التهاب الأذن الوسطى.. الأسباب والأعراض وطرق الوقاية

تعتبر وظيفة الأذن الوسطى الأساسية نقل الموجات والترددات الصوتية من الأذن الخارجية والتي هي الصيوان و مجرى السمع الظاهر إلى الأذن الداخلية، وتعمل الأذن الوسطى على معالجة هذه الموجات وتضخيمها قبل إرسالها إلى الأذن الداخلية.

وحول التهاب الأذن الوسطى يوضح الدكتور نضال الحسن أخصائي أذن أنف حنجرة في حديثه لراديو الكل أن آلية حدوث الالتهاب عندما تنتقل البكتيريا الموجودة في منطقة الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم الأنفي عبر قناة نفير أوستاش إلى الأذن الداخلية حيث يحدث اضطراب في ميكانيكية التصريف بواسطة قناة نفير أوستاش التي توصل بين جوف الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي، إذ يؤدي انسداد هذه القناة إلى تراكم المفرزات في جوف الأذن الوسطى، وهو وسط ملائم لنمو البكتيريا مما يؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى.

عند تجمع المفرزات ونمو الجراثيم وانسداد في قناه نفير أوستاش يحدث التهاب الأذن الوسطى مما يؤدي إلى حدوث ضغط سلبي داخل جوف الأذن الوسطى الذي يظهر بأعراض كثيرة من ضمنها اضطراب التوازن ومن الممكن حدوث الإقياء وأعراض أخرى.

أسباب التهاب الأذن الوسطى

تحدث كاختلاط بنزلات البرد أو الأنفلونزا أو التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب اللوزتين  والبلعوم البكتيري حيث يرتبط التهاب الأنف والبلعوم بالأذن الوسطى عبر طريق قناة نفير أوستاش حيث تدخل البكتيريا عن طريق الأنف والبلعوم وتسافر عبر هذه القناة إلى الأذن الوسطى.

سماعات الأذن والتهاب الأذن الوسطى

يؤدي ارتداء سماعات الأذن لفترات طويلة إلى إغلاق قناة مجرى السمع الظاهر وبالتالي منع دخول الهواء إلى الأذن ما يؤدي لزيادة فرصة الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى بسبب حدوث ضغط سلبي داخل الأذن و تراكم المفرزات، وهو وسط ملائم لنمو الجراثيم وينصح د. الحسن بعدم ارتداء السماعات لفترات طويلة.

أعراض التهاب الأذن الوسطى

تظهر الأعراض بألم في الأذن وخاصة عند الاستلقاء وصعوبة في النوم، وتكون الأعراض عند الأطفال بالبكاء أكثر من المعتاد وشد الأذن أو حكها وفقد شهية وتعب عام، وعدم الاستجابة إلى الأصوات أو نقص السمع في الأذن المصابة واضطراب في التوازن، وأيضاً ارتفاع في درجة الحرارة تصل إلى 38 درجة أو أكثر، وفي المراحل المتأخرة من التهاب الأذن الوسطى وفي حال عدم علاجها قد تظهر مفرزات قيحية تخرج عبر مجرى السمع الخارجي.

ويؤكد د. الحسن أنه في حال حدوث ألم أو حكة في الأذن خصوصاً عند الأطفال بعد نزلة برد أو كريب فمن الأفضل  مراجعة أقرب مركز صحي أو أقرب طبيب أطفال أو طبيب أخصائي أذن أنف حنجرة، وعدم إهمال الطفل والاكتفاء بالمسكنات فقط، لأن هذا يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ويجب متابعة الحالة منذ بدايتها للاستفادة من العلاج الباكر.

الوقاية

لا بد من تجنب الازدحام وتجنب التواجد في الأماكن التي قد يحصل فيها عدوى مثل نزلات البرد، بالإضافة لتجنب الاختلاط مع الأشخاص المصابين بالأنفلونزا والمحافظة على غسيل اليدين باستمرار والنظافة الشخصية وعدم مشاركة الأدوات الشخصية مع شخص آخر، وحماية الأذن من الماء وعدم استخدام أعواد تنظيف الأذن.

ومن أساليب الوقاية أيضاً تجنب التدخين سواء التدخين الإيجابي للكبار أو التدخين السلبي عند الأطفال، وعدم التدخين في المنازل، ويعتبر الاهتمام الرضاعة الطبيعية أمراً ضرورياً حيث يعطي حليب الأم مناعة طبيعية للطفل تحت سن 6 أشهر.

العلاج

ويتحدث د. الحسن عن العلاج بالقول “عند تأكيد الالتهاب نلجأ للعلاج بالصادات الحيوية سواء فموية أو عضلية بالإضافة إلى مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين”، وينصح د. الحسن كل المرضى الذين لديهم انثقاب في غشاء الطبل بحماية الأذن من الماء عن طريق سدادات من القطن والفازلين أو السدادات الخاصة لمجرى السمع الظاهر، وتعتبر حماية الأذن من الماء من أهم طرق العلاج لالتهاب الأذن الوسطى حيث يغير دخول الماء إليها الوسط داخل مجرى السمع، وإذا كان هناك ثقب في غشاء الطبل يؤدي لدخول الماء إلى الأذن الوسطى تحدث التهابات في الأذن.

نصائح من الطبيب

ينبه د. الحسن على عدم إهمال أي عرض يظهر على الطفل من ألم في الأذن، والمبادرة إلى مراجعة الطبيب أو أقرب مركز صحي، وفي حال ظهر السيلان القيحي من الأذن يجب مراجعة الطبيب فوراً من أجل استكمال العلاج كما يؤكد على إيقاف التدخين وتجنب الأماكن المزدحمة والمرضى المصابين بنزلات البرد و أمراض الأنفلونزا.

ولا ينصح د. الحسن باستخدام أعواد التنظيف على الإطلاق حيث تؤدي إلى تراكم المفرزات داخل الأذن عند سحبها وجرها إلى الداخل عدا عن احتمالية ثقب الأذن عند الأطفال عبر التنظيف بها، ويمكن تنظيف الأذن عن طريق قطعة قماشية أو منديل “محارم” تنظيف من الخارج فقط وعدم إدخالها كثيراً إلى مجرى السمع، ويؤدي تقطير زيت الزيتون مرة واحدة في الأسبوع قبل الاستحمام إلى تليين المفرزات الصملاخية وخروجها تلقائياً دون الحاجة لتنظيفها، وينصح د. الحسن بزيارة الطبيب المختص أذن أنف حنجرة بشكل دوري من أجل المتابعة في حال حدوث التهابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى