روسيا تستبق قمة “أردوغان – بوتين” باتهام الفصائل بمحاولة تنفيذ هجوم كيميائي في سراقب

اتهمت روسيا، الأربعاء، ما اسمته “مجموعة إرهابية”، بمحاولة تنفيذ هجوم كيميائي الأحد الماضي في مدينة سراقب شرقي إدلب، وذلك قبيل يوم من القمة المرتقبة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

وجاء في بيان لقاعدة حميميم الروسية، اليوم الأربعاء، حاولت مجموعة “إرهابية”، من 15 شخصاً، الأحد، بمحاولة تفجير عبوات ناسفة بجانب حاويات مملوءة بمواد كيميائية سامة، بهدف تعطيل تقدم قوات النظام في الأحياء الغربية من سراقب و”اتهامها لاحقاً باستخدام السلاج الكيميائي”.

وأشارت حميميم، إلى أن المنفذين لم يستطيعوا الحفاظ على الإغلاق المحكم لإحدى الحاويات، بسبب قلة الخبرة في التعامل مع المواد السامة، ما أدى لإصابتهم بتسمم إثر تسرب قريب منهم، منعهم من تفجير العبوات الناسفة.

وادعت القاعدة الروسية، أنها تملك “أدلة دامغة” تثبت حقيقة وقوع هذا الحادث الكيميائي، وتعتزم نشرها في القريب العاجل، دون ذكر مزيد من التفاصيل عنها.

ويأتي ذلك بعد عدة أيام من إعلان تركيا تدمير مستودع كيميائي للنظام في سوريا، دون تحديد موقعه، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه “جرى تدمير مستودع كيميائي للنظام مساء الجمعة”.

ويسبق الاتهام الروسي لفصائل المعارضة بمحاولة شن هجوم كيميائي، لقاء قمة بين الرئيسين التركي والروسي غداً، في ظل ظروف ساخنة بمحافظة إدلب، بعد بدء تركيا عملية عسكرية الخميس الماضي ضد قوات النظام.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي، محمود عثمان، في تصريحات لراديو الكل، أن استباق زيارة أردوغان باتهام للفصائل التي تدعمها تركيا بهذا الاتهام لا تمهد لحوار إيجابي بين الطرفين، وقال “هذه محاولة لتعكير الأجواء ويدل على أن الروس بحالة قلق لكن هذا الضخ الإعلامي لن ينطلي على تركيا”.

مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية، زهير سالم، قال لراديو الكل، تعليقاً على الاتهام الروسي وتوقيته، إن “موسكو تصعد اليوم الحملة الدبلوماسية ضد تركيا، لكسب مزيد من الأوراق”، مشيراً أن ذلك جزءً من معركة تصر روسيا على خوض تركيا لها منفردة بعد رفض مشاركة زعماء أوربيين.

ودأبت روسيا مراراً وتكراراً، على اتهام فصائل المعارضة ومنظمة الدفاع المدني السوري، بالتحضير لشن هجمات كيميائية في سوريا، لاتهام نظام الأسد بعدها بتنفيذ هذه الهجمات، وآخر تلك الاتهامات كان في شهري تشرين الثاني وكانون الأول الماضيين.

وروجت موسكو قبيل قمة إسطنبول الرباعية (تركيا – روسيا – فرنسا – ألمانيا) في تشرين الأول 2018، بأن منظمة الخوذ البيضاء وفصائل معارضة تحضر لعمل استفزازي بالسلاح الكيميائي.

ونهاية كانون الثاني الماضي، هدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جميس جيفري، نظام الأسد بالتدخل عسكرياً في حال استخدامه الأسلحة الكيماوية مجدداً، بالتزامن مع العملية العسكرية ضد إدلب.

وأدانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في أيلول، قوات النظام باستخدام سلاح غاز سام، في هجوم على مدينة دوما، الذي أدى إلى مقتل نحو 142 مدنياً وأكثر من 1000 مصاب، في نيسان 2018.

ولم يكن هجوم دوما الكيميائي الأول من نوعه حيث استخدم النظام السلاح الكيميائي عدة مرات بمناطق متفرقة في سوريا، أكبرها وأولها كان الهجوم في ريف دمشق عام 2013 والذي خلف نحو 1500 قتيل وآلاف المصابين.

راديو الكل – وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى