هل نسي الروس الموعد الذي حددوه لانعقاد اللجنة الدستورية؟ أم أن انشغالهم بالترتيبات الأمنية الإقليمية أبعدهم عن ذلك؟

جيفري: الروس منشغلون ومنذ تدخلهم في سوريا بتغيير النظام الأمني الإقليمي الذي صاغه الأمريكيون والناتو بعد حرب تشرين

حل شهر رمضان ولم تنعقد لجنة صياغة الدستور كما وعد الروس الذي كان زاد وزير خارجيتهم سيرغي لافروف بأنها ستكون نوعية وجديدة ، في حين أكدت الولايات المتحدة أن اللجنة الدستورية تعد مدخلا لحل القضية السورية أسئلة حول اللجنة الدستورية.

اللجنة الدستورية التي علق الكثير من السوريين آمالا عليها يبدو أن فعاليتها باتت أمام امتحان ليس بسبب عدم انعقاد جولتها السادسة قبل حلول شهر رمضان فحسب بل أيضا بسبب فشلها في تحقيق أي تقدم منذ الإعلان عنها قبل ثلاث سنوات.

ويطرح انعقاد اللجنة الدستورية وتفعليها من جديد طبيعتها والهدف من انشائها وهل هي منصة تفاوضية دولية بأدوات سورية ومرتبط وجودها بتوجه الأطراف الدولية المتدخلة بالقضية السورية ؟ وأين مصالح السوريين في حسابات الحل السياسي الذي يدور على أساس مصالح القوى الدولية والإقليمية .

وينتظر السوريون على أحر من الجمر نهاية النفق الذي أدخلهم به النظام وإيجاد حل لقضيتهم للتخلص من معاناتهم ولكن لا تبدو القوى الدولية صاحبة الأمر والنهي في عجلة من أمرها فهي منشغلة أكثر في مصالحها ووضع ترتيبات شاملة للمنطقة بالاستناد إلى القضية السورية بحيث لا تبدو معها اللجنة الدستورية أكثر من منصة تفاوضية دولية بأدوات سورية .

جيفري يكشف عن ترتيبات إقليمية يعمل الروس عليها.

الترتيبات الجديدة والتي أمسك بإدارتها الروس هدفها منذ أن دخلت ترسانتهم العسكرية الساحة السورية ليس تغيير النظام بكل تأكيد بل تغيير النظام الأمني الإقليمي الذي وضعته الولايات المتحدة والناتو بعد حرب تشرين أكتوبر 1973 كما كشف المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري في مقابلة تلفزيونية.

وقال جيفري إن مايفعله الروس هو إعادة ترتيب المنطقة كما فعلوا في البلقان قبيل الحرب العالمية الثانية بأن دعموا الصرب واستحوذوا على مناطق نفوذ، ومساعي الروس تأتي خلافا لترتيبات الأمن الإقليمي الذي صاغته الولايات المتحدة والناتو بعيد حرب تشرين أكتوبر .

الكردي: علينا عدم مغادرة طاولة المفاوضات

ورأى المحامي طارق الكردي عضو اللجنة الدستورية أن المشكلة هي أن المجتمع الدولي ينظر إلى سوريا على أنها حيز استراتيجي للروس، ولذلك فإن علينا أن نضع روسيا أمام مسؤولياتها الدولية لأنها الجهة الوحيدة التي تستطيع الضغط على النظام لتنفيذ القرار 2254 وعلينا كمعارضة التمسك بقضيتنا وتعزيز قدراتنا على الأرض إداريا واقتصاديا وسياسيا وتنظيم أنفسنا بالتوازي مع التمسك بالشرعية الدولية والقرارات الدولية وأن نكون إيجابيين وفق محدداتنا والاستمرار في مفاوضات اللجنة الدستورية .

وقال الكردي إن النظام لا يؤمن بالحل السياسي وأن الروس ينظرون إلى الثورة السورية والمعارضة بمختلف أشكالها بأن جميعهم عملاء للغرب واذا وصلوا إلى الحكم فإنهم سينقلون تموضع سوريا إلى الغرب.

وأضاف أن سوريا هي آخر موطئ قدم للروس في الشرق الأوسط بعد أن خسروا العراق وعلى هذا فإنهم منذ بدء الثورة حتى الآن استخدموا الفيتو 14 مرة وتحملوا تعبات ذلك سياسيا لأن لديهم مصالح متمسكين بها وهي ليست فقط الوصول إلى المياه الدافئة وإقامة قواعد ، بل من أجل استخدام سوريا ورقة تفاوض مع الأمريكيين بخصوص ملفات أخرى.

الولايات المتحدة لن تدع المنطقة للروس

ومن جانبه رأى الكاتب والصحفي قحطان شرقي أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تدع الروس ينفردون في منطقة الشرق الأوسط بحكم مصالحهم الاستراتيجية ، وهي حققت نوعا من التوازن العسكري في سوريا مقابل رويا وربما أن واشنطن تدرك أن روسيا علقت في الملف السوري وقال الكردي إن روسيا حققت تقدما عسكريا في سوريا ولكنها فشلت في الحل سياسي ، وليس لديهم الحل بالأساس دون المجتمع الدولي .

ولا يبدو أن النظام يمارس سلوك المماطلة بالنسبة للجنة الدستورية التي مضى على الإعلان عنها نحو ثلاث سنوات دون موافقة الروس أو بدفع منهم فهم لم يبذلوا جهدا بخصوص الحل السياسي بقدر ما كان جهدهم منصب على الأرض باتجاه قضم الأراضي بعد تدمير منازل الأهالي وتهجيرهم ، وثمة من لا يزال يطرح أن الحل في موسكو.

وأمام هذا لا يزال السؤال المطروح هو أليس من الضروري تسمية الأشياء بأسمائها فيما يخص بالقوى التي تعطل الحل السياسي ومن الصعب على السوريين تجاوز مسألة أن الروس هم الجزء الأكبر من المشكلة بسبب دعمهم النظام ومنع سقوطه ويسلمون بالحل الروسي الذي يقضم المعارضة كما قضم الأرض لصالح النظام

أبواب الجامعة العربية قد تفتح للنظام قريبا

وإلى جانب الروس يبدو النظام الأمني الإقليمي والعربي من ضمنه بات في واجهة التطورات السياسية على حساب القضية السورية ، فما يلبث العرب في إطاره يسربون النظام شيئا فشيئا إلى البيت الرسمي ، مبررين إعادته إلى الجامعة العربية بأهمية دوره في التضامن العربي كما يقول وزير الخارجية المصري سامح شكري.

وأمام هذا لا يوجد صوت للعرب ذو فعالية إلى جانب الشعب السوري بل على العكس قد يفتحون أبواب البيت العربي الرسمي للنظام بعد تنفيذه متطلبات الروس ومقتضيات مصالحهم بالنسبة للترتيبات الجديدة للمنطقة على حساب مصالح البلاد ، في حين لم يعد للسوريين بيت يركنون إليه وباتوا مشردين في الداخل يبحثون عن رغيف وبضعة كؤوس من الماء والمازوت ، وفي الخارج ينتظرون العودة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى