بيدرسون: الصراع في سوريا بات دولياً.. ومهمة الحل ليست سهلة

المبعوث الأممي إلى سوريا أكد أن الحل "ما زال ممكناً" إذا كان هناك "انخراط صادق" من قبل القوى الدولية

قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون”، اليوم الإثنين، إن الصراع في سوريا “بات صراعاً دولياً”، مؤكدا أن معظم قضايا حله “ليست في يد السوريين”، مؤكداً أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد في هذا الملف.

جاء ذلك في كلمة للمبعوث الأممي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تليفزيونية، حول تطورات الملف السوري، تتزامن مع الذكرى العاشرة للثورة الشعبية التي انطلقت في 15 آذار 2011.

وأكد المبعوث الأممي في إفادته خلال الجلسة أن “الحل السياسي هو الحل الوحيد” في سوريا، معرباً عن قناعته بأن “الحل ما زال ممكناً إذا كان هناك انخراط صادق من قبل القوى الدولية بغرض إيجاد تسوية سلمية”.

وأضاف بيدرسون: “مر اليوم 10 سنوات على الصراع السوري.. 10 سنوات هي مدة الحربين العالميتين الأولى والثانية، ويؤسفني أننا لم نتمكن من إيجاد نهاية لهذا الصراع حتى الآن”.

وتابع المبعوث الأممي مخاطباً مجلس الأمن: “شهد السوريون في سنوات الصراع العشرة، خمسة جيوش أجنبية وهي تتصارع على بلدهم، ودخل مقاتلون من جميع أنحاء العالم تقريباً للمشاركة في القتال، تعرضت سوريا للدمار بسبب الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والمتفجرات اليدوية وأهوال الأسلحة الكيمائية”.

وأردف: “وتم حرمان هذا الشعب من المساعدات الإنسانية وتجويعه عمداً، وأصبح 9 من بين كل 10 سوريين يعانون الفقر، وثروات بالبلاد لم تعد لها قيمة”.

وحذّر المبعوث الأممي في كلمته من أن “الحرب في سوريا لاتزال مستمرة بشكل يومي، ومن الممكن أن تبدأ عاصفة من النزاع، خاصة وأن هذا العام شهد هجمات جوية وقصف مكثف من كافة الأطراف السورية والأجنبية كما أن جماعات إرهابية لا تزال نشطة”.

ودعا “بيدرسون” الأطراف السورية إلى “ضرورة التحلي بالإرادة السياسية المطلوبة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254″، مؤكداً أن “ذلك لن يتحقق إلا إذا حظيت عملية التسوية بدعم من الدبلوماسية الدولية البناءة، لأن معظم المسائل المرتبطة بهذا النزاع ليست بأيدي السوريين”.

وأقرّ المبعوث الأممي بأن “المهمة ليست سهلة بسبب الريبة الموجودة بين الأطراف السورية والجهات الإقليمية والدولية والانقسامات العميقة”.

وأكمل: “ما نحتاجه اليوم إطلاق حوار أو صيغة دولية جديدة ونحتاج خطوات واضحة وتدريجية تنفذ بشكل متبادل من قبل كل الأطراف”.

وشدّد المبعوث الأممي على اجتماعات اللجنة الدستورية الخاصة بصياغة دستور جديد لسوريا “لا يمكن بمفردها حل هذا النزاع”، وأضاف بهذا الصدد: “لا بد من الإعداد بشكل متأنٍّ لعقد جولة سادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية المصغرة بحيث تكون مفاوضات مختلقة هذه المرة، وأن تكون أساليب عملها واضحة وبتعاون بين الرئيسين المشاركين (أي رئيسي وفدي النظام والمعارضة)”.

ولفت المبعوث الأممي إلى أن “الذين ارتكبوا جرائم حرب في سوريا أفلتوا من العقاب”، وأن “المجتمع الدولي فشل في تخليص السوريين من الحرب”، ودعا إلى “عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي”.

وتتزامن جلسة مجلس الأمن التي انعقدت اليوم حول الملف السوري، مع حلول الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة الشعبية ضد نظام الأسد في آذار 2011، حيث يشهد العالم زخماً من التصريحات الصادرة عن مسؤولي دول غربية أو مسؤولين أممين ومنظمات حقوقية حول الوضع في سوريا.

وتشير غالبية التصريحات إلى ضرورة الدفع باتجاه الحل السياسي في سوريا، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب خلال السنوات العشر الماضية، إضافة إلى التشديد على الوقوف مع الشعب السوري في نيل حقوقه المتمثلة بالديمقراطية والعدالة والكرامة، وضرورة تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

سوريا – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى