غوتيرش يحذر العرب من كارثة اقتصادية مرتبطة بكورونا

غوتيرش: ربع العالم العربي قد يتحولون إلى فقراء جراء كورونا

حذّر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من عواقب وخيمة على الأوضاع السياسية والاجتماعية بالبلدان العربية من جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، مؤكداً أن الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة قد تحول ربع سكان العالم العربي إلى فقراء.

وقال غوتيريش في تسجيل مصور، بمناسبة إصداره “موجز سياسات خاص بتداعيات فيروس كورونا على البلدان العربية”، يوم أمس، 22 من تموز، إن الجائحة الحالية “كشفت هشاشة الاقتصاديات والمجتمعات العربية والصعوبات في استجابة بلدان المنطقة للفيروس”.

وأكد أن الوباء العالمي كشف عن تحديات محلية وعانى اقتصاد المنطقة من صدمات متعددة من بينها الفيروس والانخفاض الحاد في أسعار النفط والتحويلات والسياحة.

وأشار إلى أن التوقعات الاقتصادية وصلت إلى أدنى مستوياتها في 50 عاما، ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإقليمي بأكثر من 5 بالمئة، كما ستواجه بعض البلدان انكماشا يتجاوز 10 بالمئة.

وأضاف أنه مع سقوط الملايين لأسفل السلم الاقتصادي، سيعيش ربع السكان العرب بالكامل في فقر، وذلك وسط منطقة مليئة بالتوترات وعدم المساواة، مما سيكون له عواقب وخيمة على الاستقرار السياسي والاجتماعي.

وأوضح غوتيريش أن بعض المجتمعات تضررت بشكل خاص، بما في ذلك النساء والمهاجرين، الذين يمثلون 40 بالمئة من القوى العاملة، كما يعتمد 55 مليون شخص بالفعل على المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة، فضلاً عن وجود 26 مليون لاجئ ومشرد داخلياً عالقين في نزاعات مسلحة بالمنطقة”.

وحدد أمين عام الأمم المتحدة 4 أولويات رئيسية يتعين على الدول العربية تنفيذها من أجل “إعادة البناء بشكل أفضل”.

وتتمثل الأولوية الأولي في ضرورة اتخاذ “إجراءات فورية لإبطاء انتشار المرض وإنهاء النزاعات وتلبية الاحتياجات العاجلة للفئات الأكثر ضعفا واحترام الدعوة إلى وقف عالمي لإطلاق النار”.

وتتعلق الأولوية الثانية بـ”تكثيف الجهود لمعالجة أوجه عدم المساواة من خلال الاستثمار في الصحة والتعليم الشامل وأرضيات الحماية الاجتماعية والتكنولوجيا”.

والأولوية الثالثة بحسب الأمين العام تتمثل في “تعزيز الانتعاش الاقتصادي من خلال إعادة تصور النموذج الاقتصادي للمنطقة لصالح اقتصادات أكثر تنوعاً وخضراء “.

وبالنسبة للأولوية الرابعة، أكد الأمين العام أن “الوقت حان في المنطقة العربية لحقوق الإنسان، وضمان مجتمع مدني نابض بالحياة ووسائط إعلام حرة ومؤسسات خاضعة للمساءلة وتقوية العقد الاجتماعي”.

واختتم رسالته المصورة قائلا “كل هذه الخطوات محورية لمساعدة المنطقة العربية على إعادة البناء بشكل أفضل وتعزيز قدرتها على تحمل الصدمات المستقبلية”.

وتعاني العديد من دول المنطقة من صراعات مسلحة ولاسيما في سوريا واليمن وليبيا، ما انعكس سلبا على الخدمات الصحية والأوضاع الاقتصادية.

كما تقبع العديد من الأنظمة العربية في مراكز متأخرة على مؤشرات الشفافية الدولية جراء الفساد وسوء استغلال السلطة وقمع الحريات.

وكانت منظمة الصحة العالمية، حذرت أواخر حزيران الماضي من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في منطقة شرق المتوسط، ولا سيما في الدول التي تشهد صراعات مثل سوريا، قائلةً إنها “تشعر بالقلق إزاء انتشار مرض كوفيد-19 في البلدان التي مزقتها الحروب، مثل سوريا واليمن وليبيا”.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى