عشرُ سنوات من الحرب والنزوح ومرارة العيش وأهالي إدلب مستمرون بالثورة

الأهالي فقدوا كل ما يملكون وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل نيل الحرية والكرامة

سنة تلو الأخرى من سنوات الثورة السورية والمشهد لم يتغير فالقاتل لا يزال حراً طليقاً دون محاسبة والأهالي يدفعون الثمن فمنهم من هاجر إلى خارج البلاد ومنهم من نزح إلى الشمال المحرر وبدأ يصارع سبل العيش بعد أن خسر كل ما يملك.

وفي جولة لراديو الكل في إدلب التقى خلالها عدداً من النازحين الذين هجروا من ديارهم عنوة وتركوا ورائهم أموالهم ومنازلهم وأراضيهم ليجدوا أنفسهم في بقعة جغرافية صغيرة يبحثون فيها عن الأمان والعمل من أجل تحصيل لقمة العيش.

أبو أحمد المهجر من ريف إدلب الجنوبي يقول لراديو الكل، إن الأوضاع المعيشية في الشمال المحرر تزداد سوءاً يوماً بعد يوم وخاصة خلال السنوات الأخيرة الماضية، مشيراً إلى أنه عاجز عن تأمين قوته على الرغم من أن عائلته صغيرة ومع ذلك مستمرون بالثورة حتى تحقيق النصر.

أبو شادي مهجر آخر في محافظة إدلب يبين لراديو الكل أنه تهجر من مدينته إلى الشمال السوري تاركاً خلفه منزله وأرضه ورزقه ولكن حصل مقابل ذلك على حريته وكرامته، منوهاً بأن فرص العمل في المنطقة قليلة والأوضاع المعيشية صعبة، متفائلا بأن القادم أفضل للجميع.

ولا يختلف حال أبو أيهاب عن باقي المهجرين الذين خسروا كل شيء إذ يؤكد لراديو الكل أنه عندما نزح إلى إدلب بدأ حياة جديدة ترافقها المآسي والمعاناة ولكن أفضل من البقاء تحت رحمة النظام المجرم.

محمد حلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا يوضح لراديو الكل، أنه بعد عشر سنوات حرب في سوريا هناك 6 مليون مهاجر خارج البلاد و6 مليون نازح ضمن المناطق المحررة في الشمال السوري، لافتا إلى أن جميع الأهالي الذين خرجوا من مناطق النظام نحو مناطق النزوح فقدوا كل شيء.

ويلفت حلاج إلى أن ارتفاع الدولار الأمريكي أمام الليرة سورية أثر بشكل كبير على الحياة الاقتصادية للمواطن حيث أن 60% من السكان أصبحوا بحاجة إلى مساعدات غذائية، مبيناً أن معدل البطالة في المناطق المحررة وصل إلى 84%.

وعلى الرغم من جميع الجراح والمآسي التي حلت بالسوريين أينما كانوا خلال العشر سنوات الماضية من عمر الثورة إلا أنهم اثبتوا للعالم أجمع أنهم ماضون حتى نيل الحرية والكرامة وإسقاط الأسد.

إدلب – راديو الكل

تقرير: محمد حمود – قراءة: بتول الحكيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى