لا مياه في حلب بلا كهرباء.. و الزربة مستهدفة… والمحروقات مفقودة.. والمواطن مستنزف


راديو الكل ـ خاص

“مافي نتيجة كل يوم بيقطعوا الكهرباء والفيجة”… قالها الفنان ياسر العظمة في مرايا العام 1988 ولازالت هذه الأزمات على حالها حتى اليوم مع اطلالة العام 2016 زاد من حدتها الحرب التي أطلت على سوريا بأبشع صورها وقسمتها إلى محررة وغير محررة ومحاصرة، وترتبط أزمة المياه بأخرى كثيرة، ففي كل حلقة من سلسلة وصول المياه معاناة، فلا ماء بلا كهرباء، في حين أن الكهرباء مفقودة، لذا أصبحت المولدات التي تعمل على المحروقات هي البديل، ولكن المحروقات عرضة للفقدان أو لارتفاع الأسعار. وبعد الوصول للمياه يبق المواطن أمام مواجهة الأمراض الناتجة عن تلوثها كما هو الحال في مناطق حلب المحررة كما أفاد مراسلنا هناك.

والمفارقة في الموضوع ان المواطن مضطر لشراء المياه الملوثة بأسعار مرتفعة وصلت سابقا لنحو 6 آلاف ليرة للصهريج لكنها استقرت فيما بعد على ليرة واحد لليتر وبمعدل خمسة الاف للصهريج الذي تستهلكه العائلة في عشرة أيام، ويعزى ارتفاع سعر الصهريج في حلب الى ارتفاع سعر المحروقات المولدة لمحطات الضخ حيث يصل سعر ليتر المازوت الى 200 ليرة لليتر .

ومن العام إلى الخاص ننتقل، فوراء انقطاع الكهرباء سبب وحيد تكرره إدارة الخدمات والمجالس المحليه في حلب، وهو استهداف محطة الزربة، ولا يكاد يمر يوم أو اثنين إلا ونسمع خبر عن استهدافها ثم إصلاحها، إذ يعتبر خط حماة الزربة هو الوحيد المغذي لمدينة حلب منذ أكثر من عامين بعد أن خرجت بقية المحطات فيها عن الخدمة نتيجة المعارك، حيث كانت تتغذى حلب من المحطة الحرارية وخطوط نقل التوتر العالي القادمة من محافظة الرقة، ومحطة زيزون، وخطي توتر من مدينة حماة، وتمت الاستعاضة عنهم جميعاً بخط (حماة الزربة) والذي يستهدف بشكل يومي تقريباً .

ويعتبر استهداف هذه الخط عامل بلاء على مياه حلب ومسبباً رئيسياً في انقطاعها، ما اضطر المؤسسات البديلة عن النظام من مجالس محلية وإدارة الخدمات لضخ المياه بالإعتماد على المولدات الكهربائبة، لكن سوء مادة “الديزل” المستخدم للتشغيل تؤدي إلى أعطال كثيرة في مجموعات التوليد وتوقف ضخ المياه مجدداً .

وزاد من أزمة المياه تعرض محطة ضخ مياه سليمان الحلبي والتي تعتبر من المحطات الرئيسية لضخ المياه في مدينة حلب والمسؤولة عن تغذية 90% من أحياء المدينة للقصف عدة مرات، وهي خارج الخدمة منذ قرابة الشهر، وذكرت إدارة الخدمات أن التأخر في إصلاحها يعود لعدم توفر قطع الصيانة اللازمة وصعوبة تأمينها من دول أخرى .

بالنتيجة، فإن فتح الصنابير لم يعد وسيلة لرؤية المياه في المناطق المحررة بحلب غالباً، وتغيب مظاهر كل شيئ حي مع كل انقطاع لها، فلا استحمام ولا تنظيف ولا شرب .

مسؤول المياه بحلب يؤكد أن مياه المدينة غير صالحة للشرب وتحوي مواد جرثومية وكيميائية

قال مسؤول إدارة المياه في المجلس المحلي لمدينة حلب أنس تامر إن النظام يتعمد قصف محطة الزربة الحرارية التي تغذي مدينة حلب بالكهرباء بين الحين والآخر لقطع المياه عن المناطق المحررة ما تسبب بأضرار كبيرة فيها لدرجة أن الكهرباء منقطعة عن حلب منذ 3 أشهر ما تسبب بتوقف عنفات المياه في محطة سليمان الحلبي، منوهاً بأن المجلس المحلي يسعى لايجاد موارد مالية لتشغيل محطات الضخ على الديزل لكن التكلفة العالية تمنع ذلك حيث إن تشغيل 40 بالمئة منها يكلف 5 برميل ديزل ساعيا .

وأشار إلى أن النظام يتهم الثوار بقطع الكهرباء عن حلب، علماً أنهم ضخ المياه يأتي من محطة سليمان الحلبي، كما إن الشبكة عنكوبتية ومتفرعة بين المناطق المحررة ومناطق النظام ولا يمكن للمعارضة قطع المياه عن مناطق النظام لكن النظام حينما يقطع الكهرباء يمنع المياه كذلك عن مناطق سيطرته وسيطرة المعارضة معاً وفيما يخص أسعار المياه واختلافها بين حي وآخر، قال: يعود اختلاف أسعار صهاريج المياه بين أحياء حلب بقربها أو بعدها عن المناهل، فكلما بعدت عنها ارتفعت التسعيرة علماً أن المجلس المحلي لمدينة حلب يسير 4 صهاريج لنقل مياه مجانية صالحة للشرب من باب النيرب لأحياء مدينة حلب ضمن امكانياته المادية لكنها لا تغطي إلا الجزء اليسير من حاجة السكان، وتتسع ثلاثة من هذه الصهاريج لـ 6 آلاف ليتر كما يتسع الصهريج الرابع لـ 16 الف ليتر تخدم الأحياء بمعدل صهريج لكل حي بمعدل 3 نقلات أسبوعية وتخدم المشافي والمدارس والجوامع لمياه الشرب فقط .

وأكد أن مياه الابار حفرت عشوائيا وهي غير صالحة للشرب وتحوي مواد جرثومية وكيمائية لكن إمكانيات المجلس المالية لا تسمح بتشغيل محطات التنقية ويسعى لحل المشكلة مع المنظمات الداعمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى