نداء أممي لجمع تمويل للسوريين النازحين واللاجئين

أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان نداءً عالمياً لتمويل أعماله في مساعدة السوريين داخل سوريا ودول الجوار، مع تعاظم أزماتهم الإنسانية وخاصة التدهور الاقتصادي وانتشار فيروس كورونا.

وقال الصندوق، أمس الأربعاء، إنه أطلق نداءً لجمع 131 مليون دولار أمريكي و600 ألف، لتمويل أعماله المتعلقة بالاستجابة الإقليمية إزاء الأزمة السورية، ويشمل هذا برامج عدّة، تستهدف 11 مليون و700 ألف شخص في حاجة إلى المساعدات الإنسانية داخل سوريا، فضلاً عن نحو 5 ملايين و600 ألف لاجئ ولاجئة في كل من تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.

وتشمل الدعوة أيضاً مطالبة بالتمويل العاجل من أجل تلبية الاحتياجات الكبيرة الناشئة عن جائحة كورونا (كوفيد-19)، وهو ما زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية المطولة.

وقال لؤي شبانة، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة الدول العربية: “مع اقتراب الأزمة السورية من عامها العاشر، يستمر الأشخاص في سوريا وفي الدول المضيفة في مواجهة تحديات تتعاظم حدتها بمرور الوقت”.

وأضاف: “أدت الأزمة الاقتصادية المتدهورة بسرعة في سوريا والتداعيات الأوسع للوباء إلى تفاقم الوضع بشكل كبير، مما عرض المزيد من الأرواح للخطر”.

كما أشار شبانة إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعتزم الاستمرار في تقديم هذه الخدمات المنقذة للحياة إلى من يحتاجونها على امتداد المنطقة، بالتركيز على ضمان استمرار قدرة وصول المُحتاجين إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الضرورية، فضلاً عن ضمان توفر خدمات الوقاية والتصدي للمخاطر المتزايدة للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وأكد أنه يتم تكييف برامج المواجهة والتعامل مع الأزمة من أجل تركيز أكبر على الفئات الأكثر استضعافاً من السكان، وللحد من آثار كوفيد-19 السلبية، حيث يستمر صندوق الأمم المتحدة للسكان في التواصل مع السلطات الصحية في مختلف أنحاء المنطقة.

ويأتي النداء الأممي الآن، في وقت تشهد فيه سوريا أزمة اقتصادية خانقة حيث يحارب المواطن السوري في سبيل الحصول على رغيف الخبز، كما يعاني السوريون من أزمة انتشار فيروس كورونا وسط هشاشة القطاع الصحي.

وكانت منظمة الأمم المتحدة أكدت في حزيران الماضي أن أسعار الغذاء ارتفعت في سوريا أكثر من 200%، محذرةً من أزمة غذاء غير مسبوقة في وقتٍ قد يتسارع فيه انتشار فيروس كورونا المستجد.

كما قدر برنامج الأغذية العالمي في نيسان الماضي أن نحو 8 ملايين شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وفي تموز الماضي، جمعت الأمم المتحدة خلال مؤتمر بروكسل الرابع لدعم سوريا، مساعدات بقيمة 7.7 مليار دولار لتمويل عمليات الإغاثة للسوريين داخل البلاد وفي دول الجوار المحيطة، مع التأكيد على أن الحاجة للمساعدات الإنسانية ازدادت بسبب جائحة كورونا.

وفي الفترة السابقة حذرت عدة تقارير من انزلاق سوريا للمجاعة، ففي حزيران الماضي، أكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا أكجمال ماجتيموفا، أن أكثر من 90 بالمئة من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية.

وفي ذات الشهر حذر برنامج الأغذية العالمي على لسان المدير التنفيذي فيه ديفيد بيسلي من انزلاق سوريا إلى المجاعة بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه.

كما أكدت منظمة “أنقذوا الأطفال” في أيلول الماضي أن 700 ألف طفل إضافي في سوريا باتوا يواجهون الجوع بسبب الاقتصاد المتضرر بشدة، ويرجع ذلك جزئيا إلى تأثير قيود فيروس كورونا.

ورغم غزارة التقارير الدولية التي تتحدث الاوضاع الإنسانية في سوريا والتي تعاني منذ 10 سنوات ويلات الحرب، إلا أن الأوضاع فيها تزداد سوءاً حيث تتتالى فيها الأزمات المعيشية على المواد الأساسية من محروقات وخبز ومسكن.

كما تواصل الليرة السورية انحدارها أمام العملات الأجنبية مسجلةً أرقام قياسية لم تبلغها في تاريخها، وترتفع معها الأسعار ويبقى دخل المواطن دون زيادة.

من جهة أخرى يواصل فيروس كورونا المستجد انتشارها في سوريا بشكل مخيف بسبب سوء القطاع الصحي وتدني الخدمات وغياب الخطط الفعالة لمواجهة هذا الفيروس.

سوريا – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى