لماذا لن تنجح طائرات الأسد الجديدة بصد الغارات الإسرائيلية؟

شككت مجلة “فوربس” الأمريكية، في فاعلية الطائرات الروسية التي سلمتها روسيا لنظام الأسد مؤخراً، مشيرة إلى أنها غير قادرة على الوقوف في وجه الهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد مواقع النظام في عموم سوريا.

وقالت المجلة في تقرير، 30 من حزيران، إنه بالرغم من أن المقاتلات النفاثة الجديدة “MiG-29 Fulcrum”، قد تؤدي إلى تحسين ترسانة قوات النظام “القديمة والمتهالكة”، إلا أنه من غير المحتمل أن تردع أو توقف الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على سوريا.

وتساءلت المجلة عن مصداقية إعلان روسيا تزويد نظام الأسد بـ “الدفعة الثانية من الطائرات المقاتلة ميغ 29 الحديثة”، رغم أن الإعلام الرسمي في كلا البلدين لم يتحدث سابقاً عن تسليم الدفعة الأولى، أو عدد الطائرات التي تم تسليمها.

وبحسب المجلة، غردت السفارة الروسية في سوريا بأن الطائرات كانت تستخدم بالفعل للقيام بمهام في البلاد، وقد أظهرت اللقطات من سوريا مدى إرهاق وضعف أسطول “ميج 29” الحالي بعد ما يقرب من عقد من الحرب وغارات القصف التي لا تعد ولا تحصى في جميع أنحاء البلاد.

ووصف المجلة عملية التسليم بـ”المزعومة”، وقالت إنها تزامنت تسليم روسيا طائرات “ميج 29” إلى حليفها في الحرب الأهلية الليبية خليفة حفتر، وأشارت إلى أن الإعلان عن تسليم نظام الأسد للطائرات ربما يهدف إلى إخفاء وصول تلك الطائرات إلى خليفة حفتر.

وأضافت أنه حتى لو تسلم نظام الأسد طائرات “ميغ 29” الجديدة والمحدثة، فمن غير المحتمل أن تمنع هذه الطائرات إسرائيل من تنفيذ الضربات الجوية المستمرة في سوريا.

على مدى السنوات السبع الماضية، نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا أصابت أهدافًا تعتقد أنها مرتبطة بوجود قوات إيرانية داخل سوريا، إلا أن الدفاعات الجوية للنظام فشلت في منع أي غارات جوية إسرائيلية.

وفي المرة الوحيدة التي نجحت في ضرب طائرة F-16 إسرائيلية في شباط 2018 بعد هجوم إسرائيلي على مطار التياس العسكري، وحينها وجد تحقيق عسكري إسرائيلي في الحادث أن “خطأ مهني” هو السبب في إسقاط الطائرة، وبعبارة أخرى، “كانت الدفاعات الجوية للنظام محظوظة في تلك المناسبة”.

وفي تشرين أول 2018، عندما كان الإسرائيليون يضربون أهدافاً في محافظة اللاذقية غرب سوريا، أسقطت الدفاعات الجوية للأسد بالخطأ طائرة دورية روسية عوضاً عن الطائرات الاسرائيلية.

وألقت روسيا باللوم على إسرائيل آنذاك وتعهدت بتحسين الدفاعات الجوية لنظام الأسد، وسلمته على الفور صواريخ الدفاع الجوي S-300 بعيدة المدى، غير أن تلك المنظومة لم تستخدم حتى الآن رغم مرور أكثر من عام على تسليمها.

وتقصف الطائرات الاسرائيلية أحياناً من سماء لبنان، ولكن حتى عندما تدخل الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي السوري، فإنها لا تكتشف أو يمكنها بنجاح تشويش الدفاعات الجوية للنظام أو التهرب من صواريخها، وهو ما لن يتغير على الأرجح حتى لو امتلك الأسد الآن طائراتMiG-29s ، وحتى لو كانت تلك الطائرات مزودة بصواريخ جو- جو من طراز Vympel NPO R-77  شديدة التدمير.

ويقول جاستين بروك، الباحث المتخصص في القوات الجوية القتالية والتكنولوجيا في معهد أبحاث” Royal United Services” في لندن، إن طائرات MiG-29s الجديدة ستكون في الواقع نعمة لحملة القصف الجوي التي يقوم بها نظام الأسد، بالمقارنة مع أساطيله الجوية المتهالكة حالياً، لكن من حيث التسبب في مشاكل لعمليات التوغل والضربات الإسرائيلية في المجال الجوي السوري، فمن غير المحتمل أن يكون لدى قوات الأسد العديد من الخيارات.

ويضيف بروك، أن السبب في ذلك يرجع لأن الطائرات الإسرائيلية لديها أجهزة استشعار وأنظمة أسلحة دفاعية أكثر حداثة وتعقيدًا من نظيراتها لدى نظام الأسد، كما يخضع الطيارون الإسرائيليون لتدريبات أفضل بكثير بالنسبة للاشتباكات الجوية.

ويؤكد أنه حتى لو كانت تلك الطائرات مجهزة بصواريخ من طرازR-77s ، سيحاول طيارو الطائرات الجديدة إلا يقتربوا من الطائرات الإسرائيلية أثناء تنفيذها للغارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى