أنشطة وفعاليات مكثفة للمعارضة وتوجه للائتلاف والحكومة المؤقتة لوجود دائم في المناطق المحررة

محللون: الأمور بنتائجها وأوضاع الأهالي تحتاج إلى معالجات عاجلة

فعاليات وأنشطة غير مسبوقة أقامتها مؤسسات المعارضة في المناطق المحررة خلال الأسابيع القليلة الماضية عكست توجها لتعزيز دورها في إدارة تلك المناطق والتواصل مع الأهالي لدعم الاستقرار فيها على الرغم من شح الموارد ونقص الخدمات الأساسية وارتفاع نسبة البطالة.

الأنشطة أقامتها الحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني وهيئة التفاوض في المناطق المحررة، تضمنت وضع حجر الأساس لمبنى الحكومة السورية المؤقتة في مدينة الراعي وحجر أساس آخر لمقر الائتلاف في مدينة اعزاز وأيضا لمستشفى بزاعة الوطني ولمستشفى الشهيد جميل رعدون بريف مدينة عفرين .

كما أقيمت ورشات عمل من بينها ورشة لمناقشة مسودة ورقة الإدارة المحلية في الدستور وورشة عمل حول فصل السلطات دستورياً ودورة لتأهيل الشباب في الدبلوماسية الإنسانية ، وإطلاق هيئة المرأة السورية إضافة إلى روشة العمل الكبرى التي أقامتها الحكومة السورية المؤقتة في جامعة حلب الحرة حول واقع الاستثمار في المناطق المحررة والتي خرجت بتوصيات لإقامة مناطق صناعية وحماية المنتج المحلي حسبما قال الدكتور عبد الحميد المصري وزير الاقتصاد والمالية.

ويعيش في المناطق المحررة كما قال المصري نحو 4 ملايين نسمة ، وتتوفر فيها اليد العاملة ومياه الري وتنتج حوالي 400 ألف طن من القمح سنويا كما تتوفر في أسواقها كافة المواد الضرورية نتيجة للنشاط التجاري ووجود بعض الحرف والصناعة إلا أن هناك معقوقات تواجه الاستثمار
وقال الدكتور عبد العزيز الدغيم رئيس جامعة حلب إن هناك معاناة تتعلق بالفقر والبطالة المرتفعة وارتفاع الاسعار لان معظم المواد مستوردة البنية التحتية شبه مدمرة وبيئة استمثارية لحد الآن غير مستقرة لكنه أشار إلى أن الوضع الآن مختلف عما كان عليه في ظل حكم النظام المستبد.

التوجه العام والمكثف من قبل مؤسسات المعارضة من الضروري بحسب المختصين أن يبنى على النهوض الاقتصادي في المناطق المحررة ، فهل تنجح في إيجاد حلول للتنمية في ظل المعوقات التي طرحت ؟

يحيى مكتبي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أكد أن هناك تحديات وصعوبات ليست قليلة ولكنها لا تعيق العمل من أجل تحسين الأوضاع بحسب الإمكانيات ومن أبرزها الأمن والأمان ووجود سلطة قضائية وهو ما يفتح باب لمشاريع صغيرة ومتوسطة.

وقال مكتبي .. نحن لا ندعي على الإطلاق أن الشكل الموجود حاليا بالنسبة للمؤسسات هو الشكل المثالي من حيث هيكلتها وتنظيمها ، إذ إن الظروف لم تدع المجال لاجراء انتخابات لكن نأمل أن نصل إلى انتخابات للمؤسسات في الفترة القادمة ..

وأضاف مكتبي أن المرحلة المقبلة ستشهد وجود دائم للإئتلاف الوطني والحكومة السورية المؤقتة في المناطق المحررة وليس فقط زيارات ومن أجل ذلك سيتم إقامة مبنيين وقد تم وضع حجريي الأساس لهما والهدف هو إلى التواصل مع الأهالي ومتابعة الأنشطة والفعاليات بما هو متاح من الموارد المحدودة وتقديم ما يمكن من خدمات في البنى التحتية والصحة والتعليم.

الباحث الاقتصادي الدكتور فراس شعبو رأى أن المسألة تتعلق بالنتائج وليس بالاجتماعات واللقاءات والأنشطة المختلفة ومن الضروري انعكاس ذلك على أرض الواقع مشيرا إلى أن مطلبات الأهالي هي في الحد الأدنى لكنها غير متوفرة ويجب على مؤسسات المعارضة التي توجد حالة استياء منها أن تعمل للتخفيف عن الأهالي والحلول التي تطرح هي مؤقتة وليست جذرية .

واستدرك الدكتور شعبو بأن ضعف الخدمات التي تقدمها مؤسسات المعارضة ربما يعود سببه إلى التباين الكبير بين الإمكانيات المحدودة وحجم المتطلبات وقال إن المعارضة بالنتيجة ليست دولة ولكن ماكان معولا عليها هو أكثر بكثير مما تقدمه والنتيجة أن هذا ينعكس على الأهالي .

وقال شعبو إن مؤسسات المعارضة تعاني مشاكل متعددة من أبرزها ما يتعلق ببنتيها وهيكلتها والاعتراف والتمويل وهي ليست لديها سلطة على أرض الواقع ، والواقع الآن هو انعدام المؤسسات وعدم وجود بنية هيكلية اقتصادية بالأساس لحل مشاكل الأهالي من مشافي ومناطق صناعية ومشاريع طرقات وغيرها ، والوضع الاقتصادي مرتبط بالوضع السياسي ودون تسوية سياسية لا يمكن إيجاد استثمارات في المناطق .

راديو الكل – فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى