ما خيارات الحرب بإدلب مع تعثر تسيير الدوريات من الترنبة إلى عين حور؟

كان بند تسيير دوريات تركية -روسية مشتركة على الطريق الدولي حلب -اللاذقية المعروف بـ “M4” بنداً رئيسياً لمخرجات اتفاق 5 آذار بالعاصمة الروسية موسكو، ومنذ ذلك التاريخ تم تسيير 17 دورية، إلا أن أي من هذه الدوريات لم تقطع المسافة التي رسمها الاتفاق المذكور.

اتفاق 5 آذار حدد نقطتي (الترنبة شرقي إدلب للبدء، وعين حور غربيها للانتهاء)، وبين الترنبة وعين حور نحو 70 كم، لم تقطع العربات التركية والروسية (رفقةً) منها إلا نحو 40 كم إلى جسر جنة القرى غربي إدلب على الـ “M4”.

وبالإضافة لبند الدوريات اتفقت تركيا وروسيا في 5 آذار على إنشاء ممر آمن بعمق 6 كم على طرفي الطريق (حلب – اللاذقية M4)، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية.

17 دورية سُيرت على الطريق الدولي “M4”

الدوريات المشتركة كانت البند الأهم والأكثر تعقيداً إذ اعترضتها احتجاجات للمدنيين الذين نفذوا اعتصاماً لمدة أسابيع بالقرب من بلدة النيرب النقطة الأولى للمعارضة على الـ “M4″، إذ لم تتمكن الدوريات السبع الأولى ( 15 و23 آذار، و8 و15 و21 و28 و30 نيسان) من اجتياز الاعتصام.

في الدورية الثامنة والتاسعة انتهى الاعتصام ما مكن تركيا وروسيا من تسيير دوريات مشتركة في 5 و7 أيار ووصلتا إلى مفرق مصيبين قبل مدينة أريحا، أما في 12 و14 أيار وصلت دوريتان (10 و11) إلى أريحا وهناك رشقت العربات العسكرية الروسية بالحجارة والبيض رفضاً للمشاركة الروسية.

أما الدوريات 12 و13 و14 فوصلت إلى قرية كفرشلايا حيث اجتازت أريحا، إلا أن اللافت هنا أن الدورية رقم 13 في 28 أيار الماضي، كان مخططاً لها أن تقطع مسافة أطول إلا أن انفجار مجهول وقع على جانب الطريق “M4” ما أدى إلى مقتل جندي تركي خلال إجراء دورية لمراقبة الطريق.

الدورية 15 و16 و17 كان مسارهم الأطول، حيث وصلت الدورية رقم 15 في 4 حزيران إلى حرش بسنقول، والدورية رقم 16 إلى جسر جنة القرى غربي إدلب قاطعةً مسافة تقارب الـ 40 كم، والدورية رقم 17 إلى أطراف جسر الشغور قاطعةً نحو 45 كم.

ويمر الطريق الدولي “M4” بالشمال السوري من الحسكة والرقة وحلب إلى اللاذقية ويمر بمحافظة إدلب ويعتبر عصب الحياة شمال غربي سوريا، إلى جانب الطريق الدولي الآخر (حلب – دمشق M5) الذي سيطر عليه النظام خلال حملته العسكرية الأخيرة.

وإلى تاريخ اليوم ومنذ أكثر من 3 أشهر لم يتم تسيير الدوريات على كامل الطريق (بين الترنبة وعين حور)، حيث تعرضت عربة روسية في الدورية رقم 17 للغم أرضي خلف أضرار مادية فقط دون أن تتبنً أي جهة المسؤولية.

وتعليقاً على الحادث، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، قال في بيانٍ اليوم، إن الأوضاع الأمنية في سوريا لا تزال متوترة، مضيفا أنه في الوقت الذي تركز فيه الوحدات العسكرية الروسية جهودها لبسط الأمن في منطقة خفض التصعيد في إدلب، في إطار الاتفاق الروسي – التركي، لا تتوقف التنظيمات المسلحة عن محاولات تعطيل هذا الاتفاق، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم.

وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلت أول أمس عن (مصدر ميداني رفيع المستوى بقوات النظام لم تسمه) أن المهلة الإضافية التي منحتها روسيا للجانب التركي بهدف فتح الطريق الدولي (M4) بطريقة سلمية انتهت، مشيراً إلى أن تعزيزات ضخمة وصلت إلى الجيش السوري عند خطوط التماس جنوب إدلب.

وأضاف المصدر “نحن على تنسيق عالي المستوى مع الجانب الروسي” وأردف، أن “مناطق استراتيجية يجب أن تكون تحت سيطرة الجيش السوري في المرحلة المقبلة، ومنها جبل الزاوية بريف إدلب وما تبقى من سهل الغاب بريف حماة”.

ما احتمالات استغلال النظام وروسيا لبند الدوريات في شن حرب على إدلب

وتحدث راديو الكل مع عدد من المحللين، حول احتمالات الحرب مع استمرار فشل تسيير الدوريات وكان الرد بالآتي:

المحلل السياسي، فوزي ذاكر أوغلو، رأى عبر راديو الكل، أمس، رأى استناداً إلى التعزيزات العسكرية التركية المتزايدة في إدلب، أن أنقرة لن تترك المجال مفتوحاً لروسيا للقيام بعمل عسكري بري في إدلب، حيث أنه من الممكن أن تغض أنقرة البصر عن التجاوزات التي تقوم بها روسيا والنظام وخاصةً القصف الجوي دون التراجع عن اتفاق 5 آذار.

من جانبه رأى الأكاديمي والباحث السياسي، ياسر نجار، رأى أن الخروقات الروسية لاتفاق 5 آذار، هي مجرد ضغط روسي على تركيا بحثاً عن توافق معها لأنها في موقع الضعيف في ليبيا، وأضاف أن روسيا لا تريد الوصول إلى طريق اللاعودة مع تركيا.

وأردف نجار في حديثٍ مع راديو الكل اليوم، أن إيران ممتعضة من اتفاق 5 آذار الذي وقع بمعزل عنها، تلعب الآن دوراً من أجل تقريب وجهات النظر بين تركيا وروسيا استناداً إلى التصريحات الوسطية التي صدرت أمس عن الاجتماع في أنقرة بين وزيري الخارجية الإيراني والتركي.

أما المحلل العسكري والاستراتيجي، العقيد خالد المطلق، فقال لراديو الكل، إن روسيا تنقض كل الاتفاقات حيث أن كل الاتفاقات التي كانت طرفاً فيها سَلمت من خلالها مناطق عدة للنظام كما حدث في الغوطة ودرعا وغيرها.

وأضاف أن روسيا تعمل على فتح الطريق الدولي إم فور الممر الوحيد المتبقي للنظام من العراق إلى الساحل السوري قبل بدء تطبيق قانون “قيصر”.

ورأى المطلق، أن السيناريو المتوقع في إدلب هو حصر المدنيين في نطاق ضيق ومن ثم إجبارهم على العودة إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام.

راديو الكل – عبدو الأحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى