الموافقة الأمنية حجر عثرة جديد أمام الراغبين باستئجار منزل في الرقة
يشتكي مستأجرو منازل في مدينة الرقة مؤخراً، من اشتراط المكاتب العقارية الحصول على موافقة أمنية، قبل إبرام عقد الاستئجار، من قبل قوات “الأسايش، وهي قوات أمن داخلي تتبع الوحدات الكردية.
ونص تعميم وجهته قوى الأمن الداخلي في المدينة إلى المجلس البلدي على عدم استكمال أي عقد عقاري ما لم يرفق بموافقتها.
زاد التعميم من التعقيدات التي يواجهها المواطنون الراغبون باستئجار منزل بسبب تأخر الموافقة الأمنية المطلوبة، حيث يلجأ بعض الأهالي لدفع مبالغ مالية لتسريع عملية الحصول عليها، وغالبا ما يخسرون آجار شهر نتيجة تأخر الموافقة.
وتؤثر تلك الصعوبات على حياة المدنيين في الرقة التي تعج أحياءها بآلاف السكان النازحين من محافظات أخرى، لا سيما إدلب ودير الزور ومناطق رأس العين وتل أبيض.
وقال حسام الناشف، أحد سكان حي الثكنة بمدينة الرقة، “إن تأخر الموافقة الأمنية على استئجاره لمنزل جديد في حي البدو تسبب بإقامته شهر إضافي في المنزل القديم ما اضطره لدفع مبلغ 60 ألف ليرة إضافية”.
ورأى حسام أن ” هذه الإجراءات تهدف إلى التضييق على حرية الأهالي باستثمار أملاكهم، كما تهدف إلى إعادة إحياء فكرة الدولة الأمنية، مثلما كان عليه الحال في عهد النظام عبر ربط جوانب الحياة اليومية للسكان بالأفرع الأمنية وموافقتها.
من جانبه، ذكر مصدر من الأسايش لراديو الكل، إن اللجنة الأمنية المختصة بالعقارات اتخذت هذا القرار من أجل معرفة عدد المنازل التي يسكنها مستأجرون، ومعرفة ماهيتهم وخلفياتهم الأمنية.”
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته “أن اللجنة الأمنية تعمل على إرسال دوريات إلى مخاتير الأحياء المسؤولين عن الإبلاغ عن أي عملية استئجار تحدث، كما تتفحص تلك الدوريات عقود الإيجار، وتسجل بيانات كل من يسكن في تلك المنازل”.
لكن توفيق نعنوع، وهو من سكان حي صلاح الدين في مدينة حلب، ويعمل موظفاً في إحدى الدوائر الحكومية، أكد أنه ما من داعٍ للإجراءات الجديدة التي فرضتها الأجهزة الأمنية، وقال إنه “حتى أثناء الحرب الدائرة سابقاً في أحياء المدينة، لم تتّخذ هذه الإجراءات للحفاظ على الأمن”.
وأضاف أنّ “اشتراط أخذ الموافقة يبدو بهدف الحصول على رشى ومبالغ مالية، وليس للضرورات الأمنية، والدليل على ذلك أن الموافقة النظامية تستغرق وقتاً للحصول عليها، لكن بالإمكان الحصول عليها في اليوم ذاته مقابل رشوة مالية لعناصر الأفرع “.
