، ولتوجيه تركيا بعدم فعل هذا الأمر، وروسيا بعدم فعل الأمر الآخر؟”، وقال إنّ الوضع في إدلب سيء للغاية، والأسد لاعب سيء جداً، وكذلك الإيرانيون، والخطوات التي تُقدم عليها تركيا وروسيا لا تساهم في تحسين الوضع هناك”.

وسبق أن تعهد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، بأنّ تقدم بلاده أكبر دعم ممكن لتركيا وسط التصعيد مع قوات النظام وقال جيفري في تصريحات أدلى بها من أنقرة أنّ للجنود الأتراك الحق في الدفاع عن أنفسهم في إدلب وعبر عن دعم بلاده للوجود التركي في شمال سوريا.

ودعا وزير الخارجية مايك بومبيو في تغريدة له أول أمس الثلاثاء إلى “وقف الاعتداءات المستمرة من قبل نظام الأسد وروسيا”، وأكد على وقوف بلاده إلى جانب تركيا الحليفة للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي الناتو.

ولم يدل الرئيس ترامب بأي تصريحات حول تطورات الأوضاع الأخيرة في إدلب، في حين كان تحدث في تغريدة قبل نحو شهرين حذر فيها: “روسيا والنظام وإيران من قتل آلاف الأبرياء في ريف إدلب”، وقال “لا تفعلوا هذا” مشيراً إلى أنّ “تركيا تفعل كل ما بوسعها لإيقاف هذه المجزرة”.

ودعت تركيا على لسان وزير دفاعها خلوصي أكار، كلاً من الولايات المتحدة وحلف الناتو، إلى تعزيز دعمهما لتركيا في ظل تصعيد التوتر في منطقة إدلب شمال غرب سوريا.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف أنّ روسيا والولايات المتحدة تتواصلان بشأن الوضع في إدلب وقال لوكالة سبوتنيك: توجد اتصالات وأستطيع أن أقول بكل ثقة إنّه تم حل عدد من المواقف المحددة التي نشأت “على الأرض” بشكل مُرضٍ إلى حد كبير بسبب الاستخدام الفعال للاتصالات بين العسكريين على مختلف المستويات، ونأمل أن تستمر هذه الاتصالات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى