“أنقذوا الأطفال”: 700 ألف طفل إضافي في سوريا باتوا يواجهون الجوع

أكدت منظمة “أنقذوا الأطفال” أن 700 ألف طفل إضافي في سوري باتوا يواجهون الجوع بسبب الاقتصاد المتضرر بشدة، ويرجع ذلك جزئيا إلى تأثير قيود فيروس كورونا.

وقالت المنظمة في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، 29 من أيلول، إنه خلال الأشهر الستة الماضية ارتفع العدد الإجمالي للأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد إلى أكثر من 4.6 مليون.

وأضافت أنه بعد ما يقرب من عشر سنوات من الصراع والنزوح، يعاني عدد غير مسبوق من الأطفال في سوريا من ارتفاع معدلات سوء التغذية.

وأكدت أن قيود فيروس كورونا وسنوات العنف إضافة إلى فقدان الوظائف الجماعي للملايين أدت مجتمعة إلى تدمير سبل عيش الناس.

كما ساهم انخفاض قيمة العملة وانخفاض تدفق السلع في تفاقم الوضع ودفع بأسعار المواد الغذائية إلى الصعود باستمرار.

وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، فإن سلة الغذاء التي يمكن أن تطعم أسرة تكلف الآن أكثر من 23 ضعف من متوسط ما كان عليه الحال قبل الأزمة.

وأشارت إلى أنه تم تأكيد 5،480 حالة إصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء سوريا حتى الآن، مرجحة أن تكون تلك الأرقام مجرد قمة رأس جبل الجليد.

وتضمن التقرير إفادات أطفال وأهالي في سوريا تحدثوا للمنظمة عن سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وقالت فتاة تدعى فاتن تبلغ من العمر 10 سنوات وتعيش في مخيم للنازحين شمال غرب سوريا: “لا نأكل دائما في المساء لأنه لا يوجد خبز، احيانا اشعر بالجوع ظهرا او بعد الظهر، لكن لا يمكنني أبداً العثور على خبز لأكله، وتضيف فاتن “عندما كنا في المنزل كنا نستطيع أن نأكل ما نريد، ولكن هنا، الطعام مختلف عما كان عليه في المنزل … ولا يمكننا تأمين المال الكافي لشراء الطعام.”

وأظهر استطلاع حديث أجرته المنظمة أن 65 بالمئة من الأطفال لم يتناولوا تفاحة أو برتقالة أو موزة لمدة 3 أشهر على الأقل، وفي شمال شرق سوريا قال ما يقرب من ربع الأطفال إنهم لم يأكلوا هذه الفاكهة منذ 9 أشهر على الأقل.

قالت نورا البالغة من العمر 10 سنوات: “آخر مرة تناولت فيها الفاكهة كانت منذ أكثر من شهرين. عندما أطلب من والديّ أن يشتروا لنا بعضا منها، يقولون لنا بالكاد يمكننا تحمل تكاليف الطعام “.

أخبر العديد من الأطفال منظمة إنقاذ الطفولة أن كل ما تناولوه خلال الأسابيع الماضية كان الأرز والفاصوليا.

وقالت إحدى الأمهات إنها ادخرت ثلاثة أسابيع لشراء تفاحة واحدة، وقسمتها خمس قطع ووزعتها على أسرتها، في حين قال أحد الأطفال بأنه لم يأكل أي فاكهة أو خضروات طازجة لمدة ستة أشهر مضيفاً أنه تناول ذات مرة حبة واحدة من الخوخ وجدها على الأرض.

قال أب لطفلين يدعى رامي: ” لدي ولدين يبلغ عمر أحدهما ست سنوات بينما يبلغ عمر الأخر شهرين فقط، نموهم توقف كثيرا، عرضت حالتهما على العديد من الأطباء، الذين وصفوا لهما الأدوية لكن حالتهم لم تتحسن، ولا حتى واحد بالمائة، أحيانا يقول الأطباء لنا أنهما يعانيان من سوء التغذية، وأحيانًا شيء آخر … حصلت على جميع أنواع الأدوية … كل نصف شهر أشتري الدواء بحوالي 7 آلاف ليرة سورية”.

وذكر التقرير أن طفل واحد على الأقل من بين كل 8 أطفال في سوريا يعاني من سوء التغذية، ما يعني حالياً أن نحو 500 ألف طفل يواجهون هذه الحالة.

وقالت سونيا كوش، مديرة استجابة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا : إن سوء التغذية مشكلة يتم التغاضي عنها بشكل كبير وتواجه أطفال سوريا

وأضافت أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يواجهون مخاطر لا تعد ولا تحصى على صحتهم ورفاههم، مثل التقزم، الذي يحد من قدرة الأطفال على مقاومة الأمراض، ويزيد من احتمالية القلق والاكتئاب، ويؤدي إلى ضعف الأداء في المدرسة.

وأكدت أن “جيل كامل من الأطفال يواجه خطر الإصابة بسوء التغذية، لأن أسرهم ببساطة لم تعد قادرة على توفير وجبة على المائدة محذرة من أنه مال لم يتم التحرك سيزيد عدد الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى توحيد جهود المبذولة لتحسين توافر الغذاء الآمن والمغذي والقدرة على تحمل تكاليفه.

وحذرت من أنه تم تمويل 11 بالمئة فقط من متطلبات التغذية في جميع أنحاء سوريا، رغم أن تنامي الحاجات في ظل تفشي فيروس كورونا والآثار الاقتصادية للصراع.

كما طالبت منظمة أنقذوا الأطفال بالوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية وإعادة ترخيص المعابر الحدودية، بما في ذلك في باب السلامة شمال حلب لتخفيف المعاناة عن العائلات والأطفال الذين ما زالوا يكافحون في ظل اقتصاد مترد وانتشار للوباء.

وسبق أن أكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في حزيران الماضي أن ما يقارب 12 مليون شخص سوري في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.

وفي 26 من حزيران الماضي قال برنامج الأغذية العالمي إن عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى المواد الغذائية الأساسية في سوريا ارتفع بواقع 1٫4 مليون في غضون الأشهر الستة المنصرمة، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الغذاء بأكثر من 200 بالمئة في أقل من عام بسبب الانهيار الاقتصادي في لبنان المجاور، وإجراءات العزل العام التي فرضتها سوريا لاحتواء مرض كورونا.

وكانت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا،أكجمال ماجتيموفا، أفادت بأن أكثر من 90 بالمئة من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر البالغ دولارين في اليوم رغم تزايد الاحتياجات الإنسانية.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى