“الحكومة المؤقتة” تصف النظام الصحي في المحرر بالضعيف وتكشف قدرته الاستيعابية

قال مدير البرامج الصحية في وزارة الصحة بالحكومة السورية المؤقتة، رامي كلزي، إن النظام الصحي في الشمال السوري المحرر ضعيف حتى قبل جائحة فيروس كورونا، وذلك بسبب الاستهداف المتكرر للمنشآت الطبية من قبل قوات النظام وحلفائه خلال حملات التصعيد الماضية، ما أدى إلى انخفاض أعدادها إلى النصف تقريبا خلال الأشهر الستة الماضية.

وأضاف كلزي في حديث لراديو الكل اليوم، 11 من تموز، أن الوزارة بدأت تخطط مع منظمة الصحة العالمية منذ بداية آذار على مواجهة الجائحة، ونتيجة لذلك التعاون تم إنشاء فريق خاص للاستجابة الوطنية لفيروس كورونا، كما وُضعت خطة استجابة تم تطويرها عدة مرات.

وبناء على تلك الخطط، تم تجهيز 3 مشاف أساسية لعلاج الحالات الشديدة والحرجة، و3 مشاف احتياطية أخرى، بالإضافة إلى مراكز عزل مجتمعي تستخدم لعلاج المصابين الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة ولا يحتاجون أجهزة تنفس اصطناعي، بحسب المسؤول في وزارة الصحة.

وأوضح أن العدد الإجمالي للأسرة المزودة بأجهزة تنفس اصطناعي في تلك المشافي يبلغ 90 سريراً، بينما يبلغ عدد الأسرة في مراكز العزل المجتمعي 1560 سريراً.  

وطالب كلزي الأهالي باتباع طرق وأساليب الوقاية باعتبارها الوسيلة الأهم لتجنب الإصابة بالمرض، في ظل ضعف الإمكانات الطبية، وارتفاع الكثافة السكانية في المنطقة ولاسيما في المخيمات.

وحذر من أن تسجيل ثلاث حالات بالفيروس قد يعني وجود عشرات الحالات التي لم يتم اكتشافها بعد، وهنا لابد من إبطاء وتيرة الإصابات من خلال تدابير الوقاية لتجنب مواجهة أعداد هائلة من الإصابات في نفس الوقت.

كما حذر من أن قدرة النظام الصحي على إجراء الاختبارات وتحليلها ضعيفة جدا، حيث لا يوجد سوى مركز واحد في إدلب تبلغ قدرته اليومية نحو مئة اختبار لا أكثر، مشيراً إلى وجود خطط لإنشاء 3 مختبرات أخرى في جرابلس وعفرين واعزاز، لتكون تلك المختبرات قادرة على إجراء بين 500 و 700 اختبار.

وعن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المؤقتة، قال كلزي إن الحكومة اجتمعت بكافة وزاراتها وقررت تفعيل مراكز العزل المجتمعي، وأصدرت تعليمات بتعليق العمل في المشافي والعيادات بالنسبة للحالات غير الإسعافية إلا وفق شروط محددة.

وأضاف أن الحكومة السورية المؤقتة قررت إيقاف التعليم الصيفي مع الاستمرار في إجراء الامتحانات الحالية، وأرسلت الحكومة كذلك تعميماً للفصائل العسكرية لاتخاذ تدابير الحماية والوقاية لعناصر تلك الفصائل، إضافة إلى رفع القدرة الإنتاجية للكمامات القماشية في ظل صعوبة تأمين الكمامات الطبية.

وأعلنت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة مساء أمس ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في الشمال المحرر إلى 3 بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس لطبيب في مشفى باب الهوى أمس الأول.

وتوقع وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الطبيب مرام الشيخ، ازدياد عدد الحالات الإيجابية والمصابة بفيروس كورونا بشكل طفيف حتى نهاية شهر آب، وبعدها يمكن أن يكون هناك ازدياد حاد بعدد الإصابات وقد يفوق طاقة النظام الصحي على الاستيعاب.

وأكد الشيخ أنه يجب التركيز الآن خلال هذه الفترة على تعزيز وتقوية النظام الصحي ليكون مستعداً لاستيعاب عدد المرضى، ويكون على أهبة الاستعداد الكامل لمواجهة أي تطورات قادمة.

كما دعت نقابة أطباء الشمال المحرر أمس كافة الأطباء في الشمال السوري المحرر إلى إعلان حالة الاستنفار العام، وطالبت الأهالي بالعودة إلى تطبيق التعليمات الخاصة بفيروس كورونا، من منع الازدحام في الأسواق والتجمع وغيرها واتباع كافة إجراء الوقاية.

وفي 28 من آذار الماضي، حذرت لجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة للتحقيق بشأن سوريا في بيان، من كارثة في البلاد، إذا لم تُتخذ الإجراءات اللازمة للتصدي للفيروس.

وبحسب البيان، سيكون النازحون داخلياً الأكثر ضعفاً أمام هذا المرض القاتل إذا تفشّى بينهم، ولاسيما أن عدد النازحين داخليا في سوريا تجاوز 6.5 مليون شخص، فيما يعيش أكثر من مليون مدني معظمهم نساء وأطفال على طول الحدود مع تركيا في شمال غرب سوريا في العراء أو في خيام مكتظة أو في مخيمات مؤقتة.

وكانت منظمة الصحة العالمية، حذرت أواخر حزيران الماضي من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في منطقة شرق المتوسط، ولا سيما في الدول التي تشهد صراعات مثل سوريا، قائلةً إنها “تشعر بالقلق إزاء انتشار مرض كوفيد-19 في البلدان التي مزقتها الحروب، مثل سوريا واليمن وليبيا”.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى