عشر سنوات والمجتمع الدولي عاجز عن وقف اعتقالات نظام الأسد المتواصلة

مديرة قسم الأبحاث بالشبكة السورية لحقوق الانسان: تم توثيق 72 أسلوب تعذيب جسدي ونفسي في سجون النظام فضلاً عن الإهمال الطبي المتعمد

ما إن انطلقت شرارةُ الثورةِ السوريةِ حتى سارع نظامُ الأسدِ إلى استحضارِ حلولِه الأمنيةِ في مسعى منه لإعادة الرعبِ إلى قلوبِ السوريين الذين نزلوا بالملايين إلى الساحاتِ لانتزاع حريتِهم والتغني بها.

نظامُ الأسد الذي طالما خبرَ فنونَ التعذيبِ والإرهابِ والقمعِ منذ سبعينياتِ القرنِ الماضي، لم يجد أمامه سوى ممارسة ما دأب على ارتكابه من جرائمَ وانتهاكاتٍ بحق السوريين عبر بوابةِ الاعتقالات.

ولئن ارتبطت شرارةُ الثورةِ السورية بحادثة اعتقالِ أطفالِ درعا إلا أن نظامَ الأسد لم يستوعب يوماً بأن زمنَ الحلولِ الأمنية ولّى وأن ذاك النهجَ بات وبالاً عليه، بل أوغلت عصاباتُه المسماةُ ظلماً بأجهزة الأمنِ في عملياتِ الاعتقالِ والتعذيب.

ودأب النظامُ مع كل عمليةٍ أمنيةٍ لقمع المظاهراتِ والمدن والبلداتِ الثائرة إلى اعتقالِ كل من تطالُه يدُ أجهزتِه الأمنية ليُدخلَ مئاتِ آلافِ السوريين غياهبَ معتقلاتٍ وصفتها منظمةُ العفو الدولية بالمسالخ البشرية.

معتقلاتٌ ذاقَ السوريون داخلَها أصنافاً من التعذيب تندى البشريةُ خجلاً أمامها، وما صورُ قيصر المسربةُ مطلعَ عام 2014 إلا رأسَ جبلِ الجليد لعملياتِ تعذيبٍ وحشية بحق سوريين قضوا داخل سجونِ الأسد.

تلك العملياتُ، التي لم تتوقف يوماً منذ العام 2011 رغم مناشداتِ الأممِ المتحدة والمنظماتِ الحقوقية، لم تفرقْ بين طفلٍ أو مسنٍ رجلاً كان أم امرأة.

ورغم استعادةِ النظامِ السيطرةَ على مساحاتٍ واسعةٍ إلا أن أجهزتَه الأمنية لازالت تعتقل أكثرَ من 131 ألفَ شخصٍ بينهم أكثرُ من 8 امرأة و3600 طفل، هم فقط من تمكنت الشبكةُ السوريةُ لحقوقِ الإنسان من توثيقِهم بالاسم رغمَ القبضةِ الأمنيةِ التي فرضَها النظامُ بمناطقِ سيطرتِه.

معتقلون لكلٍ واحدٍ منهم أمٌ تنتظرُ عودتَه سالماً أو زوجةٌ ترتقبُ مصيرَه أو أطفالٌ حُرموا نعمةَ الأب، فيما باتت صورُ قيصر وجهةَ اليائسِ منهم علَّهم يعثرون على صورة لمن فقدوا تنهي آمالَهم وسنين الانتظار والترقب.

قصصٌ وصورٌ لم تكن كافية لتحريك ضمير المجتمعِ الدولي على الرغم من تأكيد الأممِ المتحدة منذ عام 2012 ضلوعَ نظامِ الأسد بعملياتِ اعتقالِ أطفالٍ ونساءٍ وتعرضِهم للتعذيب في أماكنِ احتجازٍ سرية، إلا أن أياً من الجهودِ الأمميةِ لم تفلح في إطلاق سراحِ المعتقلين الذين بات معظمهم في حكم الموتى.

وفيما لا يزال المجتمعُ الدولي عاجزاً أمام قضيةِ المعتقلين ومصيرِهم.. يواصل نظامُ الأسدِ اعتقالَ حتى من أبرموا اتفاقاتِ تسوية ليثبت للعالم أنه لا يعرفُ إلا لغةَ العنفِ والإجرام.

وللحديث عن عمليات الاعتقال والتغييب القسري التي طالت السوريين المطالبين بالحرية خلال السنوات العشر الماضية أجرى راديو الكل مقابلة مع براء الآغا، مديرة قسم الأبحاث بالشبكة السورية لحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى