انفجار بيروت.. عشرات القتلى وآلاف الجرحى ودمار هائل وترجيح “هجوم”

عشرات القتلى وآلاف الجرحى ودمار هائل في بيروت

نترات الأمونيوم تقف وراء الانفجار وترجيحات وقوع “هجوم”

تفاعل وتضامن دولي واسع مع لبنان

سفارة النظام لم تتضرر بانفجار بيروت

انفجار بيروت جاء قبل أيام من إصدار الحكم على أربعة متهمين من “حزب الله” باغتيال رفيق الحريري عام 2005

سقط أكثر من 100 قتيل وأكثر من 4 آلاف مصاب وعمّ الدمار العاصمة اللبنانية بيروت، جراء انفجار ضرب مرفأ بيروت مساء أمس الثلاثاء، قبيل أيام من إصدار محكمة أممية حكمها على 4 متهمين من “حزب الله” باغتيال رفيق الحريري عام 2005، وسط تفاعل وتضامن دولي مع لبنان، وترجيحات بأن يكون الانفجار “هجوماً”.

الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام قالت، إن حريقاً كبيراً اندلع في العنبر رقم 12 بمستودع للمفرقعات في مرفأ بيروت، ما أدى إلى انفجاره، وسقوط “شهداء وجرحى”.

عشرات القتلى وآلاف الجرحى ودمار هائل في بيروت

أعلن الصليب الأحمر اللبناني، مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 4 آلاف في حصيلة قابلة للزيادة، جراء انفجار أمس، كما تحدثت تقارير إعلامية عن وقوع قتلى ومصابين بعدد من الأشخاص الأجانب المتواجدين في بيروت.

السفارة المصرية في بيروت، قالت في بيان عبر صفحتها على “فيسبوك”، إن أحد مواطنيها يدعى إبراهيم عبد المحسن القفاص قُتل في الانفجار.

من جانبها، أفادت السفارة المغربية في بيروت بأن مواطنة مغربية (لم تذكر اسمها) تعمل بمنظمة تابعة للأمم المتحدة بالعاصمة اللبنانية أصيبت بكسور على مستوى القدم جراء الانفجار.

ومن نيويورك، أعلن فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تصريحات متلفزة، إصابة 48 من موظفي الأمم المتحدة و27 من أفراد أسرهم و3 من زوارهم نتيجة انفجار بيروت، دون ذكر تفاصيل أخرى بشأن جنسيات الضحايا.

“يونيفيل”، قالت في بيان، إنه “نتيجة للانفجار الهائل الذي هزّ العاصمة اللبنانية، تضررت إحدى سفننا التابعة لفرقة العمل البحرية التي رست بالميناء، ما أدى إلى إصابة بعض أفرادها بجروح، حالة بعضهم “خطرة”.

وغصت مشافي العاصمة اللبنانية بيروت بالجرحى ما استدعى نقل الجرحى إلى مشافي خارجها، كما أعلنت دول عدة مثل قطر إرسال مشافي ميدانية لبيروت للمساعدة في التغلب على الكارثة.

وخلف الانفجار أضراراً ودماراً هائلين أعاد الأذهان إلى القصف والحرب الأهلية التي عاشها لبنان بين عامي 1975 و1990.

وأعلن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان، الثلاثاء، بيروت “مدينة منكوبة”، ضمن حزمة قرارات وتوصيات لمواجهة تداعيات انفجار ضخم وقع في العاصمة.

نترات الأمونيوم تقف وراء الانفجار وترجيحات وقوع “هجوم”

أظهرت المقاطع المصورة التي التقطها سكان بيروت للانفجار الأول سحب الدخان الكثيف التي تصاعدت من مرفأ بيروت، كما ظهرت انفجارات صغيرة وكأنها مفرقعات أو مستودعات أسلحة، لكن الانفجار الثاني الذي تلا الأول كان غريباً جداً حيث خرجت سحابة بيضاء هائلة تلاها انفجار ضخم وسحب نارية سوداء.

وما لبث الانفجار أن وصل إلى كاميرات المصورين البعيدين ومنعهم من إكمال التصوير، حيث سقط بعضهم أرضاً من شدة الانفجار فيما تحطم الزجاج في الأماكن التي تواجدوا فيها.

وبحسب وكالة الأناضول، فإن “حجم الانفجار لا يقل عن 7 إلى 8 كيلومترات، ما يدل على أنه حصل فوق الأرض أو ضمن مستودع يحتوي على مواد شديدة الانفجار”.

وخلّف الانفجار دماراً ضخماً وأرسل موجات صدمة جعلت الأرض تهتز في أرجاء بيروت.

وكالة رويترز، نقلت عن الرئيس اللبناني ميشال عون قوله: إن “2750 طناً من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في الميناء ”دون إجراءات سلامة“ وقال إن الأمر “غير مقبول”.

وكان وزير الداخلية اللبنانية قد قال، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن مواد شديدة الانفجار صودرت قبل سنوات وكانت مخزنة في المرفأ انفجرت.

المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، قال في تصريح صحفي، إن ما انفجر في أحد مستودعات المرفأ هي “مواد شديدة الانفجار، ولا أستطيع استباق التحقيقات”.

من جانبه، علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على انفجار بيروت بالقول: ”كان هجوماً مروعاً فيما يبدو“، و”الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة لبنان.

وأضاف ترامب بحسب رويترز، إنه اجتمع مع بعض العسكريين الأمريكيين الذين يعتقدون أن الانفجار ليس ”من نوع الانفجارات التي تنجم عن عملية تصنيع“، وقال للصحفيين إنه بحسب هؤلاء العسكريين الذين لم يذكرهم بالاسم فإن الانفجار ربما كان هجوماً و“قنبلة من نوع ما“.

من جانبها، قالت السفارة الأمريكية في لبنان في بيان، إن “هناك تقارير عن انبعاث غازات سامة جراء انفجار بيروت”، داعية “جميع سكان المنطقة إلى البقاء في منازلهم وارتداء الأقنعة إذا توفرت”.

وأضافت أنها “تدعو المواطنين الأمريكيين إلى تجنب المناطق المتضررة (جراء الانفجار) واتباع توجيهات السلطات المحلية”.

تفاعل وتضامن دولي واسع مع لبنان

تفاعل وتضامن معظم سكان وساسة العالم مع الانفجار الهائل الذي ضرب العاصمة اللبنانية.

المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي مكناني، قالت في إفادة صحفية، إننا في إدارة الرئيس دونالد ترامب “نتابع عن كثب الانفجار (..) ونصلي من أجل سلامة اللبنانيين، ونراقب الوضع عن كثب”.

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقوف تركيا إلى جوار لبنان في ظل هذه المأساة.
بدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، عبر “تويتر”، تضامنه مع لبنان، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم الدعم لهذا البلد العربي بأي طريقة ممكنة.

مجلس التعاون لدول الخليج بدوره، قدم في بيان، تعازيه إلى لبنان، مؤكداً وقوفه مع شعبها في “هذه اللحظات العصيبة”.

كما ظهرت أهرامات الجيزة في مصر وبرج خليفة في أبوظبي، ليل الثلاثاء الأربعاء، مضاءة بألوان العلم اللبناني؛ تضامنا مع بيروت.

سفارة وموظفي النظام “لم يتضرروا” بانفجار بيروت

قال سفير نظام الأسد في لبنان علي عبد الكريم، إن سفارة النظام في بيروت لم تتعرض لأذى مباشر، بحسب ما نقلت عنه صحيفة الوطن السورية الموالية.

وأضاف علي للوطن “جرى التواصل مع الموظفين والدبلوماسيين، وكذلك مع عدد كبير من السوريين، بعضهم تأذى بممتلكاته وبعضه أصيب”.

وكشف عن اتصالات يقوم بها مع عدد من الأطراف اللبنانية ومع المسؤولين اللبنانيين، وقال “هناك تحسب للقادم، وننتظر تكشف الحقائق”.

وقوع انفجار بيروت الهائل قبيل حدث مرتقب

وقع انفجار بيروت قبل 3 أيام من إصدار محكمة أسستها الأمم المتحدة حكمها على أربعة متهمين من “حزب الله” باغتيال رفيق الحريري عام 2005.

ويقول أنصار الحريري ومنهم ابنه سعد الذي شغل أيضاً منصب رئيس الوزراء، إنهم لا يسعون للثأر أو المواجهة لكن يجب احترام قرار المحكمة.

وانفجار أمس وقع بالقرب من منزل سعد الحريري إلا أنه لم يتأذى وتابع عمله، بحسب الأناضول.

ميناء بيروت من أبرز الموانئ في الحوض الشرقي للمتوسط

يعد مرفأ بيروت أهم ميناء في لبنان، ومن أهم الموانئ في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

ونظراً لموقعه الاستراتيجي، كان يستخدم هذا المرفأ، الذي افتتح عام 1894، لاستيراد المواد الأساسية من دول العالم وتصديرها عبر الداخل اللبناني إلى دول الشرق الأوسط.

ويعتبر هذا المرفأ ركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني؛ إذ إنّه يلعب دوراً أساسياً في عملية الاستيراد والتصدير وبالتالي تحريك العجلة الاقتصادية اللبنانية.

يتعامل مرفأ بيروت مع 300 مرفأ عالمي ويقدر عدد السفن التي ترسو فيه بـ3.100 سفينة سنوياً.

ويتألف المرفأ من 4 أحواض يصل عمقها إلى 24 متراً، إضافة إلى حوض خامس كان قيد الإنشاء.

كما يضم 16 رصيفاً والعديد من المستودعات وصوامع تخزين القمح التي تؤمن أفضل شروط التخزين.

راديو الكل – وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى