بعد إثبات منظمة دولية استخدامه السلاح الكيميائي في 4 هجمات .. هل ستترك القوى الكبرى النظام بلا عقاب

محللون يستبعدون محاسبة النظام طالما وجوده مرتبط بمصالح إسرائيل

تقرير ثان لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية صدر حديثا يؤكد أن النظام نفذ هجوما بالسلاح الكيميائي على مدينة سراقب في ريف إدلب في العام 2018 بعد أن كانت أثبتت في تقرير مماثل صدر في نيسان العام الماضي ارتكاب النظام ثلاث هجمات بالسلاح الكيميائي في مدينة اللطامنة في ريف حماة في العام 2017 .

التقرير الجديد يأتي بحسب المنظمة ضمن آلية تحقيق مهنية ودقيقة اتبعها فريق متخصص بالاستناد على شهادات ناجين وتقارير منظمات سورية من بينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان والدفاع المدني ومركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا وهيومان رايتس ووتش ومصادر أخرى ..

وفيما أكدت المنظمة الدولية في تقريرها وجود أدلة قاطعة على استخدام النظام السلاح الكيميائي في قصف مدينة سراقب صدرت ردود فعل من عدة دول غربية من بينها الولايات المتحدة تدعو لمحاسبة النظام ، بينما رفضت كل من روسيا والنظام التقرير .

واستبعد زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية أن تتم محاسبة النظام على ارتكابه الجرائم باستخدام السلاح الكيميائي وقال لا محاسبة الآن و الأمر دوليا متروك للروس والنظام وإيران حتى يستخدموا السلاح لإنهاء الثورة والدولة.

وأوضح زهير سالم أن القوى الكبرى لا تريد للثورة في سوريا أن تنجح ، ومادام هناك ثورة لن يكون هناك حساب ، أما الآن فنسمع الكثير من الجعجعة التي نسمعها منذ العام 2013 وما يزال السلاح مسلطا فوق رقاب السوريين دون حساب .
وقال زهير سالم إنه قبل إسقاط النظام في العراق فتشت القوى الكبرى كل بقعة فيه حتى القصور الرئاسية لشبهة فقط وليس لدلائل وعلى الرغم من عدم إثباتهم استخدامه السلاح الكيميائي قاموا بغزو العراق ، فالمسألة سياسية وتتعلق بمصالح تلك القوى .

ومن جانبه ربط المحلل السياسي الدكتور غزوان عدي بين بقاء النظام ومصالح اسرائيل وقال طالما أن اسرائيل تحمي النظام فإنه لن يكون هناك محاسبة له.

وقال عدي إن هناك اثبات قاطعة على استخدام النظام السلاح الكيميائي وعلى الرغم من ذلك لن تتم محاسبته لأن النظام محمي من إسرائيل مشيرا إلى أن الولايات المتحدة اعترفت بأنها طلبت من روسيا التدخل لحماية إسرائيل
وأضاف عدي إن النظام العراقي حين تجرأ واسقط بضعة صواريخ على اسرائيل تم اتخاذ قرار دولي بإزالة النظام في العراق ، والآن حين تشعر اسرائيل أن النظام في سوريا يشكل خطرا عليها فلن يبقى في الحكم يوما واحدا .

وكانت الخارجية الأمريكية امتدحت في بيان مهنية قيادة المنظمة وأمانتها الفنية أثناء أداء مهامها وقالت يجب أن نكون مستعدين لمحاسبة النظام وأي جهة تختار استخدام هذه الأسلحة المروعة.

كما أكدت كل من ألمانيا وتركيا والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة وجوب محاسبة المسؤولين عن الهجوم الكيميائي الذي شنته قوات النظام على مدينة سراقب عام 2018 الذي يعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي”.

ودعت فرنسا الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية إلى دعم المشروع الذي اقترحته فرنسا بدعم من أكثر من 40 دولة إلى تعليق حقوق وامتيازات النظام في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مثل حق التصويت.
ومن جانبها قال النائب الأول للممثل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي،إن التقرير هو زائف ويعد ضربة أخرى في مصداقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وتبع النظام روسيا وأعلن عبر وزارة خارجيته عدم اعترافه بفريق التحقيق التابع للمنظمة الدولية
بدوره أكد الإئتلاف الوطني أن تقريري المنظمة الدولية قدّما نتائج بانتظار أن يتحمل أطراف المجتمع الدولي الملتزمين حقاً بأمن العالم واستقراره ، والأطراف الدولية الفاعلة، مسؤولياتهم ويبادروا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المجرمين ومنع تكرار مثل هذه الجرائم.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصدرت تقريرها الأول في نيسان العام الماضي أكدت فيه أن النظام شن ثلاث هجمات كيميائية من بينها الهجوم على مدينة اللطامنة بمحافظة حماة في مارس/ آذار 2017.
راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى