نظام الأسد يلتزم الصمت إزاء تصريحات بلينكن حول الجولان وإعلامه يحرف تصريحات الوزير الأمريكي

محللون : النظام قد يستفيد من التصريحات الأمريكية لتسويق " ممانعته " وإعادة تدويرها

لم يصدر أي تصريح من أي مسؤول في نظام الأسد حول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي التي أدلى بها لشبكة سي إن إن وتحدث فيها عن الجولان السوري المحتل والوجود الإيراني في سوريا ، كذلك خلت وسائل إعلامه الرسمية من الإشارة الى تلك التصريحات إلا أن صحيفة الوطن القريبة من النظام نشرت خبرا مقتضبا قالت فيه : إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو انتفض على تصريحات بلينكن التي رفض فيها الاعتراف بسيادة الكيان على الجولان السوري المحتل .

وكان بلينكن قال للشبكة الأمريكية  “إذا ما نحينا جانبا، الجوانب القانونية ، فمن الناحية العملية ، فإن الجولان مهم جدا لأمن إسرائيل” مضيفا : “طالما أن الأسد في السلطة في سوريا، وطالما أن إيران موجودة في سوريا، فإن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ونظام الأسد نفسه، كل هذه تشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا لإسرائيل، ومن الناحية العملية، أعتقد إن السيطرة على الجولان في هذا الوضع تظل ذات أهمية حقيقية لأمن إسرائيل”.

وركزت معظم وسائل الإعلام العربية والدولية على أن بلينكن امتنع عن الرد بشكل مباشر على سؤال لشبكة سي إن إن فيما إذا كانت الإدراة الأمريكية الجديدة ستواصل اعتبار الجولان جزءا من اسرائيل ، إذ ترك  الباب مواربا إذا ما تمت مقارنته أمام وضوح الموقف الأمريكي السابق والصريح بأن الجولان هو جزء من أرض اسرائيل 

ورأى المحلل السياسي سامر خليوي أن التصريحات الأمريكية هي مناورات من أجل ملفات أخرى  ولا علاقة لها  بالجولان وقد نشهد تنازلات في سوريا مقابل تقدم في الملف النووي الإيراني مشيرا إلى أن لادارة الامريكية لو أرادت الحل في سوريا ممكن فقط أن تهدد بشار الأسد بشكل عملي بالالتزام بالعملية السياسية

وقال خليوي إن مايهم بشار الأسد هو البقاء في الحكم وقد يوظف التصريحات من أجل التسويق لنفسه بأنه لا يزال ضد اسرائيل إضافة الى أن اسرائيل ستتمسك به حتى لا تذهب الجولان بحسب تصريح وزير الخارجية الأمريكي

ومن جانبه قال المحلل السياسي محمود عثمان إن إدارة بايدن ترسل إشارات ليست نهائية وهي بأن الجولان خارج التفاوض ومن جانبه نظام الأسد يحاول منذ مدة ارسال رسائل يريد من خلالها الحصول على شرعية من اسرائيل ولكن لا أحد يعول على تصريحاته لأنه فاقد للشرعية وللمصداقية ولمبررات وجوده 

وقال عثمان إن إيران تريد تعزيز وجودها قرب الحدود لكي تربح أوراق لتفاوض الأمريكيين من منطلق قوي ولكن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تسمحا لها بل تعملان على استنزافها إذ أنها بعد أن ترسل الأسلحة والمعدات تقوم إسرائيل بتدميرها بساعات

ويرى محللون ومن بينهم حازم الغبرا – رئيس مجموعة فرونتيرز الاستشارية في واشنطن ومستشار ‏سابق في وزارة الخارجية الأمريكية أن لا شيئ سيتغير في موقف الادارة الأمريكية الجديدة إزاء الملفات السورية ..

ولم  تعد تتحدث الولايات عن عدم شرعية نظام الأسد الذي فرضت عليه قانون قيصر لعدة أهداف من بينها الالتزام بالحل السياسي ، وسحب الميليشيات الايرانية من سوريا في حين أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قبل أيام أن إدارة الرئيس جو بايدن “لن تتهاون في تطبيق قانون قيصر” المفروض ضد نظام الأسد .

ونقل عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة الرئيس جو بايدن ستجدد جهودها للترويج لتسوية سياسية في سوريا، بهدف إنهاء “الحرب”، بالتشاور مع حلفاء واشنطن وشركائها في الأمم المتحدة وأنها لن تسحق قواتها من شرق الفرات ومنطقة التنف في مدة قريبة .

ولم يتخذ المجتمع الدولي والقوى الكبرى خصوصا مواقف حاسمة إزاء النظام طيلة السنوات الماضية في حين وبعيد اندلاع الثورة السورية سارع النظام عبر رامي مخلوف إلى الحديث حينها بأن أمن سوريا من أمن اسرائيل ما عد رسالة الى المجتمع الدولي كي يدعمه في قمع الاحتجاجات السلمية .

وبنظر معارضين فإن نظام الأسد لا يعبأ بالجولان وقد يكون ثمنا دفعه لاسرائيل مقابل صمتها عن التطورات في سوريا خلال السنوات الماضية وموافقتها على بقائه في الحكم ، في حين أنه عمل منذ احتلال الجولان على ابقاء الجبهة مع اسرائيل باردة وحمى من خلال ذلك الحدود معها ، في حين أن مسار اللا حرب واللاسلم الذي اتبعه وتحت شعار وجود عدو خارجي أرهق البلاد باستنزاف اقتصادها ومواردها وقمع أي حراك شعبي بحجة وجود عدو خارجي وكل شيئ للمعركة التي لم تحدث طيلة خمسين عاما .

وكانت اسرائيل تعهدت إسرائيل خلال مفاوضات السلام من خلال ماعُرف( بوديعة رابين ) خلال مفاوضات السلام بإعادة الجولان ، إلَّا أنَّ الأسد الأب رفض ذلك والهدف هو أنَّ استمرار احتلال إسرائيل للجولان ، يعدُّ أحد مبررات استمرارِ بقاء النظام لجهة مواصلة تعبئة السوريين تحت حكمه ، وقمع المعارضة بحجة العدو الخارجي .

راديو الكل ـ تقرير   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى