“اتفاق إدلب” على صفيح مفخخة “الإم فور” وانفجار الوضع عسكرياً

"الفكرة التي تقول بأن المفخخة أمس، هي المسمار الأخير في نعش اتفاق إدلب، مستبعدة"

بينما تسير عدة عربات عسكرية للجيش التركي والروسي في دورية مشتركة على الطريق الدولي حلب -اللاذقية المعروف بـ “إم فور” وإذ بعربة مفخخة -مجهولة الفاعل- تعترض الدورية وتصيب عرباتٍ فيها وتجرح 3 جنود روس.

الدوريات على الطريق “إم فور” بند رئيس في اتفاق 5 آذار بين موسكو وأنقرة حول إدلب إلى جانب وقف إطلاق النار والممر الآمن على طرفي الـ “إم الفور”.

هذه المفخخة التي اعترضت الدورية رقم “21”، كانت برأي البعض المسمار الأخير في نعش اتفاق الخامس من آذار استناداً إلى التصعيد أمس في كل من إدلب وحماة واللاذقية التي شهدت قصفاً مدفعياً وجوياً طال بعضه الأحياء السكنية في مدينة أريحا كبرى مدن الطريق إم فور بين الترنبة وعين حور نقطتي البداية والنهاية للدوريات، في حين رآها آخرون سبيلاً لقصف النظام للمدنيين تعبيراً عن حقده على المناطق المعارضة.

عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية، مصطفى إدريس، اعتبر مفخخة 14 تموز، هي التوقيت المناسب الذي ينتظره الروس والنظام والإيرانيون للتحرك عسكرياً في إدلب بحجة عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في موسكو يوم 5 آذار الماضي.

ورأى إدريس أن استهداف الدورية يتزامن مع اقتراب انتهاء المدة التي اعطتها موسكو لأنقرة لإبعاد “المجموعات المعارضة” عن طرفي الطريق الدولي، وهو ما ستستخدمه روسيا حجةً أخرى أمام تركيا بأنها لم تستطع تحييد هذه المجموعات.

وأضاف عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية عبر راديو الكل، أنه من الممكن أن تقوم روسيا والنظام بعمل عسكري في إدلب دون الصدام مع تركيا؛ لأن الأخيرة أيضاً تريد فتح الطريق الدولي لتجنب الضغط على حدودها الجنوبية في حال تدخلت عسكرياً ضد النظام.

من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي، أحمد مظهر سعدو، في اتصال مع راديو الكل اليوم الأربعاء، أن اعتراض الدورية هو رغبة مشتركة من النظام وميليشيات إيران التي تريد عملاً عسكرياً في إدلب، وكذلك رغبة ممن أسماهم “المتشددين” في إدلب كـ “حراس الدين”.

كما أشار سعدو إلى أن تركيا ستحاول بعد هذه الحادثة تدارك الأمر وإعادة الأمور لما كانت عليه بعد 5 آذار.

وأضاف أن الفكرة التي تقول بأن المفخخة أمس، هي المسمار الأخير في نعش اتفاق إدلب، مستبعدة، لأنه لا توافق دولي ولا إقليمي على فتح المعارك في إدلب، وخاصةً بعد فرض قانون قيصر الذي يقوم على منع استهداف المدنيين، حيث إنه من المستبعد أن يقوم النظام منفرداً بعمل عسكري.

لكنه أشار إلى أن استهداف الدورية يمكن أن يكون مبرراً للنظام على قصف المدنيين تعبيراً عن حقده ضد المناطق المعارضة.

اللافت في مفخخة أمس هو التعليق الروسي، حيث يبدو أن الروس تريثوا في توجيه أصابع الاتهام، وأشاروا في بيانٍ عسكري إلى أن الطرفين الروسي والتركي “يقومان بتحديد ما إذا كانت المجموعات المسلحة الناشطة في إدلب مرتبطة بالهجوم”، أو لا.

تلا ذلك بيان لوزارة الدفاع الروسية اتهمت من أسمتهم بـ “المسلحين في إدلب” باستهداف الدورية، وقالت: إن “3 جنود روس أصيبوا بجروح طفيفة وتم نقلهم إلى قاعدة حميميم لتلقي العلاج”.

من جانبها قالت وزارة الدفاع التركية، إن دوريتها المشتركة مع روسيا رقم (21) في إدلب تعرضت لهجوم “إرهابي” بسيارة مفخخة، مضيفةً أن الأضرار كانت جزئية في سيارتين من الدورية، دون وقوع خسائر في الأرواح”.

وكانت تركيا وروسيا، التي تدعم كل منهما طرفا مختلفا سوريا، اتفقتا في آذار الماضي على وقف لإطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة بعد أسابيع من الاشتباكات التي كادت أن تقودهما لمواجهة مباشرة.

راديو الكل – عبدو الأحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى