بعد تصريحات بلينكن ..هل بات الجولان المحتل ورقة تفاوضية في الملف النووي الإيراني

محللون : معالجة ملف إيران لا ينفصل عن ملف وجودها في سوريا ووجود نظام الأسد

 لم تبد اسرائيل قبولا كاملا بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن التي تحدث فيها بأن اعتراف بلاده بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل ليس نهائيا وهو استند بالأساس من الإلتزام بأمن اسرائيل الذي يتهددها وجود إيران وميليشياتها في سوريا وبقاء نظام بشار الأسد في الحكم .

وأكدت مصادر رسمية اسرائيلية أنه بمعزل عن أي سيناريو مستقبلي في اشارة الى المفاوضات الأمريكية الإيرانية المحتملة حول الملف الإيراني .. فإن الجولان سيبقى تحت السيادة  الإسرائيلية ، بينما ذكرت مصادر حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتانياهو أن أي صفقة قادمة بين الولايات المتحدة وإيران تعرض وجود دولة إسرائيل وأمنها للخطر.

بعيد تصريحات الوزير الأمريكي سارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى التأكيد بأن الجولان سيبقى اسرائيليا في حين أكد مسؤول كبير في مكتب نتانياهو أن “موقف إسرائيل واضح” وهو أن مرتفعات “الجولان ستبقى إسرائيلية بغض النظر عن أي سيناريو مستقبلي محتمل”.

وكان بيلنكن أعلن في مقابلة مع شبكة سي إن إن في أول تصريح له حول سوريا أن الجولان في الوقت الحالي، مهم لأمن إسرائيل وفي هذا الصدد “إذا ما نحينا جانبا، الجوانب القانونية ، فمن الناحية العملية ، فإن الجولان مهم جدا لأمن إسرائيل”.

وأضاف  “طالما أن (الرئيس السوري بشار) الأسد في السلطة في سوريا، وطالما أن إيران موجودة في سوريا، فإن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ونظام الأسد نفسه، كل هذه تشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا لإسرائيل، ومن الناحية العملية، أعتقد إن السيطرة على الجولان في هذا الوضع تظل ذات أهمية حقيقية لأمن إسرائيل”.

وقالت المستشارة المتخصصة في الشؤون الأميركية مرح البقاعي أنه من خلال هذا التصريح نستطيع أن نؤكد أن نظام الأسد الأب والابن هو خير ضامن للمنطقة الحدودية مع اسرائيل التي لم يطلق منها رصاصة ضد اسرائيل منذ خمسين عاما ، مضيفة أنه إذا أرادت الولايات المتحدة معالجة الملف الإيراني فهو لا ينفصل عن ملف وجودها في سوريا ووجود نظام الأسد الداعم لها ..

واستبعدت البقاعي أن تعترف الادارة الأمريكية بالانتخابات التي يحضر النظام لإجراءها بعد بضعة أشهر وقالت لو فكر الأمريكيون بذلك  فإننا كجالية سوريا نعمل بشكل مستمر على شرح حقيقة الاوضاع المتعلقة بالقضية  السورية العادلة وطموح الشعب السوري بدولة مدنية ديمقراطية يكون القانون هو السقف الأعلى فيها.

ومن جانبه عبر حازم الغبرة رئيس مجموعة فرونتيرز الاستشارية في واشنطن والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية عن اعتقاده بعدم حدوث تغيرات في سياسة الإدارة  الجديدة إزاء بشار الأسد أو الوجود الإيراني في سوريا أو الروسي .

وبدا العامل الإيراني حاضرا بقوة في تصريح الوزير الأمريكي حول الجولان ما يجعله ورقة تفاوضية بيد كل من إيران والغرب حول الاتفاق النووي ما أعاد إلى الأذهان المفاوضات السابقة التي جرت في عهد الرئيس باراك أوباما وتسربت أنباء صحفية وتقارير غربية حينها بأن الولايات المتحدة غضت النظر عن تدخل ايران في سوريا مقابل انجاح التوصل الى الإتفاق   

ورأى المحلل السياسي درويش خليفة أن العديد من الملفات ومن بينها الموضوع الإيراني الأمريكي تصفى على حساب القضية السورية ، مشيرا إلى أن ايران موجودة في سوريا ليس لمحاربة اسرائيل بل للحفاظ على بقاء نظام بشار الأسد وعلى ومصالحها .

وسبق أن قال مستشارون لبايدن إنه لن يسحب اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان إلا أنه من  اللافت ربط استمرار اعتراف الولايات المتحدة بسيادة اسرائيل على الجولان ببقاء بشار الأسد في الحكم في وقت لم تتحدث فيه الإدارة  الأمريكية الجديدة والسابقة عن عدم شرعيته .

ولم يصدر رد فعل رسمي من جانب النظام على تصريحات بلينكن كذلك لم يتخذ مباشرة موقفا في وقت سابق إزاء إعلان ترامب سيادة اسرائيل على الجولان واكتفى بداية بوضع صورة لجندي على صفحة رئاسة الجمهورية كتب تحتها الحق لا يموت ما عد أول موقف إزاء تلك  التصريحات ، لكنه عاد بعد عدة أسابيع عبر مندوبه في الأمم المتحدة بشار الجعفري ليدلي بتصريحات تؤكد أن الجولان سوري باعتراف الأمم المتحدة ولن تغير التصريحات من هذه الحقيقة .

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى