التدخل الروسي في سوريا.. خمس سنوات من القتل والتدمير

خمس سنوات مرت و لم تتوقف آلة الحرب الروسية يوماً عن تدمير مدن وبلدات السوريين وإزهاق أرواحهم بشتى أنواع الأسلحة مستغلة التخاذل العربي والدولي.

ومنذ اليوم الأول من تدخلها ألقت روسيا بثقلها العسكري واضعة نصب عينيها هدف تغيير خرائط السيطرة إلى صالح النظام دون أن تلقي بالاً لحياة المدنيين أو حقوقهم في المطالبة بالحرية.

بل على العكس دأبت على معاقبة المناطق الثائرة وتعمدت استهداف الأحياء المدنية كلما فشلت محاولاتها التقدم نحو المناطق المحررة أو خسرت أحد عناصرها على يد الثوار.

ومع كل فشل روسي على خطوط الجبهات كانت الطائرات الحربية تصب نيران حقدها على المدن انتقاماً من الحاضنة الشعبية لفصائل المعارضة لتحول بذلك العديد من المدن والقرى والأحياء السكنية إلى ركام.

كما تعمدت قصف المرافق الحيوية لإخضاع المناطق الثائرة وشل الحياة المدنية داخلها وجعلها غير صالحة للعيش.

ولم تكن الانتهاكات الروسية أمرا طارئاً بل اتخذت طابع السياسية الممنهجة وهو ما تجلى في تعمد استهداف روسيا للمشافي والمرافق الخدمية.

ووثقت تقارير أممية وحقوقية الانتهاكات الروسية ضد السوريين على مدى السنوات الخمس الماضية، وسط استخفاف روسي بتلك التقارير.

ومنذ تدخل القوات الروسية وحتى أيلول الحالي، أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 6859 مدنياً بينهم مئات الأطفال والنساء على يد القوات الروسية، فضلاً عن آلاف الجرحى بفعل الغارات الجوية الروسية التي حولت أحياء سكنية برمتها إلى ركام.

ولم تكتفِ القوات الروسية بقتل المدنيين بل لاحقت الناجين منهم إلى المشافي واستهدفت غارات طائراتها ما لا يقل عن 208 منشآت طبية ما حدى بالأمم المتحدة إلى الاستيضاح من روسيا عن كيفية استخدامها لإحداثيات المشافي التي توفرها آلية الأمم المتحدة لـ”تفادي النزاع”، وهي آلية كان الغرض المفترض منها تحييد المنشآت الطبية في الشمال المحرر عن القصف، غير أن طائرات موسكو استغلت تلك الآلية والإحداثيات لشن غارات على المنشآت الطبية الواحدة تلو الأخرى.

ومع كل قصف كانت الكوادر الطبية تنزف عناصرها إذ أسفرت الهجمات الروسية على المرافق الطبية عن مقتل 69 من الكوادر الصحية العاملة في تلك المنشآت.

ومع غياب أي رادع أخلاقي، طال القصف الروسي عشرات المدارس ولم توفر طائراتها الحربية الأفران والأسواق وأي مرفق عام آخر ينبض في الحياة أو يخدم المدنيين.

وحتى في رحلات النزوح لم يكن المدنيون في مأمن حيث طال القصف الروسي سيارات ومواكب النازحين ولاحقتهم طائراتها إلى مخيمات النزوح في إدلب وحماة وحلب وحتى على الحدود السورية العراقية الأردنية.

وأمام كل هذه الجرائم، لم تجد الأمم المتحدة بداً من توجيه اتهام خجول في آذار الماضي إلى روسيا لدورها في ارتكاب جرائم حرب عبر تنفيذ غارات جوية استهدفت مدنيين في سوريا.

ورغم إعلان روسيا التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار في ذات الشهر إلا أن القوات الروسية لا تزال تستهدف المدنيين وتطلق التهديدات بش عمليات واسعة جديدة قد تدفع بأكثر من 4 ملايين نسمة إلى مصير مجهول.

ومع كل هذا التوحش الروسي وفي ظل التخاذل الدولي يتساءل السوريون متى تشبع موسكو من دماء أبنائهم؟

راديو الكل أجرى مقابلتين مع مديرة قسم الأبحاث بالشبكة السورية لحقوق الانسان، “براء الآغا”، والناشط الإعلامي “أنس أبو عدنان” أحد مهجري ريف حمص الشمالي، تحدثا عن تعمد القوات الروسية استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية.

“براء الآغا”، مديرة قسم الأبحاث بالشبكة السورية لحقوق الانسان
أنس أبو عدنان – ناشط إعلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى