تصاعد وتيرة التجاذبات التركية الروسية وتسارع التغيرات ميدانياً

أسبوعان على انتهاء المهلة التي حددتها تركيا للنظام من أجل انسحابه إلى ما بعد نقاط المراقبة التي أقيمت بموجب اتفاقات سوتشي، إلا أنّ التطورات الميدانية تتغير بالساعات، حيث لا يزال النظام يتقدم تحت غطاء جوي روسي ويسيطر على بلدات جديدة، رغم استمرار التحذيرات التركية، ما يؤشر إلى ذهاب روسيا في تجاذباتها مع الجانب أبعد من سوتشي، ولا سيما أنّ تغطيتها للنظام ليست ميدانية فحسب، بل من خلال تصريحات حملت فيها الجانب التركي مسؤولية التطورات بسبب ما تقول إنّه لم ينفذ التزاماته بموجب سوتشي.

اتهامات روسيا لتركيا بخصوص عدم التزامها بتنفيذ اتفاق سوتشي وحل مسألة هيئة تحرير الشام، وصلت إلى حالة متقدمة اليوم مع إعلان مصدر دبلوماسي روسي أنّ تركيا تقوم بتسليم أسلحة ومعدات وزي عسكري لمسلحين في إدلب.. فهل يريد الروس، نقل التجاذبات السياسية إلى الميدان؟

المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو أشار رداً على هذا السؤال أن لا قيمة لاتهامات روسيا الداعمة للنظام الذي تسبب بقتل مئات الآلاف وتهجير الملايين ورجح قيام تركيا بعمل عسكري بسبب تعنت النظام ومن خلفه روسيا، وقال إنّ تركيا مصرة على وقف إطلاق النار، وإنّ مرحلة جديدة بدأت في إدلب بعد مقتل جنود أتراك.

وتؤكد تركيا أنّها ملتزمة باتفاق سوتشي، ولا تزال تبقي على مواقفها مع روسيا في الإطار الدبلوماسي، وتفصل بين موقفها من موسكو كما هو معروف وبين قوات النظام، لكن الأمر يبدو أنه مختلف في الميدان

الصحفي منار عبدالرزاق يرى أنّ الحشود التركية لن تكون بلا ثمن في المستقبل وقال هناك جدية في التهديدات التركية بخصوص التدخل العسكري إذا لم تنسحب قوات النظام 

ومع استمرار تركيا الدفع بتعزيزات باتجاه إدلب، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أحدث تصريح اليوم أنّ النظام بدأ محاصرة نقاط مراقبتنا (في إدلب)، لا يمكننا الصمت إزاء ذلك، نقوم بما يلزم ضدهم. قد لا تنتظر إدلب نهاية الأسبوعين حتى يتم تغيير الأوضاع على الأرض، في ضوء التطورات التي تعمل تركيا على مواجهتها دبلوماسياً من خلال لقاء الإثنين المقبل في موسكو بين وفد تركي وآخر روسي، وأيضاً في ظل استمرار قوات النظام بقضم المزيد من الأراضي.

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى