جدل في مجلس الأمن حول إعادة إدخال المساعدات لسوريا عبر معبر “اليعربية”

شهدت جلسة لمجلس الأمن الدولي انعقدت حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، أمس الأربعاء، سجالاً حول إعادة إدخال المساعدات إلى سوريا عبر معبر “اليعربية” الحدودي مع العراق، والذي توقف استخدامه إلى جانب معبر “الرمثا” الحدودي مع الأردن منذ نحو 4 أشهر، بسبب معارضة روسيا والصين.

وطالبت واشنطن مجلس الأمن الدولي، بضرورة “النظر الفوري في كيفية تسهيل إيصال المساعدات العابرة للحدود إلى كل أنحاء سوريا”.

وقالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، كيلي كرافت، خلال الجلسة: إن “خنق تدفقات المساعدة بهذه اللحظة الخطيرة من شأنه أن يتحدى المنطق.. والولايات المتحدة تدعو المجلس للنظر الفوري بكيفية تسهيل المساعدة عبر الحدود لكل سوريا، بغض النظر عمن يسيطر على المنطقة”.

وفي إفادتها أمام أعضاء المجلس، قالت كرافت: إن “إغلاق معبر اليعربية أدى لفقدان إيصال 40% من المعدات واللوازم الطبية”.

وتابعت: “وعندما عجز هذا المجلس عن إبقاء هذا المعبر مفتوحاً بموجب القرار 2504 ، فإن هذا مهد الطريق لانتشار الفيروس الذي سيؤدي إلى خراب سوريا مالم نتحرك على الفور بتقديم مساعدات إضافية إلى السوريين”.

لكن فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة قال رداً على طلب واشنطن: “نحث زملاءنا بقوة على ألا يضيعوا وقتهم في البحث عن سبيل للدفاع، بشكل صريح أو ضمني، عن العودة إلى استخدام اليعربية”.

واعتمد مجلس الأمن الدولي، في 11 كانون الثاني الماضي، القرار 2504 وقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا عبر معبرين فقط من تركيا ولمدة 6 أشهر، وإغلاق معبري اليعربية في العراق، والرمثا في الأردن، نزولاً على رغبة روسيا والصين.

وجاء في مسودة مذكرة لمنظمة الصحة العالمية اطلع عليها أعضاء مجلس الأمن الدولي، أن منظمات الإغاثة العاملة مع الأمم المتحدة تريد من مجلس الأمن أن يسمح بشكل عاجل باستخدام معبر حدودي عراقي مع سوريا مجدداً لتسليم الإمدادات للمساعدة في مكافحة وباء فيروس كورونا

غير أن نسخة محدثة من المذكرة، بتاريخ يوم الثلاثاء، حذفت المناشدة المباشرة بإعادة فتح معبر اليعربية، بحسب وكالة رويترز.

ومن المحتمل، أن تؤجج هذه الخطوة احتمال تأجيج الانتقادات -التي تصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- لمنظمة الصحة بأنها تسمح لنفسها بأن تؤثر عليها بعض الدول.

وقال لويس شاربونو، مدير شؤون الأمم المتحدة بمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، بخصوص التغييرات التي أدخلت على المذكرة: “يجب أن تقف منظمة الصحة العالمية ثابتة ولا ترضخ للضغوط من القوى الكبرى. الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح، وليس تجنب الانتقادات“.

وأضاف شاربونو: “ينبغي لمجلس الأمن على الفور أن يجدد التفويض باستخدام معبر اليعربية”.

ومنذ عام 2014 ، يأذن مجلس الأمن بإيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود، بشكل سنوي، من خلال أربعة معابر حدودية هي، باب السلام وباب الهوى في تركيا، واليعربية في العراق، والرمثا في الأردن، قبل أن يتم في كانون الأول الماضي تقليص عدد المعابر إلى اثنين من تركيا، ولمدة 6 أشهر فقط بدلاً عن سنة.

وحتى الآن، سجل في عموم سوريا 45 إصابة بفيروس كورونا، 43 في مناطق النظام، وحالتين في مناطق شمال شرق سوريا، توفي منها 3 حالات (واحدة منها في مدينة القامشلي) فيما شفيت 21 حالة.

وفي وقت سابق، حذرت منظمة الصحة العالمية من انفجار الوضع الصحي في سوريا بسبب انتشار كورونا، وأكدت أنها ترى واقع إصابات “كوفيد 19” في سوريا يأخذ منحى متصاعد.​

راديو الكل – وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى