حقيقة انهيار سد تشرين… الحكومة المؤقتة: أي اعتداء جديد ينذر بكوارث انسانية

راديو الكل ـ خاص

قامت وحدة المعلومات الجغرافية في وزارة الاتصالات بالتعاون مع وزارة الطاقة في الحكومة السورية المؤقتة بدراسة مائية لتأثيرات انهيار سد تشرين، وتم حصر مناطق الغمر المباشر للأراضي والقرى الواقعة ضمن حوض نهر الفرات؛ وبلغت المساحات المتضررة بحدود ١٧٦ كيلومترا مربعا تضم ٢٠ قرية في ريف حلب.

ووجهت وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الحكومة المؤقتة نداءاً إلى هيئة الأمم المتحدة والهلال والصليب الأحمر وجميع المنظمات والدول الفاعلة في الملف السوري لاتخاذ الإجراءات الفورية لتحييد سد تشرين الكهرمائي عن الاشتباكات العسكرية التي تدور في محيطه. وأكدت الوزارة أن انهيار السد سينذر بكوارث إنسانية يمكن أن تنجم عن استهداف أي جزء من السد.

وقال المكلف بتسيير أمور وزارة الطاقة في الحكومة السورية المؤقتة محمد ياسين النجار لراديو الكل إن ارتفاع منسوب مياه نهر الفرات مؤخراً والذي أدى لتوقف بعض العنفات عن العمل في سد تشرين يعود للاشتباكات التي حصلت بين الأطراف العسكرية وتسببت بخروج الكادر الفني بشكل كامل من قيادة السد وهو ثاني أكبر سد على نهر الفرات، وبالتالي توقف عملية تغذية السد كهربائياً وضرب الأبراج 230 ك.ف وكانت النتيجة ارتفاع منسوب السد إلى ماهو أعلى عليه من منسوبه المقدر بـ  325 متراً، مبينا بأن الحكومة المؤقتة خاطبت الحكومة التركية لوقف تغذية المياه عن السد، علماً بأن هناك اتفاقية بين البلدين تقضي بتوريد 500 متر مكعب بالثانية لنهر الفرات، وإن توقيف المياه من قبل الجانب التركي أدى لتوقيف المنسوب الذي كان يمكن أن يؤدي لانهيار السد وغمر 22 قرية في ريف حلب

وأكد أن الحادثة أدت لجرف بضع كيلو مترات من قرى ريف حلب دون غرقها ولكنها أدت لنزوح السكان تخوفاً من الغرق، وزال الخطر فيما بعد إثر التواصل مع الحكومة التركية وفتح المجاري المائية.

وعن إجراءات الحكومة المؤقتة إثر هذه الحادثة، قال النجار إنها شكلت خلية أزمة من الخبراء الذين يعملون في شد تشرين ممن هم على متابعة بأوضاع السد من الناحية الفنية، وناشدت الأمم المتحدة والصليب والهلال الأحمر لإبعاد المؤسسات العامة عن أماكن القتال لأن تدميرها سيؤدي لنتائج كارثية، فالقوى عسكرية تعتبر خشنة ولاتستطيع استيعاب صيانة المنشآت، ولا بد من بذل كل الجهود التي تضمن ابعاد العمل العسكري عن هذه المؤسسات بغرض صيانتها

وعن أضرار السد، قال النجار: إن جسم السد لم يتضرر بالبداية، فهو كهرمائي ومكون من 6 عنفات وتبرز أهميته من كونه يعمل في أوقات الذروة المسائية مايؤدي للاستفادة من طاقته الكهربائية، ونحتاج بسبب هذه العملية إلى مسح الأضرار الكهربائية التي تضررت من أبراج 230 بغرض الاستفادة لاحقاً من التغذية الكهرمائية وإلا فإنه سيتحول لتنظيم جريان المياه وليس لتوليد الطاقة الكهربائية.

وعن إمكانية غرق القرى المجاورة للسد مرة أخرى قال النجار، في حال استمرار تدخل القوى العسكرية ووجود صراعات عسكرية وتدخلها بالشأن الفني سيكون ذلك لأن غرف التحكم والقيادة موجودة داخل السد وهذه الكوادر مؤهلة ولا يمكن لأي حد تغطية فراغها في الوقت الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى