تكتم على القتلى والخسائر.. غارات ديرالزور نعمة لـ “داعش” ونقمة على إيران

تتوالى الغارات الجوية التي تستهدف الميليشيات الإيرانية شرق محافظة دير الزور على الحدود السورية -العراقية (منفذ إيران البري إلى سوريا)، حيث تبقى هذه الغارات مجهولة الهوية، في حين ترجح مصادر محلية أن الغارات شلت نشاط معسكرات ميليشيات إيران بنحو 60%.

وبمقابل الأضرار التي تلحقها هذه الغارات بإيران وميليشياتها، فبحسب مصادر محلية أيضاً تساعد هذه الغارات بتسهيل نشاط “داعش” بالمنطقة وتعطيه حركة سهلة.

غارات متتالية

اليوم (17 أيار) قالت مراسلة راديو الكل في دير الزور بأن عدة غارات جوية مجهولة الهوية استهدفت ليلاً مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني في دير الزور (بادية صبيخان، وأطراف الميادين).

من جانبها قالت شبكة “فرات بوست” الإخبارية إن الغارات الجوية استهدفت البادية الممتدة من مدينة الميادين حتى مدينة البوكمال، في حين لم تتبنَ أية جهةٍ المسؤولية.

ويعتبر الاستهداف الأخير هو الثالث خلال عشرة أيام، ففي التاسع من أيار الحالي شنت غارات مماثلة على مواقع ما تسمى بـ “ميليشيات أبو الفضل العباس” العراقية المدعومة من إيران في محيط مدينة البوكمال، وقبلها بـ 5 أيام قصفت مواقع في البوكمال أيضاً.

ويعتقد أن من ينفذ هذه الغارات هو الطيران الإسرائيلي، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت، في 28 شباط الماضي، في حديث مع صحيفة جيروزاليم بوست” العبرية، إنهم يهدفون إلى إبعاد إيران من سوريا خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

والأربعاء (13 أيار)، أشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أن إسرائيل مستمرة باستهداف ميليشيات إيران في سوريا، وأضافت أن “روسيا تغض الطرف عن ذلك، أي تشجّع من الناحية التكتيكية الحملات ضد إيران، فمثل إسرائيل، تريد روسيا أيضا رؤية القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية وحزب الله يغادرون سوريا”.

الغارات المتتالية تحد من نشاط الميليشيات الإيرانية

في (12 أيار الحالي) تحدثت صحيفة “الشرق الأوسط”، أن إيران كثفت في الأيام الأخيرة عمليات إعادة تموضع ميليشياتها في مناطق مختلفة من الأراضي السورية من دمشق جنوباً إلى دير الزور شرقا، وسط اعتقاد مسؤولين غربيين أن هذه التحركات تكتيكية ولا تدل على تغير الموقف الاستراتيجي لإيران في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن إيران تعمل على سحب ميليشياتها تكتيكياً من سوريا دون أي تغيير استراتيجي، بعد الحديث مؤخراً على أنها بدأت سحب قواتها من سوريا بسبب الضربات الإسرائيلية المتكررة.

من جانبها نقلت قناة كان الرسمية الإسرائيلية في (6 أيار الحالي)، نقلت عن عسكريين إسرائيليين (لم تسمهم)، بأن إيران بدأت للمرة الأولى منذ دخولها سوريا في تقليص قواتها وإخلاء قواعدها هناك، على خلفية القصف الإسرائيلي المتواصل، وتابعت، أن “إسرائيل سوف تكثف الضغط على إيران حتى خروجها من سوريا تماماً”.

الصحفي أيهم الطه (على معرفة بأحداث المنطقة الشرقية) كان أقرب إلى الرواية الإسرائيلية حيث قال لراديو الكل اليوم (17 أيار) بأن الضربات الجوية المتكررة على ميليشيات إيران قلصت من انتشار هذه الميليشيات على الحدود العراقية السورية وأوقفت معسكرات التدريب في المنطقة ما بين الـ 60 والـ 70%.

وأضاف أن الميليشيات الإيرانية لجأت إلى تخزين اسلحتها بمخابئ سرية تحت الأرض إلا أن الغارات (رجح بأنها إسرائيلية أو من التحالف الدولي) تطال هذه المخابئ.

وتابع بأن هذه الغارات المتكررة توقع عشرات القتلى والجرحى وكذلك تدمر مستودعات ذخيرة واسلحة متطورة إلا أن الميليشيات الإيرانية تتكتم على ذلك، كما بين بأن كثافة هذه الغارات ونجاحها دفع الكثير من أبناء المنطقة الشرقية للعزوف عن الالتحاق بهذه الميليشيات.

الغارات تسمح لداعش بالتحرك أكثر من السابق

ختم أيهم الطه حديثه مع راديو الكل، بأن الغارات الجوية المجهولة وعلى الرغم من تقليصها من النشاط الميليشياوي الإيراني شرق دير الزور، إلا أنها أعطت نوعاً من الحرية لتنظيم “داعش” والتي كثفت من تحركها بعد تقلص المساحة التي تتحرك فيها الميليشيات الإيرانية.

لكن في المقابل قالت الأمم المتحدة في تقرير لها في (7 أيار الحالي) إن أطرافاً عدة مقاتلة على الأراضي السورية تستغل الانشغال في الوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) لشن هجمات على المدنيين، حيث أحصي 33 هجوم منذ آذار الماضي، الجزء الأكبر من هذه الهجمات وقعت بالمناطق التي تسيطر عليها تركيا والوحدات الكردية.

وأشارت الأمم المتحدة، إلى أن أطرافاً كثيرة مشاركة في النزاع في سوريا بينهم تنظيم داعش، تستغل اهتمام العالم بكورونا لتعيد تجمع قواتها وممارسة أعمال عنف ضد السكان، معتبرة ذلك “قنبلة موقوتة لا يمكن تجاهلها”.

وتعدّ محافظة دير الزور عموماً ومدينة البوكمال خصوصاً ذات أهمية قصوى بالنسبة لإيران، لأنها صلة الوصل بين ميلشياتها المنتشرة في العراق وسوريا، وذلك لضمان وصول الإمدادات العسكرية عن طريق معبر البوكمال – القائم.

وتتوزع السيطرة في محافظة دير الزور على عدة قوى، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على منطقة الجزيرة شمالي نهر الفرات، كما ينتشر الجيش الأمريكي في عدة قواعد بالمنطقة.

بينما تسيطر إيران ممثلةً بحرسها الثوري وميليشياتٍ طائفية عدة، بالإضافة للنظام وميليشياته على منطقة الشامية جنوبي الفرات بما فيها مدينتي البوكمال والميادين.

وتنتشر في دير الزور بالقسم الخاضع لسيطرة النظام ميلشيات “حزب الله العراقي”، و”النجباء”، و”فاطميون” بالإضافة إلى “لواء المنتظر” ويقودها جميعاً “الحرس الثوري الإيراني” وغيرها من الميليشيات العراقية والإيرانية.

راديو الكل -عبدو الأحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى