البيان الختامي لأستانة 15 يخلو من تثبيت دائم لوقف إطلاق النار في إدلب ومن تحديد سقف زمني لعمل اللجنة الدستورية

محللون : الإتفاق على استمرار التهدئة يتعلق بمصالح الضامنين ، واللجنة الدستورية في مهب التعطيل

خلا البيان الذي أصدرته الدول الضامنة في ختام مفاوضات جولة أستانة الـ 15 من الحديث عن تثبيت دائم لوقف إطلاق النار في إدلب إلا أن مصادر المعارضة أكدت لراديو الكل بأنه تم الإتفاق على التهدئة في المنطقة والوصول إلى مرحلة نموذجية في وقف إطلاق النار ، كذلك لم يتحدث البيان عن آلية لدعم عمل لجنة صياغة الدستور ، لكن بدا لافتا إشارته إلى أن عمل اللجنة ينبغي أن يُنفذ دون جداول زمنية مفروضة من الخارج .

وأكدت الدول الضامنة في البيان الختامي الذي تلاه المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف أنها استعرضت بالتفصيل الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وأكدت وجوب تنفيذ جميع الاتفاقات المتعلقة من أجل الحفاظ على السلام على الأرض”.

ولا يرى المحلل السياسي حسن النيفي جديدا بخصوص الحديث  عن استمرار التهدئة الذي يخضع بالأساس للمصالح المشتركة للدول الضامنة ويقول النيفي : ”  منذ إبرام اتفاق سوتشي الخاص بإدلب في أيلول العام 2018  ثم اتفاق آذار الماضي ، لم يتوقف الروس والنظام عن خرق وقف إطلاق النار مشيرا إلى أن السيطرة على إدلب هو هدف استراتيجي للنظام .

ورأى المحلل  السياسي طه عودة أوغلو أن أستانة الـ 15 لم تحقق الكثير للسوريين وهذا المسار هو عسكري بالأساس وهناك ملفات أخرى كملف المعتقلين ، والنظام ما يزال على مواقفه فيما المعارضة تتراجع وتغيرات مستمرة .

وقال أيمن العاسمي المتحدث باسم وفد المعارضة بأنه تم الإتفاق على تهدئة المنطقة والوصول إلى مرحلة نموذجية في وقف إطلاق  النار

وكان العاسمي وصف الجولة الـ 15 بأنها الفرصة الأخيرة من أجل الدفع بعمل اللجنة الدستورية وقال إن فشلها سينعكس على ملفات أخرى ومن بينها الوضع في إدلب مشيرا إلى أن روسيا والنظام يعملان على تمييع مناقشة عمل لجنة صياغة الدستور من خلال إقحام ملفات أخرى من بينها الوضع الإنساني في سوريا في ظل جائحة كورونا .

وفيما يتعلق باللجنة الدستورية أكدت الدول الضامنة أهمية إحراز تقدم في عمل اللجنة لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن عمل اللجنة ينبغي أن يُنفذ دون تدخل خارجي وجداول زمنية مفروضة من الخارج من أجل تحقيق توافق عام في الآراء بين أعضائها”.

وانتقد حسن النيفي عدم وجود سقف زمني لعمل اللجنة  الدستورية كما كانت تطالب المعارضة ، وهو مايعطي النظام أفقا غير محدود للمماطلة وكسب الوقت ورأي المعارضة لا يؤخذ به إنما الأمر يتعلق بموقف الضامنين والمصالح المتبادلة فيما بينها

ومن جانبه قال طه عودة أوغلو إن إشارة البيان الختامي إلى عدم وجود جدول زمني لعمل لجنة صياغة الدستور يخدم النظام بشكل رئيس إذ أن مفاوضات أستانة تأتي قبل نحو شهرين من موعد الإنتخابات الرئاسية ، والخاسر هو المعارضة ليس فقط في هذه الجولة بل في جميع الجولات السابقة

ومن جانبه أكد رئيس وفد  المعارضة أحمد طعمة في مؤتمر صحفي بعد انتهاء جولة المفاوضات الحالية رفض المعارضة إجراء انتخابات رئاسية قبل الإتفاق على دستور جديد للبلاد  .

وقال طعمه ردا على سؤال حول البند الذي ورد في البيان الختامي والمتعلق بمحاربة الإرهاب إن المعارضة تقف ضد جميع  المنظمات التي صنفتها الأمم المتحدة إرهابية

ويبقى اتفاق التهدئة الذي أقرته هذه الجولة أمام امتحان إلى حين موعد عقد الجولة الـ17 من مفاوضات أستانة في مدينة نور سلطان عاصمة دولة كازخستان منتصف العام الجاري ، كما أن  اللجنة الدستورية التي لم يحدد موعدا لعقد جولتها التالية تنتظر ترجمة التحذيرات التي أطلقها المبعوث الأممي غير بيدرسون من أن خطوات أخرى وأفكارا مختلفة ستتخذ إذا ما استمر عمل اللجنة بنفس النهج السابق ملمحا بذلك إلى مواقف الدول الغربية والولايات المتحدة بشكل خاص .

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى