لأول مرة في المحرر.. كورونا يتسلل لمخيمات النازحين شمالي حلب
كورونا يشق طريقه للمخيمات وتحذيرات من فقدان السيطرة
تسلل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لأول مرة، إلى مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا منذ تسجيل الإصابة الأولى بالمنطقة في 9 تموز الماضي، في مؤشر مخيف من شبح تأثير الفيروس على آلاف النازحين.
وبحسب مركز الترصد الوبائي التابع لشبكة الإنذار المبكر، ارتفعت إصابات كورونا في الشمال المحرر إلى 45، بعد تسجيل إصابتين جديدتين أمس الأحد في محافظة حلب، بعد اختبار 95 مشتبهاً بحمل الفيروس ليصل العدد الكلي للاختبارات 3940.
من جانبها، مديرية الصحة الحرة في إدلب، قالت عبر معرفاتها الرسمية، إن الإصابتين الجديدتين سُجلتا في مخيمات باب السلامة شمالي حلب كأول إصابتين تسجلان في المخيمات.
منسقو استجابة سوريا دق بدوره ناقوس الخطر، مناشداً الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمدنيين في المخيمات بتوحيد الجهود واتخاذ إجراءات الوقاية من كورونا، بعد تسجيل الإصابتين في مخيمات السلامة.
وقال الفريق في بيانٍ له، الأحد، إن “المخيمات دخلت مرحلة الخطر بشكل كبير ونحذر من توسع الفيروس بشكل كبير وعدم القدرة على السيطرة على الانتشار بسبب ضعف الإمكانيات اللازمة لمجابهة الفيروس”.
وناشد بتسريع الإجراءات الخاصة بمكافحة الفيروس ضمن المخيمات، من خلال توفير الإمكانات اللازمة لها لتمكينها من مواجهة كورونا الذي بدأ بالانتشار، كما أوصى النازحين بتطبيق الإجراءات الخاصة بمكافحة العدوى خلال الأيام القادمة، بهدف منع تفشي المرض.
وبتسلل كورونا إلى المخيمات يكون قد وقع المحظور الذي حذرت منه جميع المنظمات والجهات المحلية والدولية بسبب خاصية وضع المخيمات وخطورة المشهد فيها، وبالتحديد بسبب الاكتظاظ الذي يعيشه النازحون فيها.
وبحسب فريق منسقو استجابة سوريا، يضم الشمال السوري المحرر أكثر من 1250 مخيم تضم في مجموعها ما يزيد عن مليون نازح، والصفة المميزة لهذه المخيمات أنها تفتقر لأدنى مقومات الصحة والسلامة.
وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” قالت في نهاية تموز الماضي، إن “الوضع شديد التردي في مخيمات اللاجئين والعشوائيات على صعيد النظافة العامة وتوفر الأساسيات”.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن “نحو 2.7 مليون شخص في شمال غربي سوريا هم من النازحين الذين يعيشون في مخيمات مكتظة تظل المياه والنظافة العامة فيها بحالة سيئة، وأن خيار التباعد الاجتماعي والعزل يعد أمرا مستحيلا”.
وفي 30 تموز الماضي، قال مدير البرامج الصحية في وزارة الصحة التابعة للحكومة المؤقتة، رامي كلزي، لراديو الكل: “إنه بفضل الضغوطات الممارسة، استجابت منظمة الصحة العالمية وقدمت مساعدات لرفع كفاءة المؤسسات الصحية في الشمال السوري المحرر، غير أن تلك المساعدات لا تزال دون المستوى المطلوب”.
وحتى مساء الأمس، سجل الشمال المحرر 45 إصابة بكورونا (حالتان منها في المخيمات)، في حين وصل عدد حالات الشفاء إلى 29.
وبحسب الحكومة السورية المؤقتة، فإن حالات كورونا المسجلة في المحرر تتراوح بين المتوسطة والخفيفة، مرجحةً أن السلالة التي ضربت الشرق الأوسط أقل خطراً من السلالات المنتشرة في أوروبا والأمريكتين.
وتشهد كل من مناطق سيطرة النظام والوحدات الكردية، ارتفاعاً بوتيرة الإصابات والوفيات بالفيروس المستجد خلال الأيام القليلة الماضية، حيث حذرت عدة منظمات دولية على رأسها الصحة العالمية والأمم المتحدة من انفجار الوضع في سوريا بما يخص كورونا.