“غارديان”: بن سلمان شجع روسيا على التدخل بسوريا بتحريض إماراتي

راديو الكل

ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعطى الضوء الأخضر السري لتدخل روسيا في سوريا بتحريض من ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بهدف تحجيم نفوذ تنظيم الإخوان المسلمين.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن محمد بن سلمان، قلب في صيف 2015، السياسة الخارجية لبلاده رأساً على عقب وأعطى الضوء الأخضر السري لتدخل روسيا في سوريا”، وفقا لدعوى قضائية رفعها رئيس المخابرات السعودي السابق سعد الجبري، المتواجد حالياً في كندا.

ونقلت الصحيفة، عن مصدر مطلع على الأحداث منذ 2015، أن محمد بن سلمان التقى الشيخ محمد بن زايد في معرض أيدكس للسلاح في ذلك العام، مشيراً إلى أن ذلك اللقاء كان نقطة تحول في طموح محمد بن سلمان.

وبحسب المصدر، قال محمد بن زايد لابن سلمان عليك البحث عن تحالفات جديدة، وعليك النظر نحو الصين وروسيا، إذا أردت منافسة ولي العهد محمد بن نايف.

وأضاف المصدر، أن ابن زايد جادل بأن خطر ثورة الإخوان المسلمين في سوريا سيكون أسوأ بالنسبة لدول الخليج من بقاء الأسد.

وبهذا الخصوص، قال حسن حسن، مدير برنامج “اللاعبون من غير الدول” في المركز الدولي للسياسة بواشنطن: “كنت مطلعاً على بعض النقاشات المهمة المتعلقة بدعم دول الخليج لدور تقوده روسيا في سوريا وبعد شن الحرب على اليمن في 2015″، بحسب الصحيفة ذاتها.

وذكر حسن حسن، أنه “في تموز 2015 سافر محمد بن سلمان، وكان حينها نائباً لولي العهد، إلى مدينة “سانت بطرسبورغ” الروسية، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحسب الجبري فقد ناقشا التدخل الروسي في سوريا”، الذي بدأ عقب ذلك بنحو شهر.

وبحسب الدعوى التي قدمها الجبري، أثار التحرك من الرجل الذي أصبح ولياً للعهد، قلق مدير المخابرات الأمريكية حينها جون برينان، الذي التقى مع مسؤول المخابرات السابق في تموز وآب 2015 وطلب منه إيصال توبيخ من إدارة باراك أوباما، ليرد ابن سلمان على الرسالة بغضب.

وذكرت الدعوى المرفوعة الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة “أن برينان أعرب عن قلقه من أن ابن سلمان كان يشجع التدخل الروسي في سوريا، في وقت لم تكن فيه روسيا بعد طرفاً في الحرب”.

ووفقاً لحسن حسن، كانت وكالة “سي آي إيه” تدعم مبادرة أطلقها محمد بن نايف والجبري تعرف باسم “غرفة الرياض”، لتحديد من هي الجماعات السورية التي يجب دعمها وتلك التي يجب رفضها.

وأشار حسن إلى أن “غرفة الرياض” استطاعت تحقيق نوع من النجاح وضبط للدعم الغربي والخليجي إلى الجماعات المعارضة لرأس النظام بشار الأسد في عام 2014، ولكنها تلاشت في ربيع وصيف 2015 مع صعود محمد بن سلمان.

وأضاف حسن: “في ذلك الوقت، كانت الإمارات تدفع باتجاه دعم روسيا لتحقيق الاستقرار في سوريا ومساعدة نظام الأسد على استعادة المناطق التي خسرها”.

وأفاد الجبري، بأن اللقاء مع برينان كلفه وظيفته كثاني أقوى رجل في المخابرات السعودية والمنسق مع “سي آي إيه”، ليهرب الرجل لاحقاً من السعودية ويقيم في مكان مجهول بكندا حيث يتهم ولي العهد بمحاولة اغتياله من خلال فرقة أرسلها إلى كندا بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقدم الجبري اتهامه بمحاولة القتل خارج نطاق القضاء باعتباره “انتهاكاً صارخاً لقانون الولايات المتحدة والأعراف والمعايير الدولية” بموجب قانون حماية ضحايا التعذيب وقانون تعذيب الغرباء.

ولم تعلق الحكومة السعودية ولا سفارتها في واشنطن على هذه الاتهامات، كما أن الجبري لم يقدم أدلة على ذلك، علما أن صحيفة “غارديان” قالت إنها “لم تتمكن من التحقق من المزاعم بشكل مستقل”.

وفي آذار 2020، اعتقل الأمن السعودي نجلي الجبري، سارة وعمر، ويقول الجبري إنه تم الاحتفاظ بهما كرهائن لإجباره على العودة إلى المملكة نظراً لمعرفته بالطريقة التي صعد فيها محمد بن سلمان إلى السلطة.

وكان الجبري بمثابة الساعد الأيمن للأمير محمد بن نايف، الذي تم عزله من ولاية العهد عام 2017.

وأشادت وزارة الخارجية الأمريكية بالجبري، الأسبوع الماضي، وقالت إنه “كان شريكاً مهماً للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.. ساعد عمل سعد مع الولايات المتحدة في إنقاذ أرواح الأمريكيين والسعوديين”.

وكان أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي وجهوا في تموز الماضي، رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب، يدعونه فيها إلى بذل ما في وسعه لتحرير سارة وعمر نجلا الجبري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى