لماذا بدأ النظام ومن خلفه إيران الترويج لانفراج في أزمة الخبز والوقود

محللون: النظام وضع الأهالي تحت سقف البقاء على قيد الحياة ولن ينتفضوا ضد النظام فالجوع لا يصنع ثورة..

بدأ نظام الأسد بالإفراج عن القمح، مع اقتراب إطلاقه حملته الانتخابية بدعم من إيران وتنسيق معها وذلك بعد أن شهدت الأشهر القليلة الماضية تدهورا غير مسبوق في الأوضاع المعيشية للأهالي، سرت على إثرها تكهنات باقتراب النظام من حافة الهاوية.

حديث النظام بأن الخبز وهي المادة الغذائية الأساسية في البلاد ستكون متوفرة خلال أسبوع بعد وصول كميات كبيرة من القمح لم يعلن عن مصدرها؛ جاء بعد ساعات من إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ومن وزارة إعلام النظام في دمشق، بأن إيران ستزود النظام بالقمح والوقود.

وبرزت في الآونة الأخيرة أحاديث لعدد من موالي النظام ومن بينهم فنانون من أمثال هدى شعراوي عن مشهد البلاد في ظل الأوضاع المعيشية المأساوية، إذ تحدثت لراديو فيوز التابع للنظام بأنها رأت بأم عينها أحد الآباء يبيع ابنه من من أجل إطعام إخوته الآخرين، واصفة الوضع في البلاد بأنه لم يسبق له مثيل، إلا أنها حملت التجار مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، مستنجدة برأس النظام كي ينقذ الأهالي..

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبدالله زيزان لراديو الكل إن أتباع بشار الأسد ومن بينهم الفنانون من أمثال هدى شعراوي وغيرها الذين لم يذوقوا طعم الحرية، ولا يعرفون ما هي الحقوق الأساسية للإنسان، من الطبيعي أن يستنجدوا ببشار الأسد لتخليصهم، علما بأنه المتسبب بالوضع الكارثي للأهالي، مشيرا إلى أن حديث هؤلاء الفنانين وغيرهم عن الجوع هو لعبة استخباراتية هدفها تنفيس الاحتقان..

ورأى الدكتور طلال المصطفى الأكاديمي والباحث في مركز حرمون للدراسات أن سياسة تجويع السوريين ممنهجة من النظام، حتى لا يتحدثوا بالحرية أو السيادة أو بيع البلاد إلى روسيا وإيران، مشيرا إلى أن النظام يقوم بتجويع الأهالي لكي يمضوا حياتهم يبحثون عن الخبز والغاز وغيره،

وعزا الدكتور المصطفى عدم قيام الأهالي بالنتفاض إلى القتل والجرائم التي ارتكبها النظام وإلى إرهاب الأهالي وتخويفهم بالإاعتقال، لافت إلى أن الاإنتفاضة هي أكبر من الجياع، فالثورة الحقيقية تقوم من أجل الكرامة وليس من أجل الجوع..

وقال الدكتور المصطفى إن الاقتصاد السوري يتحكم به ثلاثة أشخاص فقط هم بشار وماهر الأسد وأسماء الأخرس وباقي التجار هم مجرد تابعين صغار، وبالتالي فإن الأزمة يتحملها هؤلاء الثلاثة الذين يبيعون البلاد وثرواتها لروسيا وإيران،

حديث أتباع النظام عن الأزمة المعيشية وعدم تحميل المسؤولية لبشار الأسد يأتي عشية بدء النظام بمرحلة الإعداد للحملة الانتخابية الرئاسية، من خلال إعلان المدير العام للمؤسسة السورية للمخابز زياد هزاع انتهاء أزمة الخبز مع بدء وصل التوريدات من القمح بشكلٍ كبير جدًا، في حين جاء كلام هزاع بعد ساعات من تصريح للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده من وزارة الإعلام في دمشق هذه المرة وليس من طهران بأن إيران ستوفر القمح لسوريا بحسب مانقلت عنه وسائل إعلام النظام .

ويرى عبد الله زيزان أن إعلان النظام وإيران قرب انفراج الأزمة الآن هدفه إعطاء السوريين نوعا من الراحة بعد طول عناء، بأن حياتهم ستكون أفضل وسيتمكنون من الحصول على الخبز والمحروقات بيسر أكثر من السابق وذلك قبيل الانتخابات..

ومن جانبه استبعد طاهر الأحوازي عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية أن يكون باستطاعة النظام الإيراني مساعدة السوريين في وقت تعيش فيه إيران أزمة خانقة، وقال إن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تندرج في إطار الدعاية قبيل انتخابات الرئاسة في سوريا فالنظامان متهالكان سواء في سوريا أو إيران
وقال إن الأزمة الإاقتصادية في إيران لن تحل بالإفراج عن بعض المليارات المجمدة من ديونها في دول مختلفة وإيران لم تستطع حتى الآن تأمين الأغذية والأدوية للشعوب الإيرانية التي تنتفض في عدة مدن الآن ضد النظام.

وتظهر من خلال تصريحات النظام أنه أراد طمأنة الأهالي ضمن إطار وضع مطالبهم تحت سقف الأمل في الحصول على الخبز والمحروقات للتدفئة، وبالمختصر السعي للبقاء على قيد الحياة لكي لكي لا تتكرر ثورة الكرامة، إذ سرت أنباء بأن النظام تعمد تخزين القمح وحجبه عن الناس وكذلك المحروقات لكي يفاقم أزمتهم المعيشية ليعود ويبدأ بالإفراج عن المخزون شيئا فشيئا، بعد أن تكون الأزمة وصلت إلى حافة المجاعة، وهنا تتم المقارنة بين مرحلة حجب المواد الغذائية ومرحلة تسريبها للناس؛ لكي يستثمر ذلك في حملة انتخابات الرئاسية.

الماكينة الإعلامية للنظام ومن خلفها إيران بدأت حركتها على مايبدو بتسارع وأمامها هدف وحيد هو التحضير للانتخابات، لكن هل ينجح توفير الخبز بحشد الأهالي خلف رئيس أوصلهم إلى بيع أعز مايملكون للبقاء على قيد الحياة..

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى