المحلل سالم لراديو الكل: خطة لتصفية الثورة السورية في 2016.. والسوريون يرفضون التفاوض مع فريق يمثل بشار الأسد

راديو الكل ـ خاص

علق مدير مركز الشرق العربي للدراسات الاستراتيجية زهير سالم في حديث لراديو الكل على آخر تطورات التحضير للمفاوضات المزمع عقدها مع النظام آواخر الشهر الجاري، حيث قال: إن الحل السياسي بنظر الثوار قد لا يتوافق مع سير الإرادة الدولية، فالأخيرة تفهم هذا الحل على أنه حوار مع القتلة والمجرمين، أضف إلى ذلك فإن الذين اجتمعوا  في الرياض مؤخراً يحاولون تجميل المطلب الدولي ويقولون بأنهم لن يتنازلوا عن وحدة الأرض مهما ساومت بقية الأطراف، وتساءل سالم: لكن من يساوم على وحدة الأرض السورية؟ وأضاف: تحدثت المعارضة أيضاً عن اخراج المعتقلين وإعادة المشردين، ولكن هل إذا تم ذلك فعلاً، يعود الشعب السوري للتحابب والتصالح مع بشار الأسد؟ وقال: المشروع الذي يعملون عليه عبثي لأن جزء من الحل سياسي فيه هو بشار الأسد رغم أن المعارضة تنكر ذلك، معتبراً أن الشعب السوري الذي ذاق العذاب يريد إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية والعسكرية بل ونسفهما وبناء مؤسسات جديدة على أسس وطنية تشمل الجميع، مؤكداً أن مفهوم العدالة القائم على محاسبة المجرمين لم يطرح بالمفاوضات، فالقضية ـ كما قال ـ ليست الذهاب للمفاوضات وتبويس اللحى حسب تعبيره، وإنما المهم هو أهداف المفاوضات والتي يفترض أن تحدد موقف المعارضة منها، وقد أبدى النظام هدفه منه حينما تحدث وزير خارجية النظام وليد المعلم عن “حكومة وحدة وطنية موسعة” وبالتالي حكومة شراكة يكون بشار الأسد ونظامه جزءاً منها.

وأكد أن المجتمع الدولي يريد أن يكون العام 2016  هو عام تصفية الثورة وما الحديث عن اطلاق سراح المعتقلين وبوادر حسن النية إلا نوع من التخدير لإنجاز هذه المهمة، لكن الشعب السوري لن يذهب لمفاوضات مع فريق يمثل بشار الأسد، ومن هنا يجب أن يكون لقيادة المعارضة خطط عملية للدفع باتجاه عمل آخر، وتساءل: كيف نذهب لمفاوضات في حين أن روسيا تقصفنا ومضايا تموت جوعاً، مؤكداً على ضرورة وجود خطط بديلة للسير في غير هذا الطريق. ولم يبدِ سالم تفاؤلاً من مواقف الأمم المتحدة في ظل زيارة ديمستورا للرياض وقرب زيارته لطهران، وقال: نعرف الأمم المتحدة منذ أن شاركت سورية بتأسيسها ونعرف موقف المنظمة المنحازة ولا نثق بها ولا بمراقبيها فهي وسيط غير نزيه ولا مقبول، غير أن المعركة بين السعودية وايران تعزز وجهة النظر الوطنية للشعب السوري فإيران لا تريد خيراً للشعب السوري وهذا الخلاف من مصلحة الثورة السورية والمنطقة، وهي سرطان، فقبل يومين من اعدام النمر كان مسؤول في طهران يقول لا تننظروا للخطوط المرسومة على الورق حدودنا على البحر الأبيض المتوسط، ما يؤكد المشروع التوسعي لإيران، مشدداً على ضرورة الاستفادة من المعركة وتأجيج الصراع لوضعه بإطاره الحقيقي بين الأمة العربية وبين نظام الولي الفقية الذي يريد التوغل ونفض اليد من المؤتمرات البائسة.

وفي تعقيبه عن الدور الذي يمكن لرئيس الائتلاف خالد خوجة أن يقوم به في زيارته للصين، قال: لانتوقع الكثير من الصين فهي دولة شمولية تقتل شعبها والمسلمين على أرضها أضف لكونها جزء من قرار الفيتو الذي اتخذ ضد الشعب السوري، ولكن يبقى للعلاقات السياسية والانفتاح والجهد الدبلوماسي دوره، معبراً عن اعتقاده بأن الصين لا ينقصها معلومات من رئيس الائتلاف خوجة.

واعتبر سالم أن هذه المعارضة لم تنظم عملها كما ينبغي، إذ أن استشهاد قائد جيش الإسلام زهران علوش لوحده كشف حجم الاختلافات بينها، وبعض فئات المعارضة نفت صفة الشهادة عنه، وهناك فئات تؤيد التدخل الروسي في سورية، وختم بالقول: بالنهاية نحن نحب أن نتفق ولكن تحت سقف العقل وليس في ظل هذا التشرذم.

هذا وتتواصل اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات منذ أول أمس، في اجتماعات ذكرت مصادر في المعارضة السورية أنها ربما تكون مفتوحة وتستمر حتى البدء باجتماعات التفاوض مع وفد النظام آواخر الشهر الجاري، على الرغم من تكرار تصريحات رئيس الهيئة رياض حجاب بأن الظروف غير مواتية للتفاوض حالياً.

وبحسب المصادر، توصلت هيئة التفاوض خلال اجتماعاتها الأخيرة لتفاهمات نهائية حول أدوار فريق التفاوض،  إضافة إلى وضع أسماء احتياطية قد تشارك في العملية السياسية.

والجديد عن ما تم تداوله عن هذه الاجتماعات هو من نقلته وكالة رويترزعن  ثلاثة مسؤولين مطلعين على التحضيرات للمفاوضات قولهم أن قادة المعارضة يخططون لإبلاغ “دي ميستورا” خلال لقائهم به في الرياض أمس الثلاثاء، بأنهم يريدون أن يروا خطوات لبناء الثقة من جانب النظام، مثل الإفراج عن المحتجزين السياسيين ووقف قصف البلدات والمدن بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي، قبل المفاوضات المقرر بدؤها هذا الشهر، دون التأكد عما إذا كانت هذه البنود ستكون بمثابة شروط لدخول وفد المعارضة للعملية التفاوضية مع النظام.

وفي السياق، يزور” دي ميستورا” كلاً من الرياض وموسكو خلال هذا الأسبوع لبحث تداعيات الأزمة السياسية بين البلدين على العمليلة السياسية في سوريا، بحسب ما صرح به المتحدث باسم الأمم المتحدة “ستيفان دوغاريتش” اليوم الثلاثاء.

في حين أن الخارجية الأمريكية  كانت قد توقعت الاثنين الماضي عقد اجتماع بين وفدي المعارضة السورية والنظام خلال كانون الثاني/ يناير الجاري، رغم التوتر الأخير بين الرياض وطهران.

بينما يبدأ رئيس الائتلاف المعارض “خالد خوجة” زيارة  إلى جمهورية الصين الشعبية تستمر حتى الخميس القادم، على رأس وفد من الائتلاف ،وذلك لبحث خطة الحل السياسي مع المسؤولين هناك، في حين  يستعد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات “رياض حجاب” للقيام بجولة على الدول الأوروبية ومنها فرنسا وألمانيا في مطلع الأسبوع القادم، لنفس السبب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى