بعد مؤتمر بروكسل للمانحين ونقاشات مجلس الأمن لإيصال المساعدات هل بات الحل السياسي مؤجلا دوليا ؟

محللون : مناقشة الملف الإنساني هو سياسي والقضية السورية وضعت على طاولة المفاوضات

حدثان دوليان حول القضية السورية شهدتهما كل من بروكسل ونيويورك محورها إغاثة السوريين وسط تعثر مسار الحل السياسي وبقاء بشار الأسد في الحكم مانعا بمساعدة الروس والإيرانيين وصول المساعدات الأممية إلى أكثر من عشرين مليون سوري.

مؤتمر بروكسل للدول المانحة وجلسة مجلس الأمن بحثا خلال اليومين الماضيين تداعيات عشر سنوات من الحرب ونتائجها على السوريين من الناحية الإنسانية وخلصا إلى تقديم مساعدات والمطالبة بفتح المزيد من المعابر لإدخالها إلى البلاد إلا أن جذر الأزمة لا يزال حاضرا على الرغم من أن عناوين حلها ليست بعيدة عن بروكسل وموجودة في جنيف منذ العام 2012 من خلال بيانها الأول الذي أقر وجوب الانتقال السياسي في سوريا، وأيضا في نيويورك منذ العام 2015 من خلال القرار 2254 .

القضية السورية وضعت على الطاولة من باب الملف الإنساني
الكاتب والباحث السياسي ماجد عزام رأى أن وضع القضية السورية على الطاولة حتى من البوابة الإنسانية أمر مهم للغاية لأنه بشكل أو بآخر هو نقاش سياسي وإن كان بأبعاد إنسانية
وقال ماجد عزام .. يفترض عند الكارثة الإنسانية أن تكون الأولوية للمساعدات الإنسانية والتدخل الدولي ، ولا بد أن يكون هناك ضغط دولي على النظام والروس ، وفي حال تمت حلحلة الموضوع الإنساني فإنه بشكل أو بآخر سيؤدي إلى حللحة بالقضية السورية وفي إطارها السياسي.

وأضاف أن الولايات المتحدة تستطيع التدخل والتحرك الجدي على الأرض ولكن الأمر متعلق بالإرادة السياسية للتوصل إلى حل سياسي، والولايات المتحدة وللأسف لا تتدخل ، لأنه حتى اللغة التي تحدث بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مجلس الأمن أمس الأول كانت عامة وفضفاضة ..

الولايات المتحدة لن تتدخل من خارج مجلس الأمن لإدخال المساعدات
ومن جانبه رأى الكاتب والصحفي زياد الريس أن فتح الملف الإنساني يدخل في إطار مصلحة السوريين، لكن كان من المفترض أن يكون هناك قرار دولي بعودة مسار العملية السياسية وفق القرار 2254 ولكننا الآن مازلنا في مرحلة المد والجزر بين روسيا والمجتمع الدولي ..

وقال الريس إنه لا يتوقع أن يتدخل الأمريكيون لإدخال المساعدات من خارج مجلس الأمن، وأيضا لن تصل روسيا إلى مرحلة منع المجتمع الدولي من إدخال المساعدات ، مشيرا إلى أن النظام الآن هو عصابة أخذت السوريين رهائن، وإذا لم تقدم الأمم المتحدة المساعدات فهذا يعني انقطاعها عن السوريين ، ولذلك فإنها تفضل تقديم المساعدات مع استفادة جزئية للنظام على قطعها.

واقر المانحون الدوليون في بروكسل مساعدات مستدامة دعما لخطط استجابة الأمم المتحدة المتعلق بالغذاء وخدمات صحية وتعليمية لملايين الأشخاص الذين يعيشون على حافة الهاوية في سوريا إضافة إلى مساعدة نقدية وخدمات أخرى ، لملايين السوريين في تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر بحسب الأمم المتحدة.

ألمانيا أكبر المانحين ولبنان يشتكي ويطلب مساعدات
وعلى الرغم من عدم توفير 10 مليارات دولار من المانحين كما طالبت الأمم المتحدة إلا أنها أعربت عن تقديرها لجمع نحو سوى 6.3 مليار ، إذ كان التعهد الأكبر من ألمانيا وتعهدت بتقديم نحو ملياري دولار بينما تعهدت الولايات المتحدة بنصف مليار دولار ودولة الإمارات العربية المتحدة 30 مليون دولار وقطر مئة مليون دولار بحسب ما أعلن وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وفي حين اشتكى رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب من الأزمة الاقتصادية التي قال إن اللاجئين السوريين تسببوا بها في بلاده، طالب المجتمع الدولي بتقديم مساعدات كبيرة إلى لبنان ..

ومن جانبه أكد سادات أونال نائب وزير الخارجية التركية ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء السوريين مركزا على حل للقضية السورية على أساس القرار 2254

وصدر في ختام مؤتمر المانحين في بروكسل بيان مشترك عن الرئيسين المشاركين للمؤتمر- الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أعادا فيه التأكيد على وجوب إيجاد حل مستدام للقضية السورية على أساس بيان جنيف لعام (2012) والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254 الذي صدر في العام (2015).

وانتقد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين عدم دعوة حكومة النظام إلى مؤتمر المانحين في حين كان لمح خلال جلسة لمجلس الأمن عقدت أول أمس وتركزت حول المساعدات الإنسانية إلى أن روسيا قد تستخدم الفيتو ضد التمديد لدخول المساعدات الأممية عبر معبر باب الهوى بعد أن طالبت الولايات المتحدة بفتح معبرين إضافيين.

وانشغل مجلس الأمن أول أمس بمناقشة الأوضاع الإنسانية في سوريا وقد ترأس جلسته أمس وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي حاول إقناع روسيا بأهمية فتح معبرين إضافيين شمال غرب وشرق سوريا لإيصال المساعدات الإنسانية في حين استشهد بقصة المرأة السورية التي باعت شعرها من أجل إطعام أطفالها وأيضا أعطى المجال لامرأة أخرى لتوجيه رسالة إلى مجلس الأمن تتحدث عن الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشها السوريون.


راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى