الائتلاف يتهم السلطات اليونانية باتباع إجراءات عقابية بحق اللاجئين

الائتلاف الوطني: الحكومة اليونانية تسيئ معاملة اللاجئين العرب والسوريين خاصة

اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية السلطات اليونانية باتباع إجراءات عقابية بحق اللاجئين، مؤكداً أن اللاجئين السوريين يعيشون أوضاعاً مأساوية في المخيمات اليونانية.

وقال المسؤول في دائرة شؤون اللاجئين بالائتلاف، والمكلف بملف اللاجئين السوريين باليونان، عدنان رحمون، في حديث لوكالة الأناضول، اليوم الأربعاء 23 من أيلول، إنه تم تشكيل مجموعة للتواصل داخل المخيمات اليونانية، وقد أكدت بدورها سوء معاملة الحكومة اليونانية مع اللاجئين العرب والسوريين خاصة.

وأوضح رحمون أن المضايقات تشمل ممارسات عنصرية ضد اللاجئين وأعمال تجريف لأماكن إقامتهم، وتقديم أغذية فاسدة ومنتهية الصلاحية.

وأضاف أن أثينا تنتهج “سياسة لجوء مشددة تتمثل بوضع عراقيل أمامهم والتخطيط لبناء مراكز كبيرة لاحتجاز اللاجئين لفترة طويلة ريثما تتمكن من ترحيلهم”.

وحذر رحمون من مأساوية الوضع الإنساني في المخيمات اليونانية “بشهادة العالم وأعضاء من البرلمان الأوروبي، ووزير ألماني (لم يذكر اسمه)”.

ووفق إحصاءات أممية، وصل 35 ألفا و800 لاجئ الجزر اليونانية بحراً، إضافة إلى 9 آلاف و700 آخرين جاؤوا عبر البوابة الحدودية، فيما يقدر عدد الأطفال بـ 14 ألف طفل.

ولفت رحمون، إلى أن نسبة السوريين اللاجئين بين هؤلاء تصل 7 في المئة، بواقع 3 آلاف و500 لاجئ، ونسبة الأطفال أكثر من الثلث، ومعظمهم قُصر جاؤوا دون ذويهم.

وأضاف أن “كل لاجئ عربي أو سوري تشعر السلطات اليونانية أن لديه تعاطفاً مع تركيا أو يتكلم لغتها، تكون له معاملة مختلفة عن بقية اللاجئين”.

وأكد رحمون توثيق اعتداءات سلطات أثينا على الدفعة الأخيرة في شباط الماضي، من طالبي اللجوء إذ استهدفت عدداً منهم في المنطقة الحدودية الفاصلة مع تركيا، بخراطيم المياه وقنابل الغاز والرصاص المطاطي، والحي أحياناً.

ولفت إلى “دعوات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي ضد اللاجئين، أخذت صدى داخل المجتمع اليوناني، وإزاء ذلك قام الائتلاف بحملة مضادة مع المنظمات الإنسانية والحقوقية، وتم التخفيف من وتيرة الهجمة العنصرية”.

وأشار إلى أن عملية تجريف خيام اللاجئين بعد اندلاع الحريق في مخيم “موريا”، مؤخراً “أشرف عليها مسؤولون في الحكومة، وهي موثقة بالصور”، موضحاً أنهم اضطروا إلى إقامة خيام أخرى بتكلفة تتراوح بين 400 و500 يورو.

وأكد رحمون أن اللاجئين السوريين باليونان “بحاجة إلى كل شيء على مستوى التعليم والصحة والعناية الطبية والاحتياجات المعيشية”.

وأكد أنه “تم إرسال عدة مذكرات للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومفوضية شؤون اللاجئين من قبل الائتلاف في هذا الشأن”، لافتاً إلى محاولة التواصل مع الحكومة اليونانية.

واستدرك: “لا توجد استجابة أو ربما رغبة في التواصل من الجانب اليوناني. حاولنا ذلك مع أكثر من مسؤول دون فائدة”.

ولفت إلى انسحاب معظم المنظمات الإغاثية والإنسانية من العمل في الجزر اليونانية، خلال الفترة الأخيرة التي شهدت انتشار جائحة كورونا.

وانتقد السياسات الأوروبية إزاء التعامل مع اللاجئين، خاصة أن أكثر من دولة أعلنت استعدادها لاستقبال اللاجئين الأطفال من دون ذويهم، لكن ذلك تعطل بسبب توقف حركة الطيران جراء كورونا.

وسبق أن اتهمت منظمات أممية وحقوقة وتقارير إعلامية اليونان بارتكاب انتهاكات ضد المهاجرين على أراضيها.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في آب الماضي أن اليونان طردت أكثر من ألف مهاجر من الجزر اليونانية إلى أطراف مياهها الإقليمية وتركتهم ليلاقوا مصيرهم في بحر ايجة.

وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 22 من آب، أنه ثمة تقارير وشهادات تفيد أن أشخاصاً تُركوا في عرض البحر في بحر إيجه بدون أن يقوم خفر السواحل اليوناني بإنقاذهم.

كما وثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تموز الماضي، اعتقال السلطات اليونانية مهاجرين يعيشون بشكل قانوني في اليونان وطردهم سراً.

وفرّ مئات الآلاف من السوريين نحو أوروبا بطرق غير شرعية على مدى السنوات السابقة جراء الحرب التي أطلقها نظام الأسد وحلفاؤه ضد السوريين.

وعادة ما يحاول المهاجرون من دول مثل سوريا وأفغانستان، التسلل براً أو بحراً نحو اليونان ومن ثم الانتقال عبر دول أوروبا الشرقية وصولاً إلى غرب القارة.

وتفرض القوات اليونانية تدابير وإجراءات أمنية صارمة في المنطقة الحدودية مع تركيا لمنع أي حالات تسلل للمهاجرين.

وفي 18 من حزيران، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.

وقالت المفوضية في تقرير سنوي أصدرته أن ما يقرب من سدس الأشخاص المهجرين قسراً حول العالم هم سوريون، مضيفة أن اللاجئين السوريين الذين اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة يعانون من صدمة النزوح المطول.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قال في آذار الماضي، إن الصراع في سوريا خلّف أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري، فضلاً عن أكثر من 6 ملايين نازح داخل سوريا.

راديو الكل – الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى