آثار كورونا على العملية التعليمية في الشمال السوري المحرر..

يزداد الواقع التعليمي في الشمال السوري المحرر سوءا في ظل انتشار فيروس كورونا في المنطقة وشح الإمكانيات المتاحة لدى الأهالي لمتابعة تعليم أبنائهم عن طريق الانترنت.

ويتحدث أهالٍ في الشمال المحرر التقاهم راديو الكل عن تأثير انتشار الفيروس على العملية التعليمية لدى أطفالهم وتحول أبنائهم للتعلم عن بعد حيث عادت العملية التعليمية للتوقف من جديد بعد توقفها من قبل بسبب قصف قوات النظام، ما دعا الجهات المسؤولة عن العملية التعليمية للعودة للتعليم عن بعد.

وحول هذا الموضوع يقول الأستاذ صلاح الدين هوى مدير التربية والتعليم في حلب لراديو الكل “استطعنا في الفترة الأخيرة استكمال ما تبقى من منهاج وتقديم امتحانات البكالوريا والأساسي للطلاب وانتهينا منها منذ فترة قصيرة جدا، بعدها بدأنا بالمشرع الصيفي في 15 حزيران لتعويض ما فات التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي خاصة، لكن بعد حوالي 15 يومًا من انطلاق المشروع بدأ تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا في الشمال المحرر تم تعليق الدوام وتحويله لتعلم عن بعد وهذه التجربة ليست جديدة بالنسبة لنا ففي نهاية العام الدراسي الماضي كنا قد علقنا الدوام الدراسي واتخذنا طريقة التعليم عن بعد”.

ويشير هوى إلى أن هذا القرار كان بالتعاون مع المديريات المحلية كمديرية الصحة ومديرية الدفاع المدني وتم اتخاذه مع مديرية إدلب ومديريات المناطق الأخرى حيث أوقف الدوام الفيزيائي وحوِلَ الدوام إلى تعلم عن بعد.

ويرى هوى أن استجابة الطلاب والأهالي والكواد التعليمية للتعليم عن بعد كانت سريعة جدًا في المشروع الصيفي بسبب التجربة السابقة لهم في هذا الصدد، حيث كان للمعملين مجموعات عبر منصات التواصل الاجتماعي مع طلابهم، فأعادوا تفعيلها بشكل سريع وعادوا للإعطاء ومشاهدة الوظائف عن بعد.

ووجه هوى عبر راديو الكل رسالة للطلاب حثهم فيها على ضرورة الالتزام التام بإجراءات الوقاية والحماية من فيروس كورونا، راجيًا من الأهالي والطلاب الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي والتعقيم بشكل مستمر وعدم الخروج من دون كمامات وعدم التوجه لأية منطقة قيد الحجر، وفي الناحية التعليمية أوصى هوى الطلاب بالاهتمام بالغرف والمجموعات بينهم وبين المعلمين ومتابعة الوظائف والدروس، منوهًا إلى ضرورة موافاة الأهالي للكوادر التعليمية بالملاحظات إن وجدت حتى يتم تدارك أي تقصير ويتم تحسين العمل.

وبحسب استطلاع أجراه مراسلو راديو الكل في المحرر، توجه العديد من الأهالي للتعليم عن بعد لكن بالمقابل يواجه آخرون صعوبة في تعليم أبنائهم بهذه الطريقة لأسباب عدة من بينها عدم توفر انترنت بسرعة عالية، وقلة خبرة الأهالي باستخدام برامج التواصل، فيما يرجع آخرون صعوبة ذلك إلى ضعف القدرة المادية وعدم امتلاك أجهزة جوالات كافية للأسرة التي يوجد فيها أكثر من طالب.

يذكر أن مناطق عدة في الشمال السوري المحرر كانت قد تعرضت لحملة شرسة من قبل النظام وداعميه ما أدى لتوقف العملية التعليمية في العام الدراسي الفائت نتيجة للقصف والتهجير، لتتضاعف الآثار السلبية على هذا القطاع في ظل انتشار فيروس كورونا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى