روباك: لا دولة كردية وهذه هي الأهداف وأوراق الضغط التي نمتلكها في سوريا

السفير الأمريكي السابق الخاص للتحالف الدولي أوضح أن بلاده حددت قبل سنوات 5 أهداف في سوريا

قال السفير الأمريكي السابق الخاص للتحالف الدولي، ويليام روباك، إن الإدارة الأمريكية الجديدة ليست في عجلة من أمرها إزاء تحديد فيما إذا كانت سوريا أولوية أم لا، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تدعم إقامة دولة كردية في شمال شرق سوريا.

وأوضح روباك في تصريحات صحفية للشرق الأوسط، اليوم الأحد، أن بلاده حددت قبل سنوات خمسة أهداف في سوريا هي: أولاً، هزيمة “داعش” ومنع عودته. ثانياً، دعم مسار الأمم المتحدة لتنفيذ القرار الدولي 2254. ثالثاً، إخراج إيران من سوريا. رابعاً، منع نظام الأسد من استعمال أسلحة الدمار الشامل والتخلص من السلاح الكيميائي، وخامساً، الاستجابة للأزمة الإنسانية ورفع المعاناة عن الشعب السوري داخل البلاد وخارجها.

وأضاف أنه من أجل تحقيق هذه الأهداف في سوريا، امتلكت الولايات المتحدة عدداً من “الأوراق والأدوات”، وتشمل: أولاً، الوجود الأميركي العسكري المحدود في شمال شرقي سوريا قرب ثروات النفط والغاز. ثانياً، دعم قوات سوريا الديمقراطية (التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري) وشركاء محليين بعددهم (100 ألف) وعدتهم، حيث يسيطرون على تلك المنطقة الاستراتيجية ومواردها وطرقها. ثالثاً، “العقوبات الاقتصادية ضد النظام”. رابعاً، التحالف الدولي ضد “داعش”، حيث يوفر منصة نفوذ دبلوماسية دولية. خامساً، التأثير عبر الأمم المتحدة الذي سعت الصين وروسيا لمواجهته.

وبالإضافة إلى تلك الأدوات كان هناك ما سمَّاه روباك بـ”أدوات عرقلة”، تشمل: أولاً، “وقف أو تبطيء” جهود التطبيع العربي أو الأوروبي مع نظام الأسد. ثانياً، وقف إعمار سوريا ومنع دول عربية وأوروبية من المشاركة بعمليات إعادة الإعمار قبل تحقيق “الأهداف”.

كما تملك الولايات المتحدة ما سمَّاه بـ “أدوات ضغط”، وتشمل “الغارات الإسرائيلية للضغط على النظام إضافة إلى الوجود التركي في شمال غربي سوريا لمنع سيطرة النظام عليها”، لكنه استدرك بالقول إن “ما فعلته تركيا بين رأس العين وتل أبيض شرق الفرات، يطرح سؤالاً: هل الوجود التركي أداة ضغط أميركية أم لا؟”.

وقال روباك، إنه في ضوء تحديد هذه “الأهداف” و”الأدوات”، فإن فريق الرئيس بايدن يقوم بمراجعة السياسة للإجابة عن أمور محددة وهي: “هل سوريا أولوية للإدارة؟ هل أهدافنا لا تزال نفسها؟ هل لدينا أدوات لتحقيق الأهداف؟ ما هي التكلفة الإنسانية للسوريين إذا حافظنا على السياسة أو غيرناها؟”. يضاف إلى ذلك، “ما هي المحددات القانونية في أميركا باعتبار أن “قانون قيصر” الذي يفرض عقوبات لا ترفع إلا بشروط معينة، وقد صدر من الكونغرس بموافقة الحزبين، الديمقراطي والجمهوري”.

وتابع: “ليست هناك عجلة في الإجابة عن الأسئلة. فريق بايدن، لديه الوقت الكافي للوصول إلى سياسة والإجابة عن الأسئلة”. وإلى حين ذلك، قد تتجه الأمور إلى “الإبقاء على الوضع الراهن” عبر توفير الدعم لقوات سوريا الديمقراطية مع إجراء بعض التغييرات.

وأكد روباك الذي عمل مبعوثاً للإدارة الأميركية إلى شمال شرقي سوريا بين 2018 و2020 أن بلاده لا تدعم مشروع دولة كردية في شمال شرق سوريا وقال: “ما قلناه وفعلناه وعلاقتنا مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، كان واضحاً: أننا لا ندعم قيام دولة كردية هناك ولا نعتقد أن قيامها سيكون مقاربة بناءة. التحالف جاء لهزيمة داعش، وقسد تقوم بذلك بكفاءة. قدمنا بعض المساعدات لدعم حياة السوريين هناك، وساعدنا المجالس المحلية التابعة للإدارة الذاتية لتحسين عملها، وقدمنا مساعدات لتعزيز دور قسد ضد داعش، وليس للسيطرة على شمال شرقي سوريا”.

وأضاف: “إن نصائحنا لقسد دائماً كانت: استمرار العلاقة مع أميركا والتحالف في الحرب ضد داعش وتوفير الأمن شمال شرقي سوريا وإجراءات بناء ثقة وعدم القيام بأي استفزاز لتركيا، مثل بناء دولة أو استعمال آيديولوجية معينة أو رموز أوجلانية”، في إشارة إلى زعيم “حزب العمال الكردستاني”، عبد الله أوجلان.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أكد الأربعاء الماضي أن الإدارة الجديدة ستجدد المساعي نحو تحقيق تسوية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، مضيفاً أن التسوية المنشودة لا بد لها أن تعالج الأسباب الرئيسة التي أدت للصراع.

كما أشار إلى أن “الإدارة الأميركية ستستخدم الأدوات المتوفرة لها بما فيها الضغط الاقتصادي للدفع نحو إصلاح جدي والمحاسبة ومتابعة الأمم المتحدة دورها في التفاوض على تسوية سياسية بما يتوافق مع القرار الأممي 2254”.

سوريا – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى