ماهي أبعاد انعقاد مؤتمر في دمشق لهيئة التنسيق وقوى وشخصيات سياسية في الداخل والشتات ؟
لا يعقد أي مؤتمر في دمشق إلا بموافقة الروس والنظام لكنهم سيفشلون في إيجاد معارضة بديلة للائتلاف
يعقد في دمشق بعد غد السبت مؤتمر بمشاركة هيئة التنسيق الوطنية في سوريا المنضوية في إطار هيئة التفاوض المعارضة وأحزاب من المعارضة الداخلية وشخصيات وقوى في الشتات بهدف الإعلان عن تأسيس كيان سياسي تحت اسم الجبهة الوطنية الديمقراطية.
وياتي انعقاد المؤتمر قبيل الانتخابات الرئاسية، في حين لمحت مصادر قريبة من النظام إلى أن المؤتمر يعطي مؤشرا على تباين بين معارضة الداخل التي تعد هيئة التنسيق الوطني أبرزها وبين معارضة الخارج ما يعني تعويل النظام على شرخ في المعارضة على الرغم من تأكيد مصادر الهيئة أنها ليست بديلا عن الائتلاف الوطني بل هي مكملة له.
وقال المحلل السياسي سامر خليوي لراديو الكل إن أي مؤتمر يعقد في دمشق هو بموافقة الأجهزة الأمنية مشيرا إلى أنه إذا عقد المؤتمر فسيكون لمصلحة النظام وسوف يستثمرة في عدة مجالات وهي إعطاء صورة كاذبة بأن هناك حرية تعبير في سوريا ، والالتفاف على قوى المعارضة في الخارج من خلال التسويق بأن هناك معارضات أخرى ، وأيضا فرض الأجندات التي يريدها من خلال المؤتمر .
وأضاف سامر خليوي أن هناك تصريحات متعددة من قبل الذين سيشاركون في المؤتمر ولكن الأهم هو البيان الختامي وما سيتضمنه ، مشيرا إلى أن النظام والروس لن يسمحوا بأن يتبنى المؤتمر مطالب الشعب السوري أو الثورة السورية بل يجب أن تنسجم مع ما يريدونه هم .
وقلل خليوي من أهمية المؤتمر وقال : إذا كانت هيئة التنسيق لا تستطيع إطلاق سراح أعضاء ينتمون إليها ومعتقلون لدى النظام فكيف يستطيعون المطالبة بسقف أعلى ، ولذلك فإن تلك الأحزاب التي ستشارك في المؤتمر لا قيمة لها وليس لها ثقل حقيقي أو مؤثر سواء في الداخل أو الخارج ..
المحلل السياسي الدكتور زكريا ملاحفجي من جانبه رأى أن الروس ليسوا بعيدا عما يجري فهم يعملون على إيجاد معارضات أخرى إلى جانب الائتلاف الوطني ضمن مساعيهم لأن تكون المفاوضات فيما يتعلق بلجنة صياغة الدستور وغيرها في دمشق لكنهم سيفشلون لأن الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعية للشعب السوري .
وقال الدكتور ملاحفجي لراديو الكل إن الروس لن يستطيعوا إيجاد بديل عن الائتلاف الوطني المعارض وإن شكل المؤتمر خطوة أولى بهذا الاتجاه لكن هناك قرارات دولية وجمهور بالملايين سواء كان في المناطق المحررة أو في الشتات يرفضون العودة إلى النظام أو أشكال المعارضات الأخرى.
وأبدت الشخصيات المتحمسة لعقد مؤتمر دمشق تفاؤلا إزاء مستقبل العمل السياسي في سوريا في المرحلة المقبلة الذي ستكون بدايته عقد مؤتمر لما يسمى بأحزاب المعارضة في الداخل وأحزاب هيئة التنسيق كما يقول إبراهيم الجباوي عضو هيئة التفاوض المعارضة والمشارك في المؤتمر في مقابلة تلفزيونية، في حين تحدث المحلل السياسي المقيم في دمشق غسان يوسف بأن عقد المؤتمر في دمشق يعطي قولة للدولة السورية من حيث قدرتها على استيعاب المعارضة ، وبنفس الوقت يكون مؤشرا على وجود شرخ بين المعارضين أنفسهم في الداخل والخارج .
مصادر هيئة التنسيق ذكرت أن منصتي موسكو والقاهرة ستشاركان في المؤتمر بصفة مدعوين بينما وجهت الدعوات لحضور افتتاح المؤتمر إلى السفارات الموجودة في دمشق بينها روسيا وإيران وإن بعض الدول على اطلاع مسبق به بحسب حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الذي أكد أن لا علاقة لعقد المؤتمر بالانتخابات الرئاسية.
وتقول المصادر إن الجبهة التي يتم الإعلان عن تأسيسها تضم عدداً من القوى السياسية الموجودة داخل سوريا وخارجها، يجمعها الاتفاق على ضرورة التوصل لحل سياسي وفق بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة للوصول إلى حل من شأنه إنهاء مأساة الشعب السوري.
راديو الكل ـ تقرير