إدلب.. بين ضامني أستانة، وضامني الحل الوسط

نهاية شباط، التي باتت قابَ قوسين أو أدنى، وهي المهلةُ التي أعطتها أنقرة للنظام من أجل سحب قواته إلى ما وراء نقاط المراقبة، أبعدت كلاً من روسيا وتركيا عن سوتشي اللذين اتفقا عليه، قبل أكثر من عام، ولم يتفقا على آلية التنفيذ، كما أبعدتهما نهاية الشهر الحالي، عن نقطة التوصل إلى حلٍ وسط مرن مع تمسك الطرفين بموقفيهما.

مع استمرار دفع تركيا بتعزيزات عسكرية إلى إدلب، واستبعاد المواجهة المباشرة بينها وبين روسيا ثمة أسئلة متعددة يطرحها واقعُ التطورات، ومن بينها هل تحمل المرحلة المقبلة مفاجآت ذات طابع عسكري من نوع استخدام تركيا لأسلحة ثقيلة وأخرى مضادة للطيران، ضد قوات النظام فقط؟ أم أنّ الروس سيبدون مرونة من أجل التوصل إلى اتفاق الحل الوسط؟

الكاتب والمحلل التركي جلال دمير رأى أنّ روسيا لا تنفذ على أرض الواقع ما يتم الإتفاق عليه، لذلك أعلن الرئيس أردوغان مؤخراً، “لا نقبل التطورات الأخيرة في إدلب وسوف نسير كما نرغب”..

وقال جلال دمير إنّه من الصعب التكهن بمستقبل العلاقات التركية الروسية، لأنّه بالأساس من الصعب وضع وصف لطبيعة العلاقة بين الجانبين

ورأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو أنّ المهلة التي أعطاها الجانب التركي لسحب قوات النظام هي جدية وستحمل عواقب وخيمة على جميع الأطراف، لذلك فإنّه من غير المستبعد تدخل قوى ولا سيما الاتحاد الأوروبي من أجل تخفيف حدة الأزمة وصولاً إلى حل وسط.

ومع استبعاد مواجهة مباشرة بين روسيا وتركيا، بنظر الكثير من المراقبين، إلا أنّ كلاً منهما اتجه إلى إظهار أوراق أخرى، ما يلقي على طاولة التفاوض غير المقطوعة بينهما بالأساس، عناصر قوة سياسية، بحيث بدأت روسيا تبرز تنسيقاً من نوع آخر مع إيران، في وقت تسعى فيه إلى عقد قمة للضامنين، في حين أدخلت تركيا الأوروبيين على خط الحوار مع مساع لعقد قمة رباعية تضم روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا.

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى